الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الشرقية تحتفل بالذكرى 103 لميلاد شيخ الأزهر الراحل عبدالحليم محمود




 
 
تحتفل الشرقية فى هذه الأيام بمولد الإمام الأكبر الشيخ عبدالحليم محمود الذى ولد فى قرية أبوأحمد من ضواحى مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية فى (2 من جمادى الأولى سنة 1328هـ= 12 من مايو 1910م).
 
ونشأ فى أسرة كريمة مشهورة بالصلاح والتقوى، التحق بالأزهر، وحصل على الشهادة العالمية سنة (1932م)، ثم سافر على نفقته الخاصة لاستكمال تعليمه العالى فى باريس، ونجح فى الحصول على درجة الدكتوراه فى سنة (1940م).. ثم تولى أمانة مجمع البحوث الإسلامية، ثم تولى وزارة الأوقاف، وصدر قرارٌ بتعيينه شيخًا للأزهر فى (22 من صفر 1393هـ= 27 من مارس 1973م).
 
وتشهد محافظة الشرقية يومى 30 ابريل و1 مايو الاحتفال بذكرى مولد الامام الاكبر عبدالحليم محمود شيخ الاسلام وذلك بإقامة ندوة دينية كان يتحدث فيها الدكتور منيع نجل الشيخعبدالحليم، لكن بعد وفاته منذ عام 2009 أصبحت تقام ندوة يحاضر فيها د. أحمد عمر هاشم .
 
و من مذكرات وحوارات د. منيع عبدالحليم محمود المتوفى عام 2009 يمكننا بسهولة التعرف على توجهات الشيخ عبدالحليم حيث تؤكد مذكرات د. منيع ان والده كان صوفيا زاهدا فى الدنيا يربى أبناءه على الصلة دائما بالله.
 
ويضيف د. منيع أن الإمام عبدالحليم محمود نشأ فى رحاب الأزهر الشريف منذ بواكير عمره وكان من أساتذته الشيخ محمد مصطفى المراغى والشيخ الزنكلونى والشيخ حامد محيسن والشيخ محمود شلتوت والشيخ سليمان نوار وغيرهم كثير من فضلاء العلماء ولا نستطيع فى نفس الوقت أن نتناسى القراءات الواسعة التى مارسها فى إطار المذهب السلفى على وجه التحديد وحضوره ندوات الشبان المسلمين وجمعية الهداية ومجالس الأستاذ محمد فريد وجدى وندوات الأحزاب السياسية ومشايخ التصوف ثم كان سفره لباريس بعد حصوله على العالمية ودراسته للمناهج العقلية القديمة والحديثة وقيام عنصر المقارنة فى نفسه بينها وبين طريق النصيين واختياره للطريق الثالث وهو منهج العبودية أو الاتباع الذى كان حصيلة دراسته للدكتوراه فى التصوف عن الحارث بن أسد المحاسبى‏.‏
 
وعن مشروع د. عبدالحليم محمود فى الأزهر يؤكد د. منيع أن مشروعه كان يتمثل فى العمل على النهوض بالأزهر بطريقة تجعل رجاله وعلماءه منتشرين فى جميع انحاء الأرض ليقدموا جوهر فكر الإسلام الصحيح والمستنير وكان من ضمن خطواته نشر المعاهد الأزهرية بأقصى ما يمكن خصوصاً أن الأزهر يمتلك من الأرض ما لا يقل عن مائة مليار جنيه من الأرض التى تبرع بها أصحابها كما كانت رغبته الدائمة فى حل النزاعات بين الدول الإسلامية والارتقاء بوظيفة شيخ الأزهر ووضع حد لتضارب الفتاوى والعمل على التقريب بين المذاهب الإسلامية المختلفة وأهل السنة والشيعة وأعتقد فى ذكرى ميلاده رحمه اللَّه أن التأسى بالمثل التى اطلقها الامام الشيخ عبدالحليم محمود ودعوته ورؤاه الدينية السليمة يمثل باباً فى انقاذ العالم الإسلامى من حمّى الصراعات والنزاعات.
 
وأوضح ان الشيخ عبدالحليم كان يرن أن مواجهة الغزو الفكرى تتطلب أمرين الأول‏‏ تحصين الدعوة الإسلامية وحمايتها وتقويتها‏، والثاني‏‏ مواجهة الغزو الفكرى وتيارات التحلل والإباحية التى تريد النيل من دين الله تعالي‏.‏
 
أما بالنسبة للأمر الأول فنرى أن أول قرار أصدره بعد تجديد خدمته كان إنشاء إدارة ـ لأول مرة ـ فى الأزهر تسمى إدارة القرآن الكريم تعمل على مستوى مصر والعالم ونهض لتدعيمها ونشرها على أوسع نطاق ونادى بتحرير فلسطين وإعادة الحقوق الفلسطينية كاملة غير منقوصة فكان رأيه‏:‏ أنه لن يكون هناك سلام فى منطقة الشرق الأوسط إلا برد حقوق الفلسطينيين كاملة وانسحاب القوات الاسرائيلية من الأراضى المحتلة والقدس‏.‏
 
ويرى ان تحرير المسلمين لا يكون كاملا إلا بتحرير أراضيهم وتحرير عقولهم وفكرهم،‏ فلابد ان تتحرر الارض من الاعداء والاستعمار،‏ ولابد أن يتحرر العقل والفكر من تيارات التحلل والاباحية ومن الغزو الفكرى ومما تطفح به بعض الكتب والمؤلفات من مقالات مدمرة،‏ تنفث سمومها على الاسلام والمسلمين‏.‏
 
ولفت إلى ان الإمام فى مواجهة الغزو الفكرى كان دائما يدافع عن الإسلام وعن الازهر ولا يدافع عن شخصه او عن شخص غيره،‏ لأنه على يقين إن الله يدافع عن الذين آمنوا ونشر المؤلفات التى يواجه بها الملحدين والماديين وظل ماضيا برسالته،‏ حاملا مشعلها الذى سيظل مصونا الى ان يقوم الناس لرب العالمين،‏ ولو كره الكافرون‏.، وكان يقول دائما إن المتوقع ان يكون الازهر فى كل مكان فى العالم لأنه اقدم المؤسسات وابو الجامعات‏.‏