الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

المدابغ بؤرة تلوث فى قلب الفيوم




57 عاما من المعاناة يعيشها أهالى منطقة المدابغ التى تقع جنوب مدينة الفيوم. هذه المنطقة التى أنشئت فى عهد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وكانت منطقة لا يسكنها أى إنسان وتضم 20 مدبغا بجوار سلخانة المحافظة وشهدت مع مرور الايام الزحف العمرانى اليها..
 
 
 كريم سلطان "جزار"يرى أن والده قد أخطأ بإقامة عمارة عملاقة تكلفت الملايين وأسفلها محل "الجزارة" وكان الهدف من ذلك تجميل المنطقة وتوفير مشقة السير الى داخل مدينة الفيوم لشراء اللحوم حيث إن المنطقة تتوسط مربعاً سكانياً يزيد على 100 الف مواطن و للأسف الشديد لا يستطيعون النوم بسبب جيوش الناموس التى تحاصرهم جراء الطفح المستمر " لمجارى المدابغ المحملة بالسموم "
ويشير محمود العطفى "صاحب ورشة " الى أن الروائح الكريهة و التلوث أصابت أبناء المنطقة بأمراض الحساسية والالتهاب الرئوى حيث أصبح أطفالهم الصغار ضيوفا دائمين لدى الأطباء.
 أما محمد صلاح السلك " صاحب مدبغة " فيقول ان نقل المدابغ من هذه المنطقة مستحيل وأنها فقط تحتاج الى تطوير وتغيير خطوط الصرف الصحى الضيقة التى لم تعد تستوعب المدابغ والمنطقة السكنية خاصة أن هذه الشبكة أنشئت عام 1970 لخدمة المدابغ والسلخانة التى تم نقلها.
فى حين يطالب عمرو نجل صاحب المدبغة بنقل المدابغ الى المنطقة الصحراوية وإعادة تجميل و تأهيل المنطقة لتكون سكنية حفاظا علىصحة الآلاف من سكان المنطقة و المناطق المجاورة.
ويرى الحاج محمد محمود الأخرس " شيخ الدابغين بالمحافظة " أن نقل المدابغ من مكانها الحالى الذى أصبح يتوسط الكتلة السكنية هو الحل خاصة أن أحفاده كعب داير على الأطباء لعدم قدرتهم المناعية على تحمل الروائح الكريهة التى تنبعث من المدابغ ولدغات الناموس المتتالية والتى فشلت ادوات المكافحة فى مقاومتها. كما أن البلطجية أصبحوا يحاصرون المنطقة بسبب ما سببته المدابغ من تكوين منطقة عشوائية ليست صغيرة.
ويلفت مؤمن عبد الفتاح " مأذون " الى أن هناك العديد من المدابغ أقيمت بدون ترخيص و لا تخضع لشروط الأمان الصناعى و شكونا لجهاز شئون البيئة مئات المرات و للآسف الشديد يبدو أن صحة الانسان لا تعنيهم.
يضيف عبد المنعم عبد القوى "مدرس" أن نواب الإخوان الحاليين يحاولون تبرئة ساحتهم من مشكلة المدابغ بدعوى أن الدولة حاليا ليس لديها الامكانيات لنقل المدابغ فى حين كانوا يحرضون الأهالى قبل الثورة على إثارة المشكلات مع النظام السابق.
ويكشف أحمد سمير و محمد صلاح من شباب المنطقة أن مخلفات المدابغ يتم القاؤها فى وضح النهار بنهر الطريق الدائرى حيث يتم القاء عشرات الأطنان يوميا مما يتسبب فى نقل الملوثات الى الطريق الحضارى الذى تم أنشاءه حول مدينة الفيوم مما يتسبب فى كارثة بيئية جديدة.
من جهته يؤكد المهندس على أحمد على أحمد محافظ الفيوم أن هناك دراسة تم إعدادها من قبل مجلس مدينة الفيوم وجهاز شئون البيئة لنقل منطقة المدابغ الى المنطقة الصحراوية الواقعة على طريق أسيوط الغربى او منطقة العزب.
وقال المحافظ أن شبكة الصرف الصحى الحالية لا تستوعب المدابغ و المنطقة السكنية التى أقيمت خلال السنوات العشر الأخيرة.