الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

المالكى: صلاة موحدة للسنة والشيعة





فى يوم دام حصد أرواح العراقيين واصيب من جرائه المئات، لقى أكثر من 154 قتيلا وجريحا فى حصيلة أولية لسلسة الانفجارات التى هزت أنحاء العراق أمس.وأعلنت مصادر طبية قال مسعفون والشرطة إن 20 شخصا على الأقل قتلوا فى سلسلة تفجيرات سيارات ملغومة فى مناطق تسكنها أغلبية شيعية بالعاصمة العراقية بغداد بينما قتل 11 آخرون فى هجومين بمدينة البصرة بجنوب البلاد. وأعلنت دائرة صحة بغداد عن مقتل وإصابة 154 من المدنيين كحصيلة أولية للتفجيرات الإرهابية التى ضربت العاصمة.وقال مصدر طبى إن الحصيلة الأولية لسلسلة التفجيرات التى هزت عدة مناطق ببغداد كانت 25 قتيلا و129 مصابا بجروح مختلفة، أغلبهم من المدنيين.
وكانت العاصمة بغداد شهدت دوى سلسلة انفجارات هزت مناطق الزعفرانية، الكاظمية،الشرطة الرابعة، الكمالية، جسر ديالى، اليوسفية، المحمودية،اللطيفية،الشعلة وسبع البور، أسفرت عن سقوط العشرات من القتلى والجرحى، فيما ارتفع عدد ضحايا تفجير سيارتين مفخختين فى محافظة البصرة العراقية إلى 63 قتيلا وجريحا.وصرح مصدر طبى فى محافظة البصرة بأن الانفجارين أديا إلى مقتل 13 مواطنا وإصابة 50 آخرين بجروح مختلفة.وذكر مصدر فى شرطة البصرة أن سيارة مفخخة كانت مركونة على جانب الطريق العام قرب سوق شعبى فى ساحة سعد وسط مدينة البصرة انفجرت أعقبها انفجار سيارة مفخخة ثانية فى حى الحسين.
وفى محافظة نينوى، أعلن مصدر فى شرطة محافظة نينوى أن ضابطا فى حماية مدير شرطة نينوى وخمسة من عناصر الحماية أصيبوا أمس فى تفجير مزدوج بعبوتين ناسفتين جنوب الموصل، شمال العاصمة.وقال المصدر إن عبوتين ناسفتين كانتا مزروعتين على جانب طريق بالقرب من قرية العذبة جنوب الموصل إنفجرتا مستهدفة موكب مدير شرطة نينوى، ما أسفر عن إصابة ضابط برتبة ملازم أول من حمايته وإصابة خمسة من عناصر الحماية بجروح متفاوتة، مشيرا إلى أن مدير الشرطة لم يكن ضمن الموكب.
فى غضون ذلك، أفاد مصدر أمنى عراقى بأن 18 شخصا من عناصر الصحوة سقطوا بين قتيل وجريح فى انفجار سيارة مفخخة فى مقر الفوج الأول لعمليات سامراء بمحافظة صلاح الدين شمال البلاد، مما أسفر عن حرق عدد كبير من السيارات العسكرية والمدنية القريبة من مكان الحادث، ولقى العشرات حتفهم فى هجمات على مدى الأسبوع المنصرم فى الوقت الذى تتصاعد فيه التوترات بين الأقلية من السنة والأغلبية من الشيعة لأعلى مستوى منذ انسحاب القوات الأمريكية فى ديسمبر 2011.. وسقط أكثر من 700 قتيل فى إبريل طبقا لأرقام الأمم المتحدة وهو أكبر عدد منذ نحو خمس سنوات.
يأتى ذلك فى وقت أعلنت فيه اللجان الشعبية للاعتصامات أنها ستلجأ إلى المواجهة المسلحة أو إعلان الإقليم، فى ظل ما وصفته بعدم الاستجابة لمطالبها بعد خمسة أشهر من المظاهرات والاعتصامات المنددة بسياسات الحكومة العراقية وبعد رفض الحكومة مبادرة الحورا التى أطلقها الشيخ عبدالملك السعدى، والتى أطلقها قبل أيام. واعتبرت اللجان رفض المبادرة بمثابة دفع باتجاه المواجهة المسلحة.
من جهة أخرى كشف ما يوصف بـ«مجلس إنقاذ الأنبار» الموالى للحكومة عن بدء عملية أمنية لتعقب مسلحى تنظيم القاعدة من قبل قوات من الجيش العراقى، مدعومة بمروحيات تابعة لطيران الجيش.وبدوره، دعا رئيس الوزراء نورى المالكى إلى إقامة صلوات موحدة تجمع كل العراقيين. إلى «إقامة صلاة موحدة بين السنة والشيعة كل يوم جمعة فى بغداد» بعد تزايد استهداف المساجد فى الأسابيع الأخيرة.
وقال المالكى فى بيان وزعه مكتبه الإعلامى إن «الصلاة الموحدة يفهم منها أنها تجمع العراقيين من السنة والشيعة وهذا ما نتمناه» معتبرا أن «الصلاة الموحدة الحقيقية يجب أن تجمع المسلمين بكل طوائفهم فى مسجد واحد».. واعتبر أن استهداف المساجد مخطط يهدف لإشعال الفتنة، ودعا علماء الدين إلى القيام بكل ما من شأنه نبذ الطائفية والفرقة، والدعوة إلى وحدة الصف.ويشير المراقبون إلى أن التدهور الأمنى فى العراق هو نتيجة حتمية لقرار عقب تسريح الجيش العراقى بعد الغزو الأمريكى للعراق.
وقال الجنرال بيتر بايس مساعد رئيس اركان الجيوش ريتشارد مايرز إن الحاكم المدنى الاميركى بول بريمر امر بتسريح الجيش بقرار منه دون استشارة الإدارة الأمريكية، مما شجع الاضطرابات التى تلت سقوط نظام صدام حسين، وان بسط الاستقرار فى العراق كان يمكن ان يكون اسهل بوجود جيش عراقى.واعترف قائد سلاح قوات مشاة البحرية الأمريكية المارينز الجنرال جيمس كونوى بأن أكبر خطأ ارتكبته قوات الاحتلال الأمريكية فى العراق بعد وقوع الغزو هو قرار حل وتسريح عناصر الجيش العراقى السابق.