الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

هولاند يقترب من «الإليزيه» وسط إقبال على التصويت




بدأ التصويت فى فرنسا أمس فى جولة الإعادة الحاسمة فى انتخابات الرئاسة التى يتجه فيها الرئيس الحالى نيكولا ساركوزى نحو هزيمة يمكن أن تجعله الزعيم الأوروبى الحادى عشر الذى تطيح به الأزمة الاقتصادية وتتوج فرانسوا هولاند كأول رئيس اشتراكى لفرنسا منذ 17 عاما.
 
وفيما أدلى هولاند فى منطقة تول بصحبة رفيقته فاليرى تريرفيلر فى العاشرة والنصف، وكذلك أدلى ساركوزى وزوجته كارلا برونى بعده بأكثر من ساعة بصوتيهما فى باريس.
 
 
وينتظر الإعلان عن النتائج تباعاً عقب انتهاء التصويت ويبلغ عدد الناخبين الذين يحق لهم الإدلاء بأصواتهم فى جولة الإعادة اليوم نحو 46 مليون شخص.
 
 
وأكد بيان لوزارة الداخلية الفرنسية أن نسبة المشاركة فى التصويت فى منتصف النهار بلغت 30.66 % بزيادة بلغت نقطتين عن نسبة المشاركة فى الجولة الأولى.
 
 
وقد بدأت عمليات التصويت أمس الأول للفرنسيين المقيمين فى مقاطعات ما وراء البحار والولايات المتحدة وكندا وأمريكا الجنوبية.
 
وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها فى الثامنة صباحا وظلت مفتوحة حتى السادسة مساء ولساعتين إضافيتين فى المدن الكبرى.
 
 
وأشارت استطلاعات الرأى الأخيرة إلى تقدم هولاند بما بين أربع وثمانى نقاط مئوية فى انتخابات يمكن أن تعنى تغييرا فى التوجه بالنسبة لأوروبا. واستفاد هولاند من موجة غضب بسبب عجز ساركوزى عن كبح جماح البطالة المتفشية خلال خمسة أعوام له فى الرئاسة.
 
 
واعترف مساعدو ساركوزى بأن ساركوزى سيحتاج لمعجزة لتغيير المسار لصالحه والفوز بفترة ولاية ثانية.. وقال عضو فى الدائرة المقربة من ساركوزى لوسائل الإعلام قب «إنه كعداء لن يعتبر السباق انتهى إلا بعد النهاية نفسها، ولكنى أقول انه لديه فرصة واحدة من ست فرص».
 
ويحتاج ساركوزى إلى الفوز بأغلبية كبيرة من أصوات اليمين والوسط لكى يتغلب على منافسه الذى يتمتع بدعم يكاد يصل للإجماع من الناخبين اليساريين.. وفيما يمثل انتكاسة له رفضت مرشحة الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة مارين لوبان التى فازت بنسبة 17.9 % فى الجولة الأولى للانتخابات التى اجريت فى 22 ابريل التصويت لصالح ساركوزى وقالت إنها ستبطل صوتها.
 
وحذر ساركوزى من أن هولاند، الذى لم يشغل أى منصب وزارى من قبل، سيدفع فرنسا إلى الطريق الذى تسير فيه إسبانيا وهى آخر دولة متضررة من أزمة الديون فى منطقة اليورو مؤكدا أنه غير مؤهل لقيادة البلاد فى وقت الأزمة.. وخاض ساركوزى الحملة بوصفه مرشحا لـ «فرنسا قوية» التى يقترح إقامتها من خلال خفض الإنفاق وتكاليف العمالة والهجرة.. بينما قدم هولاند نفسه على أنه «مرشح العدالة الاجتماعية» الذى سيعالج حملة التقشف فى أوروبا بإجراءات لدعم النمو والاستثمار لخلق فرص عمل والتعليم والابتكار.. وأظهر استطلاعان للرأى أمس أن نسبة التأييد ستكون 53% لهولاند و47% لساركوزي، إلا أن الأخير تنبأ بحدوث «مفاجأة».. وفى حال خسارة ساركوزى الانتخابات، فسيكون الرئيس الثانى منذ عام 1958 الذى يخسر فى جولة الإعادة. .وفور انتخابه سيكون على الرئيس الفرنسى القادم المشاركة فى العديد من المؤتمرات الدولية بداية بقمتى مجموعة الثمانى والحلف الاطلنطى يومى 20 و21 مايو.. وسيكون الفائز هو الرئيس الرابع والعشرين لفرنسا، وفى حالة فوز هولاند فسيكون أول رئيس اشتراكى لفرنسا منذ الرئيس الراحل فرانسوا ميتران الذى تولى المنصب بين عامى 1981 و1995.
 
 
 ويرى اللواء د. نبيل فؤاد المدير الأسبق لمركز الدراسات الاستراتيجية للقوات المسلحة وأستاذ العلوم الاستراتيجية بأكاديمية ناصر تخوفات العرب من فوز ساركوزى سابقة لأوانها لأن الأقرب للفوز هولاند الذى يعالج برنامجه الانتخابى علاج القصور الذى كان يواجهه الفرنسيون فترة حكم ساركوزى وتشعر به الطبقات المتوسطة من الناحية الاقتصادية فى خلق المزيد من الوظائف ومدى تحمل فرنسا لموجات جديدة من أبناء الهجرة، أوروبيين أو أفارقة أو مسلمين.
 
 
فرنسا ليست إحدى الدول العظمى ولكنها حرصت على التواجد على المسرح الدولى بمواقف مؤثرة أكسبتها مكانتها الحالية وهى الوحيدة التى أبقت على علاقات جيدة بمستعمراتها فى أفريقيا بعد استقلالها .. وهو ما ماكان يعلنه الرئيس الفرنسى فرانسوا ميتران الذى كان يمثل أيضاً الحزب الاشتراكى ونأمل أن يكون فرانسوا هولاند خلفاً لفرانسوا متيران، وهو عكس سياسة ساركوزى الذى ظل متحفزاً طوال الوقت ضد العرب المسلمين خلال فترة حكمه.. فكان أول من تحمس لضرب ليبيا ومستعداً لذلك فضربها بعد صدور قرار مجلس الأمن بدقائق وآراؤه المتحفزة ضد سوريا.. اللواء د. ممدوح عطية خبير الاستراتيجية والأمن القومى قال: ساركوزى لن يفوز باى حال من الأحوال فبرنامجه الاقتصادى لم ينقذ الاقتصاد الفرنسى وإنما زاد من الأزمة فضلا عن كونه يعمل ضد المغتربين المسلمين ، بينما يتبع هولاند برنامج إصلاح اقتصاديا وإجتماعيا يحرص على مصالح الشعب الفرنسى بجميع فئاته فلا يقدم مصالح طبقة على أخرى وأعتقد أن أول ما سيفعله هولاند بعد فوزه هو تحسين علاقة الدولة مع المغتربين من الجاليات العربية.