الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«الجنود أحرار» فى «عملية بيضاء»





 
انفرجت أزمة الجنود السبعة المختطفين فى سيناء بإطلاق سراحهم فجر أمس بجهود من المخابرات الحربية ومشايخ قبائل سيناء فى « عملية بيضاء « لم تراق فيها دماء، واستقبلت مؤسسة الرئاسة الحدث بترحاب بالغ، ذلك انه ازاح ضغوطا شعبية على الرئيس محمد مرسى بسبب طريقة التعامل مع المخطوفين وتأخر الوصول إليهم.
وحرص الرئيس محمد مرسى على ان يستقبل الجنود فى مطار ألماظة فى العاشرة صباح امس بعد نقلهم بطائرة عسكرية تابعة للقوات المسلحة، حيث حضر مرسى ومعه رئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل والفريق اول عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع ووزير الداخلية محمد إبراهيم.الرئيس مرسى استقبل الجنود على سلم الطائرة العسكرية وحرص على ان يسلم عليهم واحداً واحد وقام بمعانقتهم، وتنهئتهم على سلامتهم، وبعدها عقد مؤتمرا صحفيا بحضور مسئولى الدولة الذين شاركوا فى استقبال الجنود المحررين .
«مرسى» وجه التحية الى قيادات القوات المسلحة والى قيادات الداخلية والمخابرات الحربية والمخابرات العامة، على جهودهم فى تحرير الجنود المختطفين دون إراقة قطرة دماء او اى خسائر، وقال فى المؤتمر الصحفى: إن العملية الأمنية التى تمت هى مثال ونموذج بالغ لتعاون الأجهزة الأمنية ومؤسسات الدولة .
الرئيس الذى بدت عليه علامات الارتياح فى المؤتمر الصحفى قال: إن الإفراج عن الجنود جاء بتخطيط وتعاون بين مختلف اجهزة الدولة مشيراً الى ان الوطن هو هدفهم وان المواطن وسلامته له الاولوية، وقال:  إن الدولة مستمرة فى تحقيق الامن والاستقرار على ارض سيناء.وأثنى «مرسى» على قيادة القوات المسلحة وجهودها فى حفظ الامن فى سيناء، وحرص على ان يكرر عبارات الشكر والثناء اكثر من مرة فى المؤتمر، ودعا فى نفس الوقت حاملى السلاح فى سيناء إلى تسليم ما لديهم من اسلحة للدولة، مشيرا الى ان السلاح لايجب ان يكون الا مع السلطة لان امن المواطن مسئوليتهم.
واشاد الرئيس فى نفس الوقت بقبائل سيناء ووجه لهم الشكر فى دعمهم وتعاونهم للافراج عن الجنود، وقال: إن هذا الحدث منطلق لهم لتنمية سيناء وايجاد حلول لمشاكل ابنائها.«خطاب مرسى» لم يخل من الرسائل السياسية، حيث اشار  الى ان الوطن له قيادة واحدة تتوافق معها مؤسسات الدولة، ودعا فى نفس الوقت المعارضة للتعاون والتكامل معه فيما يحقق الخير للبلد من أجل البناء، وقال « ادعو جميع التيارات للمشاركة فى استكمال انتخابات مجلس النواب «.
وتحدث مرسى بخطاب تصالحى مع المعارضة حيث ردد مجموعة من المفردات التى تعبر عن رسائله منها» نتآخى، نتكامل، نتعاونٍ، نتوافق، نترافق، نحب بعضنا بعضا، ننطلق للأمام».وبعد انتهاء المؤتمر غادر الرئيس مطار لماظة فى الحادية عشر ونصف والمسئولين بالدولة.ن جانبه عقد السفير ايهاب فهمى المتحدث باسم رئاسة الجمهورية مؤتمراً صحفياً ظهر امس بمشاركة المتحدث باسم القوات المسلحة العقيد محمد أحمد على للاعلان عن تفاصيل عملية اطلاق سراح الجنود فى سيناء .
وقال المتحدث باسم الرئاسة: إن تحرير الجنود جاء نتاجا لجهد مشترك من مؤسسات الدولة المعنية، مشيرا الى ان أجهزة الدولة تبنت رؤية مشتركة وجهدا مشتركا وهو تحرير الجنود والحفاظ على هيبة الدولة وهذا ما تحقق .وقال المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية: إن عملية تحرير الجنود تمت بتعاون كامل بين مؤسسات الدولة ودون مساومات أو تنازل من أى جانب، وأشاد بدور قبائل سيناء فى العملية، داعيا مؤسسات الدولة لمواصلة الجهود لتنمية سيناء.
وقال فهمى: إن تحرير الجنود تم دون إراقة دماء مع الحفاظ على هيبة الدولة وهذا هو العهد الذى قطعته الرئاسة على نفسها .بينما أكد العقيد أركان حرب أحمد محمد على المتحدث العسكرى، أن هناك تنسيقاً مع الجانب الإسرائيلى لزيادة حجم القوات فى سيناء، لافتاً إلى أن العمل العسكرى ساهم فى نجاح عملية تحرير المختطفين. واضاف فى المؤتمر الصحفى بالرئاسة، «نوجه شكر القوات المسلحة ومصر لشيوخ وعواقل سيناء»، واشار الى أن حماية أمن وسلامة أبناء سيناء ظل هدفنا خلال جميع عمليات القوات المسلحة.
وحول هوية الخاطفين قال المتحدث العكسرى إن هويتهم معروفة لهم ولكن لن يكشفوا عنها لاسباب امنية واستخباراتية .. وأضاف المتحدث العسكرى أن أحد الأسباب المهمة التى أدت لنجاح عملية تحرير الجنود المختطفين أن المخابرات الحربية نفذت الخطة المحكمة من الخداع الاستراتيجى والسيطرة الإعلامية بحيث تعمدت إذاعة أنباء متضاربة حول سير العمليات فى سيناء، لإحداث ارتباك معلوماتى متعمد حتى يتم التمويه على الخاطفين وتضليلهم.
وقال المتحدث إن القوات المسلحة تعمدت عدم إصدار أى بيان رسمى واحد خلال الفترة الماضية لإحداث نوع من الإرباك فى صفوف الخاطفين.وأشار إلى أنه منذ اختطاف الجنود تم إعداد غرفة عمليات مشتركة مع القوات المسلحة شارك خلالها من وزارة الداخلية اللواء أحمد حلمى مساعد وزير الداخلية لقطاع مصلحة الأمن العام واللواء خالد ثروت مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن الوطنى واللواء أشرف عبدالله مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن المركزى واللواء سيد شفيق مدير المباحث الجنائية بقطاع مصلحة الأمن العام مع جميع أجهزة القوات المسلحة وذلك لتحرير الجنود.
وقال إنه بعد ذلك تم التنسيق ووضع المعالم الرئيسية لتحرك واحتمالات التعامل مع أزمة الجنود وتصاعدها وتحديد منطقة العمليات التى تقع بين منطقة الشيخ زويد ومدينة رفح وبعد ذلك تم تحديد العناصر المرتكبة لتلك الجريمة وفى خلال 72  ساعة الأخيرة تم تنفيذ الخطة الأمنية بكل مراحلها.