الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أسرار المشهد الختامى لاختطاف الجنود





 
 
«السيسى وصدقى» وضعا الخطة العسكرية لمحاصرة الإرهابيين الـ8 فتحركوا عشوائيا
 
 
انتشار الجيش مستمر فى المنطقة «ج»حتى القضاء على 22 بؤرة إرهابية
 
 
«وصفى» طمأن أهالى الجنود تليفونيا.. وطلب من وحداتهم ملابس عسكرية
 
 
 
 
 
الجيش المصرى التفاوض مع الإرهابيين حفاظا على هيبة الدولة فقام الخاطفون بترك الجنود المخطوفين معصوبى الأعين على بعد 65 كيلو مترا من رفح فى منطقة صحراوية مفتوحة بوسط سيناء واختيارهم لتلك المنطقة لأنهم خشوا تعرضهم لأى كمين حيث تم اقتياد الجنود من مكان احتجازهم بواسطة سيارة بعد علمهم بأنهم صاروا محاصرين من قبل قوات الجيش الثانى الميدانى بالمدرعات والطائرات المتعددة المهام «الأباتشى وسى17» محلقة فوق رءوسهم ويذكر أن عدد الخاطفين نحو 8 أشخاص.
فى تمام الخامسة صباح أمس تم العثور على الجنود بواسطة دورية تمشيط كانت تتم على رأس الساعة بكل مناطق سيناء فأخذوا المخطوفين وسلموهم للواء أحمد وصفى قائد الجيش الثانى الميدانى الذى كان يقيم وسط جنوده المنتشرين فى سيناء لتنفيذ خطة «الانتشار والردع والتمويه» وعند تسلمه الجنود أبلغ القيادة العامة للقوات المسلحة، وقام «وصفي» بطمأنة أهالى المخطوفين وذلك عبر أحاديث تليفونية قام بها مع كل عائلة ثم إعطاء التليفون لكل جندى ليسمع صوته لأهله.
بعد ذلك قام اللواء «وصفى» باستحضار الملابس العسكرية للجنود المخطوفين حيث إنهم كانوا بملابس مدنية وقدم لهم وجبة إفطار وغادر معهم سيناء على متن الطائرة «سى 17» التى وصلت بهم مطار ألماظة العسكرى فى تمام الساعة التاسعة صباحا.
وكانت عملية الحصار قد بدأت قبل انتشار القوات بـ48 ساعة عندما قامت عناصر قوات الأمن بإغلاق المنافذ بين رفح وغزة تضامنا مع زملائهم المخطوفين وكانت عناصر الخدمة السرية فى سيناء قد استغلت هذا كخطوة استباقية لمحاصرة فتحات الأنفاق من الحدود المصرية حيث لا مفر لأى تحرك لأنه سيتم رصده، وفى إطار التعاون بين المخابرات العامة مع الجيش كان الإمداد المعلوماتى لحصر البؤر الإرهابية التى بلغت 22 بؤرة.
وفى هذه الأثناء كانت خطة الجيش التى اعتمدها القائد العام عبدالفتاح السيسى ووضعها رئيس الأركان صدقى صبحى كانت قد أخذت مسار الإعداد من قبل اللواء محسن الشاذلى رئيس هيئة العمليات وصار الأمر قيد التنفيذ فى انتظار أمر قتال من القائد الأعلى والذى لم يتم إصداره حتى الآن والخطة تشمل حصار الإرهابيين ليتحركوا عشوائيا وكانت الخطوة الثانية هى الانتشار للقوات والمعدات العسكرية وحصار محافظة شمال سيناء بالكامل فى مناطق الجورة والشيخ زويد وأطراف مدينة رفح شمال وجنوب وأحكمت القوات العسكرية الحصار على الإرهابيين مما جعل بعض مشايخ القبائل يطالبون الجيش باعطائهم فرصة لتحرير الجنود حقنا لدماء كل الأطراف فى حين قام أهالى قرية «الحرية» بمنطقة صلاح الدين بإغلاق أبواب منازلهم عليهم تحسبا لأى عمل عسكرى فى هذه المنطقة التى تقطنها عائلات الخاطفين.
وكان الجيش المصرى قد أخطر الجانب الإسرائيلى بالانتشار فى المنطقة «ج» التى حسب الاتفاقية محظور فيها تواجد قوات عسكرية مصرية ولم تمانع تل أبيب وكان القائم بذلك القوات المتعددة الجنسيات والمراقبة لاتفاقية كامب ديفيد والتى تتمركز بمنطقة «الجورة» وتعد هذه المرة الثانية التى تنتشر فيها القوات المصرية منذ توقيع الاتفاقية، وكانت المرة الأولى فى 28 يناير 2011 إبان الثورة.
وقد جاءت هذه العملية بنتائج يثمنها العسكريون وهى تسليم أهالى سيناء للسلاح الذى يوجد لديهم ويحظر الاستخدام إلا لقوات الجيش والشرطة كل فى تخصصه والأهم من ذلك هو امتداد العملية العسكرية واستمرار الانتشار حتى القضاء على جميع البؤر الإرهابية التى تتواجد منذ عام 2004 وفى تزايد منذ يناير 2011 والاستمرار أيضا فى القضاء على ظاهرة الأنفاق بعد أن تم تدمير 287 نفقا منذ أغسطس الماضى وحتى الآن منها 131 دمر بالمعدات الهندسية و156 تم غمره بالمياه وشملت أيضا فتحات هذه الأنفاق وهو إنجاز لم يكن له سابق.