الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الكاتبة الإسكندرانية ريم أبو الفضل : الكارهون للثورة أسهموا فى تعثر خطواتها




الكاتبة والأديبة ريم أبو الفضل، تقيم فى مدينة الاسكندرية والتى تستخدم الكلمة كسلاح فى معالجة هموم وطنها وتمخضت هذه المعارك عن كتابها : هموم وطن زالت وما زالت . التى رصدت فيه مؤشرات انفجار ثورة يناير .
■ متى وكيف بدأت رحلتك مع الكتابة؟
- منذ مرحلة الصبا بدأت رحلتى، لم أكن حينها أجيد التجديف، ولم ترشدنى بوصلة الأسرة، فكنت أنقطع ثم أواصل، فخطواتى كانت لم تكن وقتها ثابتة، وما أتذكره جيدا تلك الأغانى التى كنت أقوم بتأليفها وغنائها، وموضوعات التعبير التى أخرج فيها عن السياق، وأسهب فى وجهة نظرى فتستفز مُعلمينى
■ (هموم وطن زالت وما زلت) هو عنوان كتابك الأول .. لماذا اخترت هذا العنوان ؟
العنوان يعبر عن فحوى الكتاب
فهموم الوطن لم تنتهِ، وإن كانت الثورة قامت بإزالة بعضها، فمازال البعض قائم كالسم يسرى فى جسد الوطن..والكتاب يتحدث عن بعض الهموم التى زالت والبعض التى لم تزل
■ ما الرسالة التى تودين التركيز عليها فى الكتاب ؟
- من لم يعتبر من ماضيه.. فلن ينجح فى حاضره.. ولن يجيد رسم مستقبله
ومن هنا كان لابد فى تأريخ وتوثيق فترة ما قبل الثورة، ورصد بعض المشاكل من خلال مقالات تناولت أحداثاً، ورصدت مواقف طرحتُ فيها رؤيتى، كما تعرضت أيضاً لفترة الثورة وما بعدها
■ هل تعتقدين أن دور الأديب تسجيل ورصد مشاكل مجتمعه بدون أن يقع فى فخ التسجيلية والمباشرة ويصبح الكتاب أشبه ببحث اجتماعى ؟
- الأديب يمتلك رؤية وعمقاً وحساً،وهذه الأدوات أشبه بريشة يمتلكها فنان يعبر عنها فى لوحة ويختزل رؤيته فى مشهد، تلك الريشة يمكن أن يُطلى بها «الحرّفى» حائطاً بتقنية عالية، لكنه لن يستطيع أن يرسم لوحة،وهذا هو الفرق بين القلم حين يتناوله الأديب بين أنامله، وبين «الباش كاتب»عندما  يسرد به واقعة
■ برأيك .. كانت الطموحات والآمال كبيرة عقب ثورة يناير، ثم تلاشت فجأة .. أين الخلل فى هذه الثورة ؟
مازالت الطموحات والآمال يتصارعان مع وحش كاسر يسمى الاستبداد، والمستبد يمكنه أن يرتدى البذة الأنيقة حيناً والعباءة حيناً آخر
لم تتلاش الطموحات ولكنها تدخل فى جولات وصولات فتنتصر مرة وتٌصرع أخرى..أما الخلل فللأسف يمكن فى اتحاد الكارهين وذوى المصالح،واتساع دائرة الفساد  لها
 
فإن اجتمعوا ليضربوها ضربة رجل واحد ..فإن الله جعل من بين أيديهم سدا وأغشاهم فكادوا لا يبصرون ..وستظل الثورة مستمرة حتى تحقيق أهدافها
 
■ ما أبرز مشكلات أدباء الأقاليمش؟
 
- يؤسفنى أن تُصنف الإسكندرية ضمن الأقاليم وقد كانت مركز الإشعاع الثقافى،وبها مكتبة الإسكندرية بكل تاريخها
 
والحقيقة أن المشكلة ليست فى الإسكندرية، ولكنها فى مركزية العاصمة التى تريد أن تستحوذ على كل شىء، ومن هنا أصبحت مشكلة الأدباء الشباب فى دور النشر الرائدة التى تتعامل مع الأسماء اللامعة، ومشكلة أدباء الأقاليم فى عدم تسليط الضوء عليهم، وافتقارهم إلى «الميديا» التى تقدمهم للجمهور،وأصبح العرف السائد لمن يريد الإعلان عن موهبته أن يتجه للقطار ذاهباً لهوليوود الشرق
 
■ هل فقدت الإسكندرية روح التسامح والتنوع مقارنة بالأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضى ؟
 
- الإسكندرية كانت أول من فتحت أبوابها لليونانيين، لم نفقد تلك الروح وهذا التنوع،ولكن الوضع قد تغير قليلا بعد حرب 56 وخروج عدد من القبارصة واليهود والأرمن
 
ولنا أن نتذكر إحدى سياسات محمد على عندما أرسى قاعدة المساواة بين القبطى والمسلم لأن كليهما يستطيعان أن يقدما للوطن نفس الخدمات
 
مازال فى الإسكندرية بعض أقليات الزمن الجميل،وأعتز بصداقتى لرئيس الجالية الأرمينية بالإسكندرية
 
لدينا اليوم مراكز دراسات تعمل على إحياء الدور التاريخى للإسكندرية  مما يؤدى إلى رفع شأن الثقافة السكندرية من خلال إعادة اكتشاف روح التسامح والتنوع، كما تدعم روح العالمية والتنوع من خلال التفاعل البناء وتشجيع الحوار والتفاهم
 
 ■ ما مستقبل حرية الإبداع تحت حكم الإخوان ؟
 
- لا يمكن للإبداع أن يتم تحت قيود، فالإبداع نوع من أنواع الحريات، وكيف لإبداعٍ فى ظل حكم تُفرض فيه وصاية باسم الدين، وتغليف أى خلاف فى الرأى بصبغة دينية، فيصبح الناقد كارهاً للإسلام، ويصبح المبدع خارقاً للنواميس، ولا مانع من التكفير فى حالة احتداد الخلافوإن كان الإخوان سيمارسون قيدا على حرية الرأى.... فلا عزاء للمبدعين.