الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

أحمد أبو بركة: مرسى أنجز ما حققته ديمقراطيات عريقة فى ثلاثة قرون.. ويصعب الحديث عن سلبياته




قال أحمد أبوبركة القيادى الإخوانى والمستشار القانونى لحزب الحرية والعدالة أن العام الأول من حكم الرئيس محمد مرسى شهد إنجازات حققتها بعض الدول الديمقراطية فى ثلاث قرون على الأقل, وقال إن من يروجون لمقولة «أخونة الدولة» يهدفون «إرهاب» الرئيس المنتخب وأنصاره عن ممارسة استحقاقات التأييد الشعبى المتمثل فى وجود رئيس منتخب ونظام ديمقراطى صاعد يحقق مطالب الثورة بإمتياز,  وتحدث القيادى الإخوانى عن المعارضة قائلا «المعارضة تمارس السياسة بأسلوب الضرائر» كما تطرق  إلى الحديث عن الإعلام و الكتاب «المعارضين» الذين ترى الجماعة إنهم يعارضون بمهنية  وموضوعية,.. وإلى نص الحوار المثير.
 
 
■ بداية كيف ترى العام الأول من حكم الرئيس محمد مرسى؟
- استطيع أن أصف هذا العام بأنه العام الأهم فى تاريخ مصرلأنها المرحلة التى تم فيها تأسيس الدولة بالمعنى الفنى للكلمة لأنك لا تستطيع  أن تتحدث عن دولة وليس هناك فصل بين هذه الدولة وشخص الحاكم  و فى مصر لم تنفصل الدولة عن شخص الحاكم إلا فى هذه المرحلة، وقد تولى  هذا الحاكم بإرادة شعبه وهما أمران لم يحدثا فى تاريخ مصر الا فى هذه المرحلة، ثم ما تبع ذلك من إنهاء الحكم العسكرى وهى متلازمة فى بناء الدولة، ثم ما تم تأسيسه من نظام سياسى مرن  ومنفتح وشديد الكفاءة يستوعب كافة الأطياف والألوان الفكرية ويضمن لها المشاركة الإيجابية، وفى هذه الفترة استطاع الرئيس ونظامه إنجاز ما احتاجت ديمقراطيات عريقة «مثل بريطانيا و فرنسا» الى ثلاثة قرون لإنجازه .. أحزاب تنشأ بمجرد الإخطار.. حرية تعبير وصحافة وإعلام تصل أحيانا إلى حد الانفلات و الفوضى.. حرية تملك وإصدار الصحف للمرة الأولى.. انتخابات حرة ونزيهة تحت إشراف قضائى كامل، إضافة إلى ما سبق فقد تم إنجاز الجزء الأهم  فى ملف العدالة الإجتماعية عن طريق إصلاح هيكل الأجور فى كافة مؤسسات الدولة  ونقل ما يقرب من 2 مليون مصرى من الباب السادس الى الباب الأول من الموازنة  العامة  و إنتقال دخولهم  الشهرية من 150 الى 650 جنيهًا شهريًا وتمتعهم جميعا بكافة أشكال الرعاية و التأمين الصحى.
■ لكن ما تحدثت عنه من حريات سياسية و فى الإعلام هو أثر للثورة وحق انتزعه الشعب بـ « قوة الشهداء»؟
- كان يمكن لرئيس اخر لا يؤمن بالديمقراطية أن ينقلب على كل هذا.
■ لكن هذا العام شهد أكبر نسبة من البلاغات فى التاريخ ضد صحفيين وإعلاميين كما تم اغتيال صحفى فيه «هو الشهيد الحسينى أبو ضيف»؟
- البلاغات تقدم بها مواطنون رأوا أن هناك تجاوزات لا يمكن السكوت عنها كما أن الرئيس هو من قام بسحب كل البلاغات ضد إعلاميين كانت قد تقدمت بها الشئون القانونية فى الرئاسة أما بالنسبة للحسينى أبو ضيف فقد تم اغتياله من أيد عابثة مجرمة اغتالت فى نفس اليوم العشرات من شباب الإخوان.
■ كان من ضمن ما استفز الرأى العام فى هذا العام إصرار وزير الإعلام الإخوانى صلاح عبد المقصود أن الحسينى أبو ضيف كان من مؤيدى الرئيس ؟ 
- وما الخطأ فى هذا.. ربما كان الحسينى مؤيدا فى مرحلة من المراحل للرئيس مرسى.
■ باعتبارك رجل قانون كيف تقيم ظهور خيرت الشاطر فى أحداث الاتحادية ليقول « رصدنا .. ووصلتنا معلومات» دون أن تكون له أى صفة رسمية لكى يرصد أو تأتيه معلومات؟
- المجتمع الديمقراطى والحياة السياسية الطبيعية تتيح لأى تيار سياسى أن يعلن ما لديه من معلومات سواء لأنصاره أو للرأى العام  وقد كان ما فعله المهندس خيرت الشاطر طبيعيا  لكن رد الفعل هو الذى كان مترصدا و مغاليًا. 
■  وماهى السلبيات او الأخطاء التى وقع فيها الدكتور مرسى خلال عامه الأول ؟
- صعب على وعلى كل محلل منصف أن يتحدث عن السلبيات فى ظل المناخ المصاحب لتوليه السلطة وفى ظل ممارسة سياسية من المعارضة تتم بأسلوب «مكايدة الضرائر» لا أسلوب المنافسة الجادة  ولكن بصفة عامة أنا راض عن أداء الدكتور مرسى  ولى ملاحظات تتعلق بصبره الطويل الذى لا ينتهى  وتغاضيه عن الكثير من التجاوزات بحقه وأرى أنه كان من الواجب عليه التبكير بممارسة دوره كحكم بين السلطات منذ اللحظة الأولى لتوليه السلطة.
■ المجلس العسكرى عندما كان يتولى إدارة شئون البلاد اختار وزيرا وفديا ومحافظا ناصريا.. لكن اختيارات الدكتو  مرسى  تسير عكس أى توافق وطنى مما يؤكد مقولة «الأخونة ».. ما رأيك فى هذا ؟
المجلس العسكرى اختار محافظين ووزراء من الوفد و الحزب الناصرى و التجمع و لكنه لم يختر لا وزير و لا محافظ من الإخوان و لم نسمع أحدًا ممن يتحدثون عن التوافق يعترض فى حينها على هذا.. وعموما فأنا أرى أن  «الأخونة» مصطلح «إرهابى» أطلقه سياسيون فشلة وعجزة لم يستطيعوا التواصل مع الشارع فأطلقوا هذا المصطلح الكاذب لإرهاب الرئيس وأنصاره ومنعهم من ممارسة استحقاقات فوزهم الديمقراطى عبر إنتخابات لم تشهد لها مصر مثيلاً ولقد حرم الإخوان منذ عقود من تولى أى مناصب فى الدولة  و مع ذلك فكون هناك5 وزراء من 32 وزيرا و 4 محافظين إخوان من بين 28 محافظا يتحدثون عن الأخونة.. لكن لأنهم عاجزون عن المنافسة اخترعوا هذا المصطلح  وصدقوه.
■ شهد هذا العام أيضا صداما بين الرئاسة   والتيار الإسلامى وبين القضاء والإعلام والجيش .. هل تعتقد أن هذا جزء مما أسميته بناء الدولة ؟
- توجد مشكلة حقيقية فى القضاء تحتاج الى حل  و الحل من الطبيعى الا يكون سهلا وأن يجد مقاومة تسمى نفسها مسميات غير حقيقية أعتقد أن الرئيس أحرص الناس على استقلال القضاء لكن ما يحدث  هو خلط للأوراق، كذلك بالنسبة للإعلام أظن أن الإعلام فى كثير من الإحيان يتخلى عن دوره المهنى وحياده وموضوعيته ويتحول الى ابواق صاخبة لبعض السياسيين الفشلة.
■ الإعلام ينقل ما يدور على الأرض ولا يخترع واقعا جديدا؟
- لكن هناك تركيزاً على قضايا بعينها وتضخيمًا فيها و تغاضيًا عن انجازات تتم على الأرض، و هناك معارضة موضوعية جدا مثل كتابات الاساتذة وائل قنديل و فهمى هويدى.
■ لكن هناك كتابًا كثيرين كانوا مؤيدين لمرسى فى مواجهة شفيق و تحولوا الى أشرس معارضيه  بعد أقل من عام مثل علاء الأسوانى و بلال فضل؟
- لا أقرأ لهما.
■ بالمناسبة صدر خلال هذا العام كتاب « سر المعبد» للقيادى الإخوانى المنشق ثروت الخرباوى .. هل قرأته و ما رأيك فيه ؟
- لم أقرأه وليس فيه ما يستحق القراءة وأعرف كاتبه وهو ينضح حقدا وغلا على الجماعة والغل والحقد لا يمكن أن ينتج شيئا ذا قيمة.
■ تحدث الكتاب عن العلاقة بين الإخوان والحركات الباطنية والسرية مثل الماسونية وهى فكرة شاعت جدا لدى الرأى العام خاصة فى ظل التأييد الأمريكى لحكم الإخوان؟
 - هذا الكلام هو الجهل بعينه بالإسلام وبتراثه وبأصوله لأن لفظ الإخوان موجود فى القرآن الكريم «وكونوا عباد الله اخوانا» و«هو سماكم المسلمين من قبل» فنحن جماعة قرأنية بامتياز والرباط الذى يجمعنا رباط مقدس، وبالنسبة لأمريكا فهى لا تؤيدنا ولا تعادينا انها تتعامل مع خلال مصالحها مع نظام مدنى منتخب ونحن أيضا نتعامل معها من خلال مصالح مصر وثوابتها  وبندية كاملة.
■ تتحدث عن أخطاء الأخرين لكنك لم تذكر خطأ واحدا للرئيس ولا للإخوان .. هل تعتقد انه ليس كذبا وعد الشعب بحل عدد من المشكلات فى المائة يوم الأولى والإعلان عن وجود مشروع للنهضة .. ولم يحدث تحسن فى ملفات المائة  اليوم الاولى كما أنكم استضفتم مهاتير محمد بعد عام من توليكم السلطة لتسألوه «ماذا فعل لتنهض بلاده».. رغم إعلانكم قبل الإنتخابات لقد درسنا كل مشاريع النهضة حول  العالم؟
- هذا الكلام أيضا جزء من «الحالة الكذبية الكبرى» التى روجها الإعلام والساسة الفاشلون.. بالنسبة للمائة يوم أعتقد أن الرئيس نجح بنسبة مائة فى المائة فقد تغلب على المشكلات العاجلة فى ملفات القمامة والخبز والمرور ورغيف الخبز أما  النقلة الكبرى فى هذه الملفات وغيرها فتحتاج الى وقت لتنفذ خطط إستراتيجية موجودة بالفعل فى مشروع النهضة الذى يستغرق 30 عاما تكون مصر بعده واحدة من الدول الكبرى، أما استضافة الحزب لمهاتير محمد فتأتى فى إطار التواصل الدائم مع الرموز التى حققت نهضة لبلادها ولا يعنى هذا صحة ما أعلناه قبل الانتخابات أننا أرسلنا خبراء من الحرية والعدالة لدراسة كل تجارب النهضة و هو ما حدث بالفعل. 
■ من هو أسوأ معارض من وجهة نظرك خلال هذا العام؟
- كثيرون جدا جدا .. كل من يلجأ الى الكذب والتشويش ولا يمارس منافسة سياسية محترمة.
■ وأسوأ من أساء للتيار الإسلامى بتصريحاته أو أفعاله؟
- القيادى الجهادى نبيل نعيم.
■ يتحدث البعض عن نفوذ لمحامى الحرية والعدالة وعدم شفافية فى ملفات المصالحة على طريقة النافذين المقربين من الحزب الوطنى البائد؟
- ليس لى اى علاقة بملف المصالحة ولا أعرف عنه شيئًا.
■ لكنك أصبحت محاميا لعدد من رموز رجال أعمال دولة مبارك مثل ممدوح عباس؟
- أنا مستشار قانونى لعدد من شركاته وهذا لا علاقه له بوصول الاخوان للحكم أنا مستشاره من قبل الثورة.