الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

المليجى: انتظرت الإقالة وقمت بافتتاح المعرض العام حتى لا أفسد على الفنانين فرحتهم




لا يزال التخبط سيد قرارات علاء عبد العزيز وزير الثقافة، والذى قد فاجأ الحركة الثقافية والتشكيلية بإصداره أمس الأول قرارًا بإقالة الفنان الدكتور صلاح المليجى وإلغاء ندبه كرئيس لقطاع الفنون التشكيلية، على الرغم من أن انتداب «المليجى» كان ينتهى رسمياً فى شهر مارس 2014، وكانت الإقالة قد جاءت بعد قيام «المليجى» بافتتاح «المعرض العام» الخامس والثلاثين دون تنفيذ شروط الوزير بإزالة 30 عملاً فنياً من المشاركين فى المعرض، كما أصدر الوزير قرارًا آخر بتكليف السيدة ناهد رستم رئيس الإدارة المركزية لمراكز الإنتاج الفنى بقطاع الفنون  لتسيير أعمال رئيس قطاع الفنون التشكيلية، على الرغم من أنها سوف تتم إحالتها إلى المعاش بعد شهرين من الآن.عن تلك القرارات توجهت «روزاليوسف» إلى «المليجى» ليحدثنا ويكشف كواليسها، وأبعاد ما دار خلال الأيام الماضية من مواجهة بين الوزير من جانب وبين «التشكيليين» من جانب آخر.
■  كيف بدأت أزمة «المعرض العام» وما الخطابات التى وصلتك من وزير الثقافة بخصوصه؟
- كانت هناك مراسلات تم تبادلها فى ثلاثة أيام متتالية بينى وبين الوزير، بدءًا من يوم الخميس 22 مايو حتى يوم الأحد 26 مايو، أولها جاء فيه (تأجيل الافتتاح لحين الانتهاء من التحقيق فى شكوى خمس فنانين مرفوضين)، ومراسلات أخرى تغير فيها المحتوى تماماً ونصت على (افتتاح المعرض العام فى موعده على أن يتم حذف 30 عملاً فنياً)، دون أن يكلف الوزير نفسه فى خطابه عناء ذكر لمن هذه الأعمال التى يرغب فى أن تحذف من المعرض، وكانت آخر مراسلة تمت بينى وبين الوزير قد وصلت القطاع  مساء يوم الافتتاح، وجاء فيها: (عليك افتتاح المعرض العام فى موعده، واستبعاد الأعمال التى ذكرت من قبل، وإذا لم يتم الافتتاح فى موعده وسوف تتحمل المسئولية).
■ بعد استلامك لهذا الرد من الوزير، تركت مكتبك وتوجهت إلى قصر الفنون وقمت  بافتتاح «المعرض العام»، فكيف تحملت مسئولية افتتاح المعرض وأنت تعلم أن منصبك مهدد؟
- بخصوص المراسلة الأخيرة قد أرسلت إلى الوزير فاكس ذكرت فيه «أن هناك حالة احتقان شديد أمام مدخل قصر الفنون وبداخله أيضا، مما قد يتسبب فى حدوث مشاكل عديدة بين الفنانين والمنظمين للمعرض وحرصا على سلامة الأفراد والمبنى»، وجاءنى الرد من الوزير ما يفيد أننى  أتحمل المسئولية فى الحالتين، سواء فتحت المعرض أو لم افتح، أو بلغة أبسط  كما أحسستها «فتحت ما فتحتش أنت المسئول»، وكنت قد شعرت بتحفز الوزير منذ أن ذكر فى مراسلته (افتح المعرض واحذف 30 عملاً)، ودارت بينى وبين الوزير بعدها مكالمة تليفونية، استشعرت منها انه يرتب لإقالتى أو ربما يكون قد كتب قرار إقالتى قبل المكالمة، وشعرت أن هناك نية مسبقة معدة لإلغاء انتدابي، وأن لديه خطة وأجندة ممنهجة لإقصاء القيادات الموجودة، وتجريف الفن والثقافة، وهذا واضح فى كل قراراته،  منذ أن تولى الوزارة، إقالات، تأجيل الفعاليات، إقصاء القيادات، تهديدات.
■ حدثنا عن تلك المكالمة الأخيرة بينك وبين الوزير؟
- حدثنى الوزير فى الهاتف بلهجة حادة جدا وعنيفة إلى أقصى درجة، ولم أسمع طوال فترة عملى فى وزارة الثقافة هذه الطريقة فى التحاور، هذه ليست لهجة وزير ثقافة، من المفترض أنه يتعامل مع المثقفين والفنانين فى كل المجالات، وكان صوته مرتفعا  لدرجة أن من يجلس بجانبى يستطيع أن يسمع صوته  و قال لي: (أحملك المسئولية كاملة فى كل الحالات، وأبلغ القوميسيير محمد الطراوى، وكل أعضاء اللجنة أنهم جميعا محولون للتحقيق)،  أبلغته أن القوميسيير واللجنة هم فنانون كبار، لهم تاريخهم فى الحركة الفنية ولا يعملون فى وزارة الثقافة حتى نحقق معهم، ولم يرتكبوا أية مخالفة، بل تعاملوا مع اللائحة الخاصة بالمعرض العام بكل شفافية، وشرحت له كل الملابسات، وأوضحت له أن من حق القوميسيير انتقاء الإعمال الفنية بعد الميعاد من الفنانين الكبار التى وجهت له الدعوات ولا توجد أى مخالفات نهائيا، لكن الوزير للأسف لم يستمع إلا نفسه فقط، وينفذ ما يملى عليه.
■ وما هى حقيقة الشكاوى التى قدمت للوزير بخصوص «المعرض العام»؟ 
- حقيقة أتعجب جدا أن الوزير يقول منذ جاء «أن وزارة الثقافة فاسدة»، فأين هو هذا الفساد، و لماذا لم يبلغنا به أو يحول الفاسدين للتحقيق!!، وهل من المعقول أن يتعامل مسئول بحجم وزير مع كل الشكاوى التى تصله على أنها حقيقية، دون سماع الطرف الآخر، وأين هم الذين اشتكوا أنهم رفضوا من المعرض العام، وأنهم شخصيات أهم من شخصيات اللجنة المنظمة؟، ولكننى قمت بمراسلة اللجنة مستفسرا عن الخمسة فنانين المرفوضين، وجاءتنى إفادة من اللجنة انه أعمالهم مستبعده حسب معايير اللجنة للقيمة الفنية والجمالية، ولا تراجع فى قرارهم.
■ وهل توقعت الإقالة، أم أنها كانت مفاجأة بالنسبة لك؟ وهل سبق تأجيل المعرض من قبل؟
- من لهجة الوزير تأكدت أن هناك إعدادًا مسبقًا لإقالتى أو كما يقال بين الفنانين التشكيليين: «جاء الدور على الفن التشكيلي»، وتوجهت إلى قصر الفنون دون أن أخبر أحدا أنى مسئول عن هذا الافتتاح بالكامل، ولم يؤجل افتتاح المعرض العام منذ 35 سنه، وهذه سابقة لم تحدث نهائيا، وقمت بافتتاح المعرض حتى لا أفسد على الفنانين فرحتهم بالفعالية، فحين يحتاجنا الفن ما هى فائدة الكراسى والمناصب؟ نجلس فى مناصبنا من اجل الفن فإذا راح الفن ماذا يفعل أى مسئول فى وزارة الثقافة، ولا أحد يجرؤ مهما فعل أن يفسد فرحتنا بالمعرض العام حتى مع إقالتي، والفنانين يتصلون بى للتهنئة بالافتتاح و يقولون لي: مبروك انتصار الفن.
■ وما هى خطوتك القادمة ؟ وماذا تطلب من الفنانين التشكيليين؟
- لا أحد يستطيع إقالة الفن ولا إخراجه على المعاش، وأنا منذ فترة أشعر بهجوم ضد القطاع من قبل الوزير، وقد نصحنى الكثيرون بتقديم الاستقالة، وأنا كفنان استرددت وعيي، وسوف أعود إلى فنى وإلى التدريس بكلية الفنون الجميلة لأكمل مشوار الفن مع طلابي، واقف مع الفنانين فى صفوف المقاومة، وأنا مرتاح لقرارى ولا ألوم نفسى أبدا، واطلب من الفنانين أن يجتمعوا ويقفوا صفًا واحدًا ضد الهجمة الشرسة على الفن وعلى المؤسسات الثقافية، والله وحده أعلم على من يكون الدور القادم؟ وأتوقع من الوزير فى الأيام القادمة مزيدا من الإقصاءات، ربما يغلق المعرض الذى فتح دون تنفيذ شروطه، لكن شروطه هى المخالفة للوائح والقوانين، وأنا  قلق جدا على مصر كلها وعلى كل زملائى فى القطاع.