الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الكرة وحدت شعب مصر




كمال عامر روزاليوسف اليومية : 15 - 11 - 2009
الله.. الله.. عليك يامصر. انتصار كرة القدم وحد شعب مصر، بكل فئاته في الشارع رأيت طفلاً يرتدي ملابس بسيطة وصغيراً يخرج من سيارة مرسيدس، شاباً فوق دراجة بخارية وآخر داخل سيارة 2009 . رأيت في مقصورة استاد القاهرة وزراء ورجال أعمال.. وفي الشارع شاهدت الفتاة المحجبة والأم والأب.. رجال المرور والبسطاء والأغنياء.. الفرحة أذابت الفروق السياسية والاجتماعية بين الناس.
الشعب في حاجة للفرحة.. الجيل الجديد ذهب لاستاد القاهرة ليشارك في صناعة فرحة وانتصار وفوز.
هذا النصر زاد من حماس الشباب وثقته في بلده والأهم أنهم التفوا حول العلم.
طلب ابني عمر مجموعة تذاكر لأصدقاء له بكلية الهندسة، وطلبت شقيقته نورا مجموعة تذاكر لزملاء لها بالجامعة الأمريكية وأيضا لمدربها في التنس بأكاديمية سماش عمرو أبوالعلا.. أما يوسف فقال لي عاوز أضع يدي في يد أبوتريكة قبل المباراة!
لم أنزعج من طلب عمر أو نورا، لأن التذاكر تعني فلوس فقط، أما حكاية يوسف فقد أصبت بالرعب لتفكيره ورؤيته أو لطلبه.. في مسألة عمر اتصلت بعمه محمد أبوالخير الصحفي بالقسم الرياضي بالأهرام، قلت له: الحقني عاوز أظهر بشكل جيد أمام أولادي. خاصة أيضا أن عبدالله كمال رئيس التحرير قال لي عاوز ثلاث تذاكر درجة أولي. ثم لدي قائمة من أصدقاء تشمل عدداً كبيراً.. المهم أنني دفعت 4 آلاف جنيه مقابل شراء عدد من تذاكر وقد نبهت عمر بأن يمنح من سيذهب معه إلي الاستاد التذاكر فقط حتي لاتجد التذاكر طريقا آخر.. نورا حصلت علي حصتها.. وقد وفقني الله في توفير تذاكر لكل من طلب مني لكي يذهب إلي الملعب بينما لم أنجح في توفير تذاكر لمن يرغب في توزيعها كهدايا ليس للأبناء بل للأصدقاء. حكاية يوسف سوف أتوقف عندها.. لأن طلبه غريب.. لم أكن أتوقعه أو أتعرض له، المهم حاولت أن أهرب منه.. لكنه عنيد وصعب.. أدخلته في عدد من الموضوعات. رفض مجاراتي فيها.
حتي عندما حاولت رشوته بعدد من التذاكر. فوجئت برفضه إلا من تذكرتين لصديقه محمود عبدالسميع وأحد الصغار. قلت أمري لله. اتصلت بمدير أمن استاد القاهرة د.وليد الكاشف قلت له: الحقني: يوسف طلب نزول الملعب ومصافحة أبوتريكة.. قال: ده طلب غريب وصعب. لكن سأحاول. أبلغت يوسف فقال لي: هات تليفون الدكتور.. قلت خذه ونسيت الحكاية لكن في العاشرة ليلة المباراة لاحظت أنه يجهز مجموعة من الأشياء شنطة ظهر عصائر، مياه، حذاء كرة، شراب، ومجموعة أدوية ضد البرد.
وعندما استفسرت منه لماذا؟ قال: في الثامنة صباحا سوف أذهب لاستاد القاهرة د.وليد الكاشف ينتظرني أصبت بالرعب، لأن يوسف اختار شيئا لم أتوقعه، ولم أتصوره بل أؤكد أنه هزمني بهذه الفكرة.
برضه كنت أعتقد أن يوسف سوف ينام ويستيقظ وينسي الموضوع، لكنني فوجئت في السابعة صباحا يوم المباراة وقد استيقظت عليه وهو يذاكر الموضوع ويرسم سيناريو المصافحة والاقتراب من اللاعبين وأبوتريكة، وماذا سيرتدي والأهم أنه قال لي: قوم وديني الاستاد أنا غير مصدق، المهم ركبت مع يوسف وأنا أحاول أن أثنيه عن فكرته طوال المسافة من منزلنا في روكسي وحتي الاستاد، مرة مفيش مكان أركن السيارة لكي أدخل معه الاستاد.. ومرة الجمهور كثير في التاسعة صباحا.. ومرة الأمن رفض دخولنا.. لكن يوسف لديه إصرار.. زاد بعد أن سهل لي كل الطرق أمام استاد القاهرة وفي التاسعة والنصف صباحاً أصبت بالدهشة لأن جماهير مصر في طابور طويل انتظاراً للدخول في هذا الموعد المبكر.. المهم أن يوسف تسلل إلي داخل استاد القاهرة إلي مكتب مدير أمن استاد القاهرة د.وليد الكاشف ليحقق طلبه بالانضمام إلي مجموعة الصغار المرافقين للفريقين.
أنا شخصيا حتي الآن لا أستطيع أن أفسر جنون الصغار بكرة القدم.. ومنهم ابني يوسف!!