الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«الفتح» أنجبت «جمال عبدالناصر» وتعوم على بركة صرف صحى




"الفتح" مدينة بأسيوط تعانى من الأوجاع والأمراض بسبب سياسة التهميش التى مارسها النظام السابق ضد هذه المدينة التى تحولت الى المركز عام 1979 ويضم من ضمن قراه بنى مر القرية التى انجبت الزعيم الراحل جمال عبدالناصر وجاء إنشاء هذا المركز بقرار من الرئيس محمد أنور السادات بهدف فصله عن مركز ابنوب لتحسين خدماته إلا أن المركز تم تجاهله فلا مدارس ولا مستشفى مركزى ولا محكمة ولا نيابات ولا اية خدمات تذكر ومياه الشرب ملوثة والمساكن تسبح فى برك من مياه الصرف الصحى وكأنها سقطت من ذاكرة الحكومة بل لم ينته الأمر عند ذلك بل تعمد النظام إذلال مواطنى المركز والذى ظهر بعد رفض وزير الداخلية حبيب العادلى تسمية المركز باسم الزعيم عبد الناصر بالرغم من قرار المجلس المحلى للمحافظة "روزاليوسف" رصدت أوجاع الفتح على ألسنة مواطنيه.
يقول الدكتور محمد عبدالحميد الحناوى الأستاذ بكلية الآداب جامعة أسيوط: إن مساكن مدينة الفتح تحولت إلى برك من مياه الصرف الصحى بسبب الطفح المستمر حيث تعتمد المساكن على بيارات الصرف لعدم وجود مشروع الصرف بمدينة الفتح والتى غالبا ما تطفح منها المياه فى ظل عدم توافر سيارات الكسح بالشكل الكافى مما يتسبب فى تراكم المياه بالشارع وإعاقة حركة المرور ناهيك عن الروائح الكريهة وتكاثر البعوض والناموس وانتشار الأمراض خاصة فى ظل لهو الأطفال فى هذه الشوارع.
ويضيف غريب محمود "محام بالمعاش" ان الحياة أصبحت لا تطاق بمدينة الفتح حيث تنعدم الخدمات بها ومياه الشرب ملوثة وعلى كل لون ورائحة الصرف الصحى تنتشر فى كل مكان وتتسبب فى إصابة مواطنى الفتح بالفشل الكلوى.
ويشير جمال عثمان رئيس مجلس إدارة جمعية رسالة وأحد أبناء المركز الى ان مركز الفتح أنشئ عام 1979 فى عهد المحافظ الأسبق محمد عثمان إسماعيل بعد فصله عن مركز ابنوب والذى كان يمتد من المعابدة شمالا الموازية لمركز منفلوط الى المطمر جنوبا الموازى لمركز ابوتيج لتخفيف الخناق ويكون متنفسا جديدا ولإحكام السيطرة الأمنية على مركز ابنوب وتحسين خدمات المركز الجديد وظهرت المدينة عام 1990 والمركز يضم قرية بنى مر بلد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ولكن للأسف تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن حيث همشت مدينة الفتح وظلمت من كل الخدمات الضرورية فلا توجد محكمة ولا نيابات وسيطر على المدينة الإهمال الكامل فالباعة الجائلون يحتلون مدخل المدينة الأمر الذى تسبب فى وقوع مشاجرات مع المارة وتعطيل حركة المرور مطالبا بضرورة تغطية ترعة السنط " بطول المدينة والتى لا تتعدى 2 كيلو والتى أصبحت قنبلة موقوتة بوسط المدينة بسبب التلوث والحيوانات النافقة والاستفادة من هذه المساحة فى عمل أكشاك للباعة تدر دخلا للمحافظة.
ويرى عاطف هاشم عمران رئيس المجلس المحلى للمركز السابق ان مدينة الفتح تم تجاهل مشاكلها فلا مستشفى مركزيا ولا توجد بها سوى مدرسة مؤجرة وآيلة للسقوط تعمل على فترتين ابتدائى وإعدادى ولا يوجد مدارس ثانوية وجميع الطلاب يلتحقون بمدارس القرى المجاورة بالواسطى وبنى مر مما يكبد أولياء الأمور تكاليف باهظة.
ولفت عمران الى أنه سبق ان قرر المجلس تسمية المركز باسم مركز الزعيم جمال عبد الناصر تخليدا له فى مسقط رأسه ووافق على ذلك المجلس المحلى للمحافظة ولكن للأسف تعطل بسبب النظام السابق ولم ير القرار النور وقال عمران انهم قاموا بنحت تمثال للرئيس عبد الناصر لوضعه بالمركز ولكن للأسف لم يتمكنوا من وضعه وما زال التمثال عند الفنان الذى قام بنحته وفوجئوا بوضع رمز للصداقة مع روسيا بوسط المدينة بدلا من وضع تمثال عبد الناصر مطالبا بتنفيذ قرار المجلس المنحل بإطلاق اسم عبد الناصر على المركز بدلا من الفتح.
ويوضح ناصر أحمد مسعد موظف "ان المركز يفتقر لكافة الخدمات الضرورية فلا يوجد مستشفى مركزى مثل باقى المراكز والوحدة الصحية الموجودة لا تستوعب المرضى وجميع الحالات يتم تحويلها إلى مدينة أسيوط متسائلا هل تم فصل المركز عن ابنوب من أجل تعذيب مواطنيه.
ويلفت الشيخ محمد طه على مسلم "رئيس جمعية تنمية المجتمع إلى أن رغيف العيش مشكلة مزمنة لا يصلح للاستخدام الآدمى والحصول عليه بالواسطى وجميع المخابز تقوم ببيع الدقيق فى السوق السوداء كما أنه لا توجد أية وسيلة مواصلات للمدينة حيث يعتمد الاهالى على سيارات القرى وطالب إدارة المواقف بضرورة تخصيص سيارات سرفيس لخدمة المدينة خاصة ان المركز له موقع استراتيجى ويضم أندية الجيش والشرطة وبه كافة جمعيات الدفاع الاجتماعى لرعاية الأيتام وبتوفير مواصلات تنشط الرحلات للمدينة.
ويتهم فرغلى عباس " تاجر " الحكومة بانها تآمرت على مدينة الفتح حيث كان توجد خمسة أفدنة متاخمة لقرية بنى مر وامتداد طبيعى لمدينة الفتح و قام المحافظ الأسبق ببيعها للشركة السعودية والتى قامت بإنشاء عمارات سكنية يصل سعرها 500 ألف جنيه لا يستفيد منها أهالى المدينة وتم تشريد العمالة الموجودة بمشروع الثروة الحيوانية "على هذه الارض التى كانت تمدنا بالألبان واللحوم مشيرا إلى وجود جزء آخر من المشروع يمكن الاستفادة منه فى بناء مجمع خدمات حكومية.