الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الدور الأسود للصحافة الجزائرية




كمال عامر روزاليوسف اليومية : 19 - 11 - 2009
في تسميم العلاقة مع المصريين كشفت لنا مباراة كرة القدم بين المنتخب المصري وشقيقه الجزائري عن عدد من الأشياء من واجب النخبة السياسية في مصر وغيرها أن تتوقف عندها، حالة الشغب من جانب الإخوة بالجزائر هددت رجال أعمال مصريين يعملون هناك، والأخطر أن حالة الهيجان التي أصيب بها بعض شباب الجزائر كانت نتيجة بعض الأخبار الكاذبة والمفبركة تناقلتها الأقلام الجزائرية.
وتضمنت حالات قتل وهتك عرض لبعض الإخوة الجزائريين الموجودين بمصر لتشجيع منتخب الشقيقة الجزائر.. حالات السلب والنهب والاعتداء التي تعرضت لها المصالح المصرية في الجزائر مثل مكتب مصر للطيران.. شركة أوراسكوم والمقاولون العرب وأيضًا الاعتداء علي بعض الأفراد المصريين أمر يجب التوقف عنده.. لا شك أن الصحافة في مصر تتمتع بمساحة حرية غير مسبوقة.. فما ينشر في تلك الصحف لا رقيب عليه إلا الضمير الصحفي وقانون لحماية الناس ويضمن خصوصيتها.. وفي الجزائر يلاحظ المتابع أن الصحافة هناك تعيش جوا مختلفا، والحكومة هناك لها سيطرة واضحة..
ولديها أدوات وآليات لكبح الفوضويين من الصحفيين، ومثال: نشر خبر موت عدد من الجزائريين بالقاهرة علي يد أشقائهم المصريين! لا أصدق أن الحكومة الجزائرية مثلا ليس لها سلطة علي الصحافة وليس بيدها عقاب لمثل هذه الحالات الصارخة في الفوضوية.. لكن من الواضح أن هؤلاء السفلة أو الخونة ممن نشروا هذه الأخبار المستفزة والملفقة والكاذبة، أتصور أنهم مجموعة من الخونة لشعب الجزائر ولمصر والعروبة.. ويعملون وفقا لمخطط تخريبي ولمصلحة أعداء استقرار الجزائر.. ثم أسأل: لماذا لم تتحرك الحكومة الجزائرية تجاه هؤلاء المنحرفين؟ ولماذا تركتهم يخربون العلاقة بين الشعبين المصري والجزائري.
أنا أري أن عدم التحرك من جانب حكومة الجزائر يوضح أن هناك من داخل الحكم من يحمي المخربين من نوعية هؤلاء الصحفيين. وأن هؤلاء يحتكرون وفقا لمخطط تخريبي واضح هدفهم ضرب استقرار الجزائر وتقطيع أوصال الصداقة لهذا البلد مع الأشقاء لإضعافه ثم الانفراد به.
أنا غير متصور أن صحفيا مهما كانت درجات ولائه أو انتمائه لوطنه وناسه وأهله. ومهما كان غير مؤهل أساسًا لحمل القلم أو ما يتمتع به من مساحة كراهية قد يقدم علي جريمة كاملة الأركان مثلما حدث بنشر كذبة موت عدد من الجزائريين بالقاهرة. وأيضا أن تترك حكومة الجزائر الأمر يمر مرور الكرام. ما أراه من أحداث أن هناك احتقانًا جزائريا بالفعل، ولكنه من صنع البعض من الجزائر نفسها.. إنهم يستغلون مباراة في كرة القدم لتحفيز الشعب وتجييشه ضد مصر والمصريين. ولا أعلم هل بالفعل داخل حكومة الجزائر تيار يعمل ضد عروبة الجزائر لن أتهم هؤلاء بالعمالة لصالح جهة أجنبية.. لكن ما رأيته من السيناريو الأسود الذي وصفه هؤلاء الصحفيون يؤكد هذه الشكوك. يا سادة أنا ضد بعض البرامج الرياضية بالفضائيات المصرية أو بعض الأصوات بالصحافة لأنها انجذبت وبلعت طعم الخونة الموجودين بين الشعب الجزائري وانساقت وراء من يريد تدمير العلاقة بين الشعبين، والأغرب أن المتطرفين بالجزائر اتخذوا مما يبث في الفضائيات المصرية سببًا لزيادة وتيرة نيران حرق الصداقة المصرية الجزائرية.
حتي الآن غير متصور أن تكون بعض الأقلام بالجزائر مجرمة في حق شعبها المحب لكل ما هو عربي وتعمل في إذكاء نيران الحقد فيه! يا سادة.. شعب الجزائر طيب ويحمل تاريخًا وحضارة وهو يحارب المتطرفين ويحارب من يحطم حضارته، ومع الأسف أعداء الشعب الجزائري لا يتركون أي مناسبة إلا استغلوها لصالح أجندات أجنبية أقلها سوادًا أن تسود الهمجية والفوضي الجزائر، ليتسني لها احتلالها أو علي الأقل إشعال نيران الحقد فيها. أنا أتصور أن شجاعة النخبة السياسية في الجزائر تدفعهم إلي كشف المخطط التخريبي لنا والذي يدور هناك ويتزعمه عدد من أصحاب الأقلام ومنهم من وقف وراء نشر أخبار مفبركة مثل حالات القتل إياها. علي العموم إذا كانت حرية الصحافة في مصر لم تصل في انفلاتها إلي حد الادعاء كذبًا موت أشخاص في أخبار مضروبة فهذا يوضح أنها حرة بالفعل تنظف نفسها بنفسها وهي وسام علي صدر النظام السياسي الذي يحكم مصر.
أما الإخوة في الجزائر فأنا حزين جدًا لأنني بدأت أتفهم أسباب احتقان الاخوة ضد مصر والمصريين، إنها الصحافة الجزائرية التي يلعب عدد منها دور المخرب للعلاقات المصرية الجزائرية. نيابة عن تيار يرفض عروبة الجزائر فهل ينتبه الأشقاء في الجزائر لكشف من يقف وراء ما يحدث؟ أم سوف يستمر هؤلاء في تغذية دور الشرير وتسميم تلك العلاقة.
أنا شخصيا أعتقد أن النخبة السياسية في الجزائر سوف تتحرك لعلاج تلك المسألة. لأن ما يحدث من احتقان بين البلدين صناعة سياسية وقع في فخها دون قصد عدد من البرامج الرياضية بالفضائيات المصرية ويبقي المجرم الأصلي هو من فبرك خبر القتلي بصحف الجزائر.