الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فى الذكرى الثالثه لرحيله : أسامة أنور عكاشة..مازال النيل يجرى




نعيش هذه الأيام الذكرى الثالثة لرحيل رائد الدراما العربية وأستاذ تشريح المجتمع المصرى أسامة أنور عكاشة الذى ولد فى 27 يوليو 1941 بمحافظة الغربية لأب يعمل فى التجارة ؛حصل على ليسانس الآداب من جامعة عين شمس ليكمل مشواره الوظيفى كأى شاب مصرى حيث عمل أخصائياً اجتماعياً إلا أنه لم يستطع أن يتنفس وسط الملفات والروتين الخانق لهذا قرر أن يكسر المألوف ويتمرد فقدم استقالته ليتنفس الصعداء بالكتابات التى أثرى بها الأدب المصرى حيث اعتبر البعض أنه يستحق جائزة نوبل لتمكنه من الغوص فى الواقع المصرى فهو كان قديرا فى تقديم النماذج المصرية الحقيقية فكان يعشق مصر ويعتبر أن المصراوية هم أطيب وأعرق الشعوب وضمن تصريحاته السابقة بعشقه لمصر قال قدمت المصراوية للتأكيد على أن الشعب المصرى قادر على هضم كل المؤثرات والطوارئ فهو الذى خدع كل المستعمرين ولم يتأثر بهم بل أثر فيهم.
 
ترك عكاشة ثروة درامية تصل إلى 67 عملا حفرت اسمه فى تاريخ الدراما المصرية ونقلتها لمنطقة أهم وابتكر فكرة مسلسلات الأجزاء التى سبقت الدراما التركية التى يعتقد البعض أنها موضة جديد وتناسوا أن مؤسسها مصرى أصيل فكان يرفع شعاراً فى كل الأزمات ويقول «مازال النيل يجرى».
 

 
 
زوحته  اتهامه بالعلمانية .. كذب وإفتراء
 
خمس سنوات فقط هو عمر زواج السيناريست الراحل أسامة أنور عكاشة والفنانة عبير منير وبالرغم من ذلك فإن زوجته تعتبر هذه السنوات البسيطة هى أسعد أيام حياتها على الإطلاق وقالت: وجدت فيه صفات إنسانية من الصعب أن تتجمع فى إنسان وبافتقادى له فقدت السند الذى كنت أحتمى به.
تتحدث زوجته عن أيامه الأخيرة والتفاصيل التى لا يعرفها قراء ومحبو وعشاق أعمال أسامة أنور عكاشة: لا أصدق أن ثلاث سنوات مرت على رحيله فقد كان إنسان حنونا لأبعد الحدود وابن بلد ويعلم معنى الرجولة وحساس جدا بمعنى أن أقل كلمة ممكن تسعده أو تتعسه وقادر أن يحتوى كل المحيطين به سواء أصدقائه أو أسرته وهذا يعلمه المقربون منه، وقد اكتشفت من خلال السنوات البسيطة التى عشتها معه أنه إنسان متدين جدا وحريص على الصلاة وقراءة القرآن على عكس ما كان يشاع عن أنه علمانى خاصة فى آرائه وكتاباته عن الصحابة والتى جعلت الجماعات المتطرفة تعاديه وتكفره، فقد كان أسامة يرفض أن يكون ما بداخله مختلفا عن آرائه المعلنة.
وأضافت منير أن أسامة أنور عكاشة كان مؤمنا بموهبتها بشكل كبير ومع ذلك لم يرشحها فى أى عمل من أعماله ولا يفرضها على أى مخرج وأن المخرج إسماعيل عبدالحافظ هو من رشحها لتجسيد الأميرة التركية «قسمت» فى مسلسل «المصراوية»، وعندما نجحت فى تقديم الشخصية والتى تفاعل معها الناس بشكل كبير قام بزيادة مساحتها فى الجزء الثانى وأشارت منير إلى الطقوس التى كان يقوم به زوجها أثناء الكتابة حيث يحرص على الهدوء التام وهذا ما جعله مقيما معظم الوقت فى مدينة الإسكندرية، كما كان لا يحب أن يطلع أحد على كتاباته إلا بعد الانتهاء منها ليس خوفا من شىء وأنها كانت تحترم حريته فى ذلك، ونفس الشيء بالنسبة لأصدقائه الذى كان يعشقهم جدا وعلى رأسهم المخرج كرم النجار وإسماعيل عبدالحافظ ومحمود سعد ويحيى الفخرانى وصلاح السعدنى.
وأشارت منير إلى أن عكاشة لم يترك وصية محددة لكن دائما ما كان ينصحها ألا تكون حسنة النية مع كل الناس وتكون حظرة فى معاملتها وأن أكثر شيء كان يخشاه على زوجته هو بساطتها مع الأخرين، وبرغم أن حالته الصحية كانت صعبة فى أيامه الأخيرة إلا أنه كان حريصا على الأطمئنان على أحوالها وأحوال كل المحيطين بها.
 
 
 
 
 

 محمد رياض معلمى الأول ..ورشحنى لدور مهم
 
 
 
الفنان محمد رياض واحد من جيل الشباب الذى قدمه عكاشه فى مسلسلاته حيث قدمه فى اعمال مثل «امرأة من زمن الحب» و«أميرة فى عابدين» واللذين اعتبرهما رياض من أهم المحطات الفنية فى حياته.
يقول رياض: الراحل أسامة أنور عكاشة من أهم الكتاب الذين يهتمون بتقديم الشباب فى أعمالهم ويخصص لهم مساحة مميزة وهذا واضح فى أعمال كثيرة مثل «الشهد والدموع» و«ليالى الحلمية» و«زيزينيا» وغيرها وكان يتعامل معى وكأننا أصدقاء ولا أنس عندما رشحنى لدور مهم فى مسلسل «أميرة فى عابدين» وبعد انتهاء تصوير احد المشاهد فى المسلسل قال لى إن أدائى تطور بشكل كبير وأعتبره من أهم المعلمين فى حياتى.
 

 
 
 
 اثار الحكيم نجيب محفوظ الدراما التليفزيونية
 
الفنانة آثار الحكيم واحدة من أهم وأكثر الفنانات التى قامت ببطولة أعمال الراحل أسامة أنور عكاشة بداية من «الحب وأشياء أخرى» و«ليالى الحلمية» و«زيزينيا» وتعتبرها علامات فارقة فى مشوارها.
وقد أكدت آثار الحكيم أنها تعتبر عكاشة هو نجيب محفوظ الدراما التليفزيونية وقيمة لن تتكرر، ودائما أعماله سابقة لعصره وبالرغم أنه توفى قبل ثورة 25 يناير إلى أن اعماله قامت بالتنبؤ بقيام ثورة و هو نفسه كان رمز الثورات سواء فى أعماله أو مقالاته.
وأضافت الحكيم: أن من المواقف التى لا تنساها غضبه منها عندما اعتذرت عن استكمال «ليالى الحلمية» بسبب حملها وانجابها لأول أبنائها عمر وحاول اقناعها أن تكمل المسلسل بعد الولادة إلا أنها لم تستطع التوفيق بين التصوير ورعاية ابنها ونفس الحال تكررت عندما اعتذرت عن مسلسل «أرابيسك» حيث كانت مرشحة لنفس الدور الذى جسدته لوسى.
وانهت آثار الحكيم كلامها بمقولة محفورة فى ذهنها قالها الراحل لها ولا تنساها وهى «العمل الفنى الذى يقدمه الفنان شهادة موثقة فى الشهر العقارى».

هشام سليم نفتقد أعماله الملحمية
يرى الفنان هشام سليم أن الراحل أسامة أنور عكاشة واحد من أهم المبدعين الذين تخصصوا فى الأعمال الملحمية التى ترصد التاريخ المصرى وهموم الناس ولم يأتى حتى الآن الكاتب الذى من الممكن أن يكمل مسيرته فى هذا الاتجاه خاصة أن مهنة الكتابة أصبحت مجرد سبوبة.
وقال هشام عكاشة من أكثر الكتاب الذين ارتاح فى العمل معهم وكان مؤمناً جداً بموهبتى لذلك شاركت فى عدد كبير من أعماله وكان سبب دخولى التليفزيون حيث قدمت أول عمل درامى لى وهو «الرايا البيضا» من تأليفه ثم توالت اعمالى بداية من «ليالى الحلمية» و«أربيسك» و«المصراوية» و«امرأة من زمن الحب» وغيرها وأشعر الآن بافتقاده جداً.
وأكد سليم أن الراحل لم يكن ديكتاتورا فى أعماله فقد كان يسمح بمساحة من المنافسة فى بعض تفاصيل الشخصيات.
 
 
أهم أعماله
- مسلسل «زهرة البنسفج» 1978.
- أبواب المدينة «جزءين» 1980 - 1982 .
- الشهد والدموع «جزءين» 1983 - 1984 .
- بوابة المتولى 1985.
- رحلة السيد أبو العلا البشرى «جزءين» 1985 - 1995.
- ليالى الحلمية «5 أجزاء» 1987.
- الرايا البيضا 1988 .
- فيلم «كتيبة الإعدام» 1989.
- ضمير آبلة حكمت 1991 .
- أرابيسك 1994 .
- زيزينيا 1997.
- أميرة فى عابدين 2002 .
- المصراوية «3 أجزاء» 2007 - 2009 - 2011 .
  فردوس عبد الحميد تنبأ بالثورة فى «عصفور النار»
أكدت الفنانة فردوس عبد الحميد أن أسامة أنور عكاشة كان يتمتع بخصوصية متفردة فى اعماله فشخصياته تشعر معها كأنها من لحم ودم لأنها خارجة من الواقع لذلك لم تجد صعوبة فى الدخول فى تفاصيلها علاوة على أنه كان سابق عصره فقد كان لديه بصيرة بما سيحدث فى المستقبل وهذا واضح فى أعماله فلا أنس مسلسل «عصفور النار» الذى تناول ظلم واستبداد عمدة قرية ومحاولة الاستيلاء على كل ما تملكه أهلها من أرض ومال وانتهى بثورتهم ضد الظلم والطغيان وهذا حدث فى مصر بعد تقديم المسلسل بعشرين عاما واعتقد أن عكاشة لم يحصل على التكريم المناسب لقيمته ربما يحدث هذا فى المستقبل بعد أن تستقر مصر ويحصل فيها الفنانون والمستضعفون على حقوقهم.
 
 
 
 
 
نجله هشام: رفض الحصول على جائزة مبارك لأنها تحمل إسمه
«غادر أبى الحياة لكنه سيظل فى ذاكرة مصر» بهذه الكلمات بدأ المخرج هشام عكاشة حديثه عن والده الراحل فى ذكراه الثالثة وقال عنه: كنت بالنسبة لأبى صديقاً أكثر من ابن فقد انجبنى فى سن كبيرة لذلك كنت مخزن أسراره وكان يعتمد على فى قضاء مصالحه خاصة أنه كان يقيم معظم وقته فى الإسكندرية التى كان يعشقها أكثر من مسقط رأسه لذلك كتب أعمال كثيرة تدور أحداثها فيها مثل «الراية البيضا» و«النوة» و«عفاريت السيالة» و«زيزينيا» فقد كان يعشق التجول فى كل شوارع وشواطئ وحوارى اسكندرية التى يستقى منها شخصيات اعماله.
وأضاف عكاشة أن والده كان دائما مهموماً بتحليل الشخصية المصرية على مر العصور وساعده فى ذلك دراسته لعلم الاجتماع وعمله كأخصائى اجتماعى فى جامعة الأزهر.
فمنذ أن بدأ رحلته وهو يحرص على الاحتكاك بكل طبقات المجتمع وكان دائم التجول على مقاهى البسطاء ويعتبر المخرج قمر الدين صلاح هو سبب تحول والده واتجاهه للدراما التليفزيونية ثم جاء صديق عمره المخرج إسماعيل عبد الحافظ الذى قدم معه روائع الأعمال وأضاف عكاشة أن الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة كان متأثراً بالأدب العالمى وأخذ منه شخصيات مشهورة مثل مسلسل «رحلة السيد أبو العلا البشرى» المأخوذة عن رواية عالمية.
وعن علاقته بالأنظمة السياسية التى عاصرها قال: كان والدى دائم الصدام مع السلطة ولم يتنازل لأى نظام واتذكر صدامه مع نظام مبارك أثناء تصوير الجزء الخامس من «ليالى الحلمية» والذى كان سيتم منع عرضه بسبب تناول أولاد الوزراء والمسئولين الكبار فى الدولة وسيطرتهم على مقاليد الأمور فى مصر وهذا جعل الرقابة ترفض عرضه ثم مشكلة منع عرض مسرحية «الناس اللى فى الثالث» التى منعت من العرض عدة سنوات.
وعن تكريمه والجوائز التى حصل عليها فى حياته أكد عكاشة أن والده حصل على جوائز كثيرة لكن كان يعتز جداً بجائزة الدولة التقديرية وأنه رفض حصوله على جائزة مبارك لأنها تحمل اسم مبارك وأنه لا يقبل أن يحصل على جائزة تحمل اسم رئيس جمهورية مهما كانت انجازاته.