الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

أغلقوا ملف الجزائر يرحمكم الله!




كمال عامر روزاليوسف اليومية : 06 - 12 - 2009
تعالوا نعطي العقل فرصة للتفكير.. بشأن موضوع ما جري علي هامش مباراة الخرطوم.. الصحافة والتليفزيون ومصر كلها أنفعلت وهاجمت. استخدموا كل المفردات لم يتركوا شيئا في الجزائر إلا وسبوه.. مع الأسف لم يلتفت العقلاء عندنا أن الصحافة الرسمية والتليفزيون الرسمي الجزائري التزم الصمت.. لأنه يعبر عن الدولة ونحن هنا لم نلتفت لذلك.
ثانيا: معظم المعلومات التي انفعلنا بسببها كانت منشورة في ثلاث صحف جزائرية خاصة. نجح القائمون علي جريدة واحدة منها وهي الشروق في رفع عدد التوزيع هناك إلي مليون ونصف المليون نسخة بعد أن دخلت في مواجهة مع شعب مصر وفضائياته ونجوم السينما والسياسيين والبرلمانيين.. جريدة واحدة صنعت مزاج الغضب المصري.
ثالثا: كان من الممكن أن يتم حل كل القضايا التي حدثت لو أننا نقلنا إدارة الازمة من أمام الميكرفونات إلي الحجرات الخاصة.
الإعلام المصري خاصة الفضائيات حضرت العفريت. وعندما ظهر وحطم وحرق لم يستطيعوا صرفه فانقلب علينا بعد أن هرب نجوم الفتنة الكروية.
الصحافة المصرية سقطت في إدارة أزمة بسيطة كان من الممكن أن تسجل منها أهدافاً. لكن مع الأسف إذا كنت قد طرحت علي الأخوة في الجزائر سؤالاً محدداً: لماذا تكرهون مصر؟ وتنوعت الإجابة.. فمن باب أولي أن تطرح علي السادة المصريين: لماذا تكرهون العرب؟
أكرر ماذا كان سيحدث لو أننا عاتبنا الاشقاء في الجزائر حول نشر جريدة جزائرية خبراً بأن هناك عدداً من القتلي من شباب الجزائر سقطوا علي هامش مباراة القاهرة. وهو خبر كاذب ومن كتبه أو دسه علي صحافة الجزائر خائن ومجرم يجب محاكمته.
كان من المفروض أن نعاتب الاشقاء في الجزائر علي أن هناك من نقل صوراً مبالغاً فيها عن مباراة القاهرة برغم أن بعضها قد حدث بالفعل من اعتداء علي بعض جماهير الجزائر وأتوبيس اللاعبين وغيرها.. كان من الممكن أن نقول للصغار وهم الشباب العاطل ومعظمه حاصل علي شهادات من مصر والجزائر ألا يزوروا المشاهد أو الأحداث. وكان من المهم أيضا أن نقول لنجوم القتل الفضائي أو نجوم البرامج الرياضية فيها وبعض مقدمي البرامج الأخري والذين وجدوا ضالتهم في الأزمة وهات ياردح!! كفاية لطم علي الخدود.
أنا أسأل بهدوء ما شعور مقدم البرامج الرياضية في الفضائيات والذي استعان بلقطات قديمة لحرق قميص منتخب مصر وحاول أن يخدعنا بأنها أحداث موديل 2009‭.
اسأل أيضا: ما هو شعور مقدم البرامج الفضائية الذي قدم لنا لقطة لشباب الجزائر يرفع السكاكين وأوهمنا أنها لقطة من الخرطوم اتضح أنها لقطة بسبب أحداث غزة والعدوان الاسرائيلي، أبسط حاجة أن يعتزل أو يعتذر.
أسأل أيضا المثقفين والممثلين مارأيكم في قاموس البذاءات الي اتهمتم شعب الجزائر بها ككل.
أسأل أيضا بهدوء.. هل عدم اللعب أمام الجزائر وشباب الجزائر في المباريات الرياضية هو الحل لعلاج مشاكلنا وهمومنا.
أسأل أيضا: هل فعلا الإعلام المصري وراء ارتفاع معدل الغضب ولكن أليس بيننا عقلاء.. لقد اندهشت أن بعض أعضاء مجلس الشعب دخلوا علي الخط، وحاولوا زيادة غضبنا.
بعد الهدوء: عاوز حد عاقل يطرح أسئلة علي الإخوة في الجزائر.. لو لنا حق أعتقد أنهم سوف يعطونه لنا.. ولو لهم حق عندنا علينا أن نمنحهم إياه.
لي رأي: الاحتقان بين مصر والإخوة العرب عملية معقدة. هم يكرهوننا نعم لكن علينا أن يكون لدينا شجاعة لنقول ماذا فعلنا لهم أتركوا التاريخ وأنظروا لما يحدث الآن.
الاحترام يجب أن يكون متبادلاً، وهناك في الدول العربية نهضة وتطور يجب أن نحترم ما حققوه ليحترموا ما قدمناه لهم أو علي الأقل ما نحن فيه.
الأمر بجد بسيط. العربي أو الشاب العربي دارس وفاهم ومثقف وناجح ورجل أعمال شاطر.. ولكن مازلنا نحصرهم في أفلامنا علي أنهم رموز صالات القمار أو سارقو صغارنا من الفتيات تعالوا نعيد صياغة علاقتنا كأخوة لو فعلاً نحتاج للتلاحم معاً.