الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الإسراء والمعراج




كلما جاء شهر رجب عادت إلينا ذكرى الإسراء والمعراج التى كرم الله بها رسوله «صلى الله عليه وسلم» والإسراء معناه السفر ليلا فقد انتقل رسول الله بصحبة جبريل من المسجد الحرام بمكة إلى المسجد الاقصى بالقدس ليلا على البراق والمعراج معناه الصعود ولقد صعد رسول الله مع جبريل إلى السموات السبع فسدرة المنتهى وقد اعد الله لرسوله هذه الرحلة تكريما له وتطييبا لقلبه عندما ماتت زوجه خديجة وكانت تسرى عنه ومات أيضا عمه أبو طالب وكان يدافع عنه فخرج إلى الطائف لعله يجد بها قلوبا مصغية لكنهم أغروا به سفهاءهم فرموه بالحجارة حتى أدموه وفى العودة إلى مكة رفع الرسول «صلى الله عليه وسلم» بصره إلى السماء وقال "اللهم إليك أشكو ضعف قوتى وقلة حيلتى وهوانى على الناس" فكانت هذه الرحلة تسرية له وتعزية وكانت قبل الهجرة بعامين وقد تواردت الأدلة على ثبوتها فى القرآن والسنة والإجماع يقول تعالى "سبحان الذى أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الاقصى" ويقول "ما زاغ البصر وما طغى لقد رأى من آيات ربه الكبرى" النجم 17، 18 .
 
 وأكثر العلماء على أن الإسراء كان بالبدن والروح ويقظة لا مناما واستدلوا على أنها كانت بالبدن والروح بقوله تعالى "أسرى بعبده، فكلمة بعبده تدل على الروح والجسد وأيضا ثبت بالأدلة القاطعة انه ركب البراق ولو كانت الرحلة بالروح لما احتاج إلى البراق وأحداث الرحلة كما جاء فى الروايات تتلخص فى أن جبريل جاء للرسول «صلى الله عليه وسلم» بالبراق وهو دابة فوق الحمار ودون البغل يضع حافره عند منتهى طرفه ركبه الرسول حتى أتى بيت المقدس فربطه بالحلقة ودخل المسجد فصلى ركعتين ثم خرج فآتاه جبريل بإناء من خمر وإناء من لبن فمد يده إلى اللبن.
 
 فقال له جبريل اخترت الفطرة ثم عرج إلى السماء فوجد فى السماء الأولى آدم أبا البشر وفى السماء الثانية ابنى الخالة يحيى وعيسى وفى الثالثة يوسف وفى الرابعة إدريس وفى الخامسة هارون وفى السادسة موسى وفى السابعة إبراهيم مسندا ظهره إلى البيت المعمور وهو لأهل السماء كالكعبة المشرفة لأهل الأرض تطوف به الملائكة يدخله كل يوم سبعون ألف ملك إذا خرجوا منه لم يعودوا إليه ثم بلغ الرسول سدرة المنتهى وفرضت عليه الصلوات خمسا فى العمل وخمسين فى الثواب ثم عاد وستظل ذكرى الإسراء والمعراج تذكرنا بجهاد رسول الله فى سبيل الدعوة وتلفت نظرنا إلى منزلته عند ربه وتستصرخنا لإنقاذ أولى القبلتين وثالث الحرمين المسجد الاقصى من أيدى الصهاينة الذين لعنهم الله.
 
إمام مسجد البحاروة – الخرانقة – قوص – قنا