الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

ذبيحة رجب مستحبة




■ ورد إلى دار الافتاء سؤال عن ذبيحة رجب وهل هى من الإسلام؟
 
وتجيب الافتاء قائلة إن ذبيحة رجب وهى ما تسمى بالعتيرة بفتح العين المهملة: ذبيحة كانوا يذبحونها فى العشرة الأُول من شهر رجب، ويسمونها الرجبية أيضًا.
 
وقد جاء الإسلام والعرب يذبحون فى شهر رجب ما يسمى بالعتيرة أو الرجبية، وصار معمولا بذلك فى أول الإسلام؛ لقول النبى صلى الله عليه وسلم: «على أهل كل بيت أضحية وعتيرة» [رواه الترمذي]. لكن الفقهاء اختلفوا بعد ذلك فى نسخ هذا الحكم، فذهب الجمهور من الحنفية والمالكية والحنابلة إلى أن طلب العتيرة منسوخ مستدلين بقول النبى صلى الله عليه وسلم: «لا فرع ولا عتيرة» [رواه مسلم].
 
 وذهب الشافعية إلى عدم نسخ طلب العتيرة، وقالوا باستحبابها، وهو قول ابن سيرين.
قال الحافظ فى الفتح: ويؤيده ما أخرجه أبو داود والنسائى وابن ماجه وصححه الحاكم وابن المنذر عن نبيشة قال: «نادى رجلٌ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنا كنا نعتر عتيرة فى الجاهلية فى رجب، فما تأمرنا؟ قال اذبحوا لله فى أى شهر كان، وبروا الله وأطعموا» رواه أبو داود وغيره بأسانيد صحيحة. قال ابن المنذر هو حديث صحيح.
 
قال الحافظ: فَلَمْ يُبطِل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم العتيرة من أصلها، وإنما أبطل خصوص الذبح فى شهر رجب.
 
 وروى النسائى والبيهقى فى الكبرى وأحمد والحاكم فى مستدركه وصححه -ووافقه الذهبى فى التلخيص- والطبرانى فى الكبير عن الحارث بن عمرو قال: أتيت النبى صلى الله عليه وسلم بعرفات أو قال: بمنى وسأله رجل عن العتيرة فقال: «من شاء عتر ومن شاء لم يعتر ومن شاء فرع ومن شاء لم يفرع».
 
وعن أبى رزين أنه قال: «يا رسول الله إنا كنا نذبح فى الجاهلية ذبائح فى رجب فنأكل منها ونطعم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا بأس بذلك» [رواه النسائى].
 
وفى سنن أبى داود والنسائى وابن ماجه عن مخنف بن سليم الغامدى رضى الله عنه قال: «كنا وقوفًا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفات فسمعته يقول: يا أيها الناس على كل بيت فى كل عام أضحية وعتيرة، هل تدرى ما العتيرة؟ هى التى تسمى الرجبية».
 
 قال الشافعي: والعتيرة هى الرجبية، وهى ذبيحة كانت الجاهلية يتبررون بها فى رجب، فقال النبى صلى الله عليه وسلم: «لا عتيرة» أى لا عتيرة واجبة. قال: وقوله صلى الله عليه وسلم: «اذبحوا لله فى أى وقت كان» أي: اذبحوا إن شئتم واجعلوا الذبح لله فى أى شهر كان لأنها فى رجب دون غيره من الشهر.
 
 
وأجيب عن حديث «لا فرع ولا عتيرة» بثلاثة أوجه:
 
أحدها: جواب الشافعى السابق أن المراد نفى الوجوب.
 
الثاني: أن المراد نفى ما كانوا يذبحونه لأصنامهم.
 
الثالث: أن المراد أنهما ليستا كالأضحية فى الاستحباب أو ثواب إراقة الدم، فأما تفرقة اللحم على المساكين فبر وصدقة. قال الإمام النووى فى المجموع: "الصحيح الذى نص عليه الشافعي، واقتضته الأحاديث: أنها لا تكره، بل تستحب، هذا مذهبنا". اهـ.
 وعليه فإننا لا نرى بأسًا فيما تسمى بالعتيرة؛ لما مر، ولأن مطلق الذبح لله فى رجب ليس بممنوع كالذبح فى غيره من الشهور.