الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

نقابة القراء: الجدد غير متعلمين أو دارسين للأحكام وآخرون: النقابة مسئولة عن الظاهرة




مع تزايد ظاهرة القراء الجدد يزيد الحديث عن تراجع القراء المصريين وبروز القراءات الخليجية، بسبب ظهور قراء ليست لهم مدارس مجددة كما أن بعضهم غير متقن للقراءة وهو ما يؤثر بصورة سلبية على القراءة المصرية.
 
وعن موقف نقابة القراء يقول د. فرج الله الشاذلى الأمين العام لنقابة القراء أن هناك من القراء الذين يعرضون على النقابة لا يصلحون حيث إن القراء الذين لا يحفظون القرآن لا نقبلهم ونشكل لأى قارئ جديد لجنة لاختباره، موضحا أن نقابة القراء تقوم برصد كل أسماء القراء الجدد وإيقاف من لا يصلح منهم خاصة أن البعض يظهر كقارئ ويحرف فى قراءة القرآن، وبالفعل اكتشفنا قراء لا يعرفون القراءة.
 
ومع ذلك يرى الشاذلى أن مصر لها الصدارة فى كل المجالات لا سيما فى القرآن الكريم وإن قال الناس تراجع مستوى القراءة المصرية للقرآن الكريم بسبب القراء الجدد فهذا أمر غير صحيح، ولكن الفرصة لم تعط لكثير منهم كما أن كل قارئ كان جديدا عند بداية حياته فى القراءة للقرآن، وليس السبب المباشر فى تراجع الاستماع للقراءة المصرية هم القراء الجدد.
 

 
 
أضاف أن القراء الجدد ليس لهم ذنب ولا نحملهم أى مسئولية، ولكن المسئولية على الفضائيات واتساع الاذاعات وتقديم قراءات غير مصرية، فالقراءة الخليجية قداسة الأماكن التى يقرأون منها جعلت هناك شهرة لها اليوم وتجد مساحات كبيرة لإذاعتها بينما القراءة المصرية لا تجد من يدعمها لنشرها.
 
وطالب بضرورة فتح المساحة الدينية للقراءة المصرية، وأن تنشأ قناة فضائية تسمى قناة القرآن الكريم المصرية تذيع «قرآن كريم» فقط على مدار اليوم.
 
ولفت إلى أن القراء الذين يستمع لهم المسلمون فى مختلف انحاء العالم يقلدون القراءة المصرية، مؤكدا أن القراء الجدد يرجى منهم الخير ولهم الثمرة ولكن بحاجة لخبرة وأن يكون لهم ملامح فى القراءة بعيدا عن تقليد القراء القدامى فقط.
 
كما كان هناك انتقادات للقراء الجدد ومن يحصلون على عضوية نقابة القراء بلا تعلم أو اتقان حيث يقول القارئ سلامة إبراهيم الدسوقى قارئ مسجد الخازندار بشبرا إن القضية فى القراء الجدد ليس التقليل فالقارئ إذا لم يكن مقلدًا لا يكون قارئًا، ولكن المشكلة فى الدراسة وتعلم علم الأحكام فى التلاوة.
 
وقال: «إ ن مدرستى فى القراءة هو الشيخ محمود على البنا والمنشاوى ولكن لى طريقة لوحدى ومارست القراءة 35 عاما، فليس قضية القراء المصريين الجدد أنهم مقلدون أو ليس لهم قراءة خاصة به فمن لا يقلد لا يستطيع أن يقرأ القرآن جيدا فالمشايخ القديمة طريقتهم فى الأداء متقاربة مثل الشيخ محمد الرزيق يتشابه مع الشيخ المنشاوى، كما أن د. نعينع عندما بدأ قلد الشيخ مصطفى اسماعيل ولكن اليوم قارئ متميز وله مدرسة خاصة به.
 

 
وشدد أن القراء الصاعدين اليوم غير متعلمين وغير دارسين للأحكام فهناك بعض القراء يدخلون المسابقات ويسافرون للخارج ولا يكونون صورة مشرفة، حتى أن هناك مقلدين ولكن ليسوا متقنين فالمقلد هو قارئ جيد أما المقلد غير المتقن لا يعتبر قارئًا.
 
وحول دور نقابة القراء فى حماية القراءة المصرية للقرآن أضاف أن نقابة القراء عليها عبء فى ظهور قراء غير متقنين للقراءة فهناك غير متعلمين للقراءة يحصلون على عضوية النقابة ولذلك أرفض الانضمام للنقابة، وطالب الشيخ محمد الطبلاوى بمراجعة قضية عضوية القراء.
 
كما يرى الشيخ محمد صابر قارئ مسجد عزبان بالعتبة ويقرأ القرآن منذ 43 عاما أن المشكلة فى قراءة القرآن اليوم هو أن كل من عجبه صوته بدون اتقان أو حفظ يقرأ امام الناس، أما قراء الإذاعة يأتون من خلال امتحانات وأسس وقد يمتحن أكثر من 15 مرة.
 
أضاف أن الأصوات الجديدة تقلد بعضها ولم يعد هناك تمييز أو مدرسة معينة أن تأخذ منها وتسمع لها، ولم نعد نسمع أصواتًا مميزة.
 
وأشار إلى أن ظهور قراء يسيئون للقراءة المصرية سببه نظام الوساطة الذى أظهر قراء لا يتقنون القراءة ولا يملكون التعلم وجعل بعضهم يحصلون على عضوية نقابة القراء واصبحنا نكتشف قراء بالاسم.
 

 
وطالب صابر بضروة عقد اختبارات بلا استثناء لكل قراء القرآن الجدد سواء الحاصلين على عضوية نقابة قراء القرآن أو غير الحاصلين وضرورة منع ممارسة قراءة القرآن إلا بعضوية نقابة القراء ويحفظ على الأقل نصف القرآن الكريم.
 
ومن جانبه دافع القراء الجدد عن أنفسهم حيث أكدوا أن القراءة المصرية لم تتراجع وأن المشكلة فى ظهور قراء ليس لهم تخصص ظهروا على الساحة دون رقابة، حيث يؤكد الشيخ محمد عبد العزيز من القراء الجدد أن قراءة القرآن موهبة فى الدرجة جديدة كما أن تقليد المدارس القديمة لا يعد عيبا فى القراء الجدد.
 
أضاف أن هناك بالفعل فئة تقرأ سماعيًا وليست متخصصة وتمارس قراءة القرآن وبدون تخصص بعيدا عن نقابة القراء ويحسبون على قراء القرآن الجدد وهم من يشوهون صورة القراء الجدد.
 
وأكد أن القراءة المصرية للقرآن لم تتراجع، لكن لابد من أحكام القبضة على من يقرأون القرآن بلا تخصص، وأن تكون هناك رقابة صارمة حتى لا يتم تشويه صورة قراء مصر الجدد.
 
فيما يقول محمد لطفى عبد الحميد عضو نقابة القراء الجدد: «كل منا يسير على مدرسة، والتقليد بالفعل غير مستحب، وليس كل القراء الجدد مقلدين ووجود تقليد من البعض لا يعنى أنها ظاهرة كما يقول البعض، كما أننا كقراء الجدد لسنا السبب فى تراجع القراءة المصرية للقرآن، فالقراء فى مصر وأصواتهم حسنة واتقان ونحن نتعلم من مشايخنا الكبار فى القراءة».
ولفت إلى أن ظهور قراء للقرآن لا يجيدون قراءته أو حفظه سبب عدم وجود الكتاتيب لأنها أساس القارئ وانعدامها، حيث كان هناك أكثر من 30 ألف كتاب واليوم لا يوجد أكثر من سبعة آلاف كتاب، مع أنه لابد وأن يتعلم القارئ فى الكتاب تجويدا وحفظا ومراجعة.
 
ومع ذلك يؤكد لطفى أن مصر ستظل دولة القرآن والقارئ، ولذلك يسافر القراء المصريون دائما للخارج لقراءة القرآن، كما أن القراءة المصرية لم تتراجع أهميتها عالميا.
 
كما يؤكد الشيخ رأفت حسين أحد أشهر القراء الجدد أن القراء الجدد ليسوا من فصيل جديد مختلف عن القراء القدامى حتى ينظر إليهم من منظور متدن، فلا ينقصهم شىء لا من أحكام التلاوة أو بديع الصوت ولا يجب أن يعيبهم إنهم جاءوا بمدرسة جديدة تعتمد على القراءة وفق المقامات الموسيقية بما لا يخل بأحكام التلاوة والتجويد مشيرا إلى أنه رغم استحداث طريقة جديدة فى التلاوة إلا أن معظم القراء الجدد ينتمون فى الأصل إلى المدارس القديمة لرواد التلاوة وأبرز هذه المدارس مدرسة عبد الباسط عبد الصمد ومدرسة مصطفى إسماعيل ومدرسة محمد رفعت.
 

 
وكشف «حسين» عدم وجود قيود تفرضها نقابة القراء على امتهان قراءة القرآن الكريم رغم أنها من المهن الجديرة بمثل هذه القيود.
 
وعن مشواره قال بدأت فى مدينة الإسكندرية وضواحيها ثم بدأت شهرتى فى جميع ربوع مصر عن طريق شرائط الكاسيت والقنوات الفضائية التى تولى القراء الجدد اهتماما بالغا عكس ما يقوم به التليفزيون والإذاعة الحكومية حيث يتعمدان وضع العراقيل أمام مشوارنا المهنى فى الوقت الذى فتحت لنا أجهزة إعلامية بدول أوروبا وآسيا الباب على مصراعيه لنا للقراءة على شاشاتها خاصة فى شهر رمضان المبارك أثناء سفرنا لإحياء ليالى بهذه الدول.
 
فيما كشف الشيخ رضا جمعة منصور - محافظ الغربية - من القراءة الشباب عن عدم علمهم كقراء بأى فائدة تعود عليهم بالانضمام إلى نقابة القراء سوى «كارنيه» يحمل اسم القارئ وعليه شعار النقابة وقال: «لا ندرى أيضا فائدة هذا «الكارنيه» بدليل أن من يمتهن هذه المهنة لا يسأل عن انضمامه للنقابة من عدمه كما أنه لا يأخذ ترخيصها لمزاولتها كما يحدث فى نقابة المحامين أو الأطباء مثلا مشيرا إلى أنه يجب أن يكون الالتحاق بالنقابة اجباريًا وليس اختياريًا كما يجب أن تكون النقابة أكثر فاعلية حتى تشجع القراء للانضمام إليها.
وعن الانتقادات التى توجه إلى القراء الجدد قال أنها لا تأتى إلا من أبناء المهنة وقد تكون بسبب الغيرة أو اختلاف المدارس التى تتغير من حين لآخر.
 
 

 
 
وعلى صعيد القراء الجدد المعتمدين فى الإذاعة والتليفزيون شدد الشيخ أنور الشحات أنور المعتمد حديثا قارئا ونجل الشيخ الراحل الشحات محمد أنور على أنه لا توجد وساطة أو محسوبية فى اختيار القراء كما أن الإجراءات التى تفرضها لجنة الاختبار لا يمكن أن تسمح بذلك حيث إن قراراتها ليست فردية بدليل رفض اعتمادى أكثر من مرتين مما ينفى شائعات الوساطة والمحسوبية التى يطلقها الزملاء الراسبون فى اختبارات الاعتماد.
 
ويرى أنور أن مقومات القارئ الجيد تتمثل فى تمتعه بصوت قوى ومميز وأن يكون على دراية كافية بأحكام التلاوة والترتيل فضلا عن حفظه القرآن الكريم كاملا مشيرا إلى أن لجوء بعض القراء إلى الفضائيات دون الإذاعة بسبب أنها تهتم بالصوت دونما أى رقابة على أى أحكام أخرى.