الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

شـبـابُ الـنـيـل




 
يـا نـيـل زغـردْ بـعـالـى الـصـوت جـذلانـا
 
واجـعـل ضـفـافـكَ مـلءَ الأفْـقِ ألـحــانـا
 
واسـترجـع الـمجدَ شـمسـاً فـى عـروبـتِـنـا
 
وارقـص بـمـوجــكَ مـزهــوّاً ونـشــوانـا
 
يـا نـيـلُ وافـخـر بـنـصـرٍ طـال مـرتَـقَـباً
 
 قـد طـوّحَ الـشـعـبُ مـا عـانـيـتَ أزمـانـا
 
ولـى الـزبـانـيـةُ الأشــرارُ وانـســحـقـوا
 
وأغـرقَ الـيَـمُّ فـرعــونــاً وهـامــانـــا
 
هـذا الـشـــــبـابُ إذا مــا مـدَّ أذرُعَــه
 
تـغـدو الأكـفُّ بـوجـهِ الـظـلـم بـركـانــا
 
ولـلـنـســـــاءِ، إذا ما ثُـرنَ، عــاصـفــةٌ
 
 هـبّـتْ بـصَـرْصَـرِهـا عـزمـاً وإيـمـانـــا
 
رأيـتُ فـيـهـنَّ خـنـســاءً بـمـا صـبـرتْ
 
وكـفَّ فـاطـمـةٍ فـى كـفِّ مـيــريـانــا
 
رأيـتُ بـيـن شـبـابِ الـنـيـلِ مَـرْحَـمَــةً
 
آخـى الصـلـيـبُ بـهـا فـى الـهَـمِّ قـرآنـا
 
تـاريـخُ مـصـرَ عـلـى الأزمــان مـفـخــرةٌ
 
مـن عـهـدِ (مـيـنــا) وهـا قـد عـادت الآنـا
 
مـن قـال إن شـــبـابَ الـنـيـل مـنـهـزمٌ
 
مـخـدَّرُ الـعـقـلِ لا يـنـفــكّ إدمـانــا؟!!
 
(بـارلـيـفُ) يـشـهـدُ والـتـاريـخُ مـن قِـدَمٍ
 
أنّ الـكـنـانـةَ شـــمـسُ الـعـزِّ أوطـانــا
 
قـد كـنتِ يـا مصـرُ أخـتَ الشـامِ.. تـوأمَـهـا
 
إنْ حـلّ ضـيـمٌ بـنـا والـخـطـبُ أشـقـانـا
 
نـمـشى عـلـى عـاصفـاتِ الـدهرِ فـى ثـقـةٍ
 
فـلا نـهـابُ لـعـصـفِ الـدهــرِ نـيـرانــا
 
لـكـنّ مَــن صـالــحَ الأعــداءَ فـرّقَـنــا
 
فـى (كـامـبِ ديـفِـدَ) بـاع الـعهـدَ خُذلانـا
 
وجـاء مـن بـعـدِه الـفِـرعــونُ مـمـتـثـلاً
 
 لــرأيِ مـغـتـصــبٍ وازداد طـغـيــانــا
 
ولـم يـعـد يـرعـوى نـهـبـاً وتـفـرقـــةً
 
 وأشـبـعَ الـنـاسَ طـعـمَ الـقـهـرَ ألـوانــا
 
طــالــت أظــافـرُه إذْ فــى تـجــبّــره
 
طـال الـضـمـيـرُ بـه صـمـتـاً وكـتـمـانـا
 
فـى كـلِّ صـوبٍ تــرى الآلافَ قــد رقــدوا
 
 مـشـــرديـن، فـكــم عـانَــوا، ومـا لانـا
 
وسَــــدَّ عـن غـزةٍ أبـوابَ لُـقـمـتِـهــا
 
جـوراً، وشــــيّـدَ أســـواراً وجـدرانــا
 
يـرعـى عـهـودَ بـنـى صـهـيـونَ قـاطـبـةً
 
ومـا تــراه رعــى أهــلاً وجـيــرانـــا
 
يـا نـيـلُ إنـى عـلـى غـيـمِ الأثـيـرِ مـشـى
 
قـلـبـى إليـكَ يـخـفُّ الـخـطـوَ ولـهـانـا
 
فـيـهـطـلُ الـقـلـبُ مـن ريّـانِ غـيـمـتِـهِ
 
شِـــعـراً يـضـمّـــدُ آلامـاً وأحــزانــا
 
ويـمـســـحُ الـدمـعَ إن فـاضـت نـوازفُــه
 
عـمّـن ثُـكِـلْــنَ.. ومـن ودّعْـنَ إخـوانــا
 
وجـئـتُ يـا نـيـلُ أهـدى الـيـومَ قـافيـتـي
 
تـحـيــةً لـكَ إكـبـــاراً وعِــرفــانــا