الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

شيخ الأزهر يوجه رسائل نارية لمتطرفى الشيعة ومدعى الفتوى




 
 
سر النهضة التى تشهدها دولة الإمارات المتحدة العربية وخاصة إمارة دبى التى شهدت طفرات كبيرة فى سنوات قليلة هو ما يشغل ذهنى للبحث له عن إجابة، فى وقت يعانى فيه الوطن العربى تراجع عدد كبير من بلدانه بسبب فشل أنظمته الحاكمة، فهل وفرة المال وحدها سبب التقدم، بالطبع لا فالعراق نموذج كان يعوم على بحر من البترول، ومنح نظام حكمه السابق بغزوه  الكويت الأمريكان ذريعة لاحتلال الأرض وتدمير الدولة لتأول لما آلت إليه الآن، ربما قال قائل لا وجه للمقارنة فتحديات العراق كانت كبيرة وفى مقدمتها محاولات المد الإيرانى الفارسى وحرب الثماني سنوات لصده، فليكن، وماذا قولك فى نظام القذافى الذى لم يخض حروباً ودمر العقل الجماعى لشعب بكتابه الأخضر، .
إذن الإجابة ليست وحدها فى امتلاك الثروات، بل فى العقلية القادرة على رسم استراتيجية تنموية للاستغلال الأمثل للموارد بأفكار عبقرية غير تقليدية، كانت دعوتى للمشاركة فى فعاليات منتدى الإعلام العربى فرصة للتعرف على تجربة دبى عن قرب، وبدأت الرحلة من مطار القاهرةبرج خليفة مدينة عمودية كان من المبهر أن تشاهد فى إمارة عربية أطول مبنى شيده الأنسان فى العالم، برج خليفة ناطحة سحاب يبلغ طولة 828 متراً، استغرق بناؤه 6 سنوات حيث بدأت عمليات الانشاء فى سبتمبر 2004 ليفتتح رسميا فى يناير 2010، لينتقل برج تايبية التيوانى إلى المرتبة الثانية.
فى حفل عشاء دعيت إليه ونخبة من الإعلاميين العرب، ببرج خليفة بدعوة من «فكر دبي» بتشديد الكاف، تألقت منى المرى رئيس اللجنة التنظيمية لمنتدى الإعلام العربي، فى عرض كيف تفكر حكومة دبى للمستقبل، وكان يكفى عرضها لمقطع فيديو قصير لأطفال من دبى يدرسون اللغة الصينية، فى إطار خطة حاكم الإمارة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لجذب جزء من السياح الصينيين، قالت المرى إن اجمالى إنفاق السياح الصينيين هذا العام بلغ 102 مليار دولار فى مختلف بلدان العالم، ومتوقع أن يزداد حجم الانفاق ولذلك كان لا بد أن يكون لدبى نصيب من هؤلاء السياح فكان أن بدانا فى تدريس اللغة الصينية ليكون هناك من يستقبلهم ويجيد التعامل معهم.
كان سؤال منطقى يلح على، ما هى الجدوي الأقتصادية من إنشاء أطول برج فى العالم، أم أنها محاولة البحث عن مركز أول من أجل البحث عن ريادة تشترى بالمال؟ وكانت الإجابة من الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وهو شخصية قيادية تحمل رؤية وفكراً وفلسفة فيقول حاكم دبي «برج خليفة بلغت تكلفة انشائه 1,5 مليار دولار وبلغت التكلفة الاجمالية للمنطقة المحيطة به 20 مليار دولار ، الفائدة منه تكمن فى ثلاث نقاط  أولاً تنفيذ أعلى بناء على وجه الأرض هو عمل وطني، ومحطة تاريخية، ومنعطف اقتصادى رئيسى وهو ليس فخرا لأبناء الامارات فقط بل هو فخر لكل العرب قبل اربعة آلاف عام كان أعلى بناء عرفه الانسان يوجد فى منطقتنا العربية كانت الأهرامات مصدرا للفخر ورمزا للتقدم الحضارى فى المنطقة باسرها وظلت كذلك، حتى العام 1311 ميلادى حتى تفوقت فى ارتفاع البنيان كاتدرائية القديسة مريم ببريطانيا، وكان هذا رمزا لمرحلة جديدة من التحول الحضارى فى العالم، واتمنى ان يكون برج الخليفة رمزا للتغييرات العالمية الجديدة، عالم جديد يتلاقى فيه الشرق بالغرب وتتمازج الحضارات.
يسعي بن راشد بحسب قوله هذا هو نمط الفكر فى قيادة دبى الذى يعتمد الانجاز مقياساً للقوة، والابداع هدفاً، والصدارة العالمية .السالك ثمن الخدمة المرورية
المواطن فى دبى يدفع ثمن الخدمة التى يحصل عليها، فالطرقات نظيفة وحديثة، إلا أن الحكومة تحصل من السيارات التى تعبر الطرقات رسوماً تسمى رسوم السالك ولمنع التكدس المرورى تستخدم أحدث التقنيات من موجات الراديو، حيث  تلصق شريحة على الزجاج الامامى للسيارة مشحونة برصيد مالى وعند عبور السيارة على أى بوابة رئيسية بالطريق تلتقط رقم السيارة ويخصم منها رسم 4 دراهم، وأدى ذلك لتحقيق دخل كبير لإدارة المرور والطرق مكنتها من تطوير الخدمة.شيخ الأزهر ورسائله النارية
كان من أبرز ضيوف منتدى الصحافة العربية وجائزة الصحافة فضيلة الأمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، الذى حظى بترحيب كبير من حضور الإعلاميين العرب، قبل وخلال إلقائه الكلمة الافتتاحية للمنتدى ، فحظى بتصفيق ثمانى مرات خلال إلقائه كلمته دقيقة اللفظ عميقة المعني، والتى لم تخلو من رسائل سياسية، كانت أولى رسائله أن السياسة ذات التواءات وتعرجات، البعض من ممارسيها لا يلتزمون المنطق فى التفكير والطرح، قائلا فى مقدمة كلمته التى شرح فيها صعوبات إعداد كلمة فى مجال الاعلام « أقر بأن حيرة كبرى أخذت بمجامع فكرى وأنا أقلب الرأى فى إعداد هذه الكلمة، وأحاول تحديد محاورها وقوادمها وخوافيها، ذلكم أن العنوان الذى وضع لتكون هذه الكلمة مدخلًا إليه وهو: « الإعلام العربى فى المراحل الانتقالية «عنوان واسع متشعب متعدد النواحي، ثم هو عنوان ينطبق على المرحلة الانتقالية الحالية، وبخاصة إذا اقترب الحديث فيها من حدود السياسة، ودَخل فى تعاريجها والتواءاتها التى تدق على الأكاديميين وتستغلق على من يعتمدون الحجة من أنظارهم ويعتزون بالمنطق والبرهان فيما يقولون أو يكتبون.. وقبل ذلك وهم يفكرون، وإذا كان واقعنا يضج بالكثير من الأوجاع والعلل والآفات فهل يستقيم لقائل - مهما أوتى من قدرة وإبداع - أن يقول ما يسعد الأسماع ويبهج القلوب!! وهل يجىء كلامه إلا ضربًا من شكوى الغريب فى قومه وبين أهله !! أو نوعًا من التغريد خارج السرب كما يقولون»، ومع ذلك التزم الطيب بمنطقه الفكرى واطلق رسائله وغرد خارج السرب، فقال الطيب للإعلاميين « نعم يا فرسان الكلمة وحملة الأقلام! إن الكلمة سلاح ذو حدّين وإنها لأخطر الأسلحة فى بناء المجتمعات وفى هدمها على السواء .
ورحم الله أبا الطيب المتنبى إذ يقـــول :
جراحات السِّنان لها التئام .. ولا يلتام ما جــرح اللسـان
وللكلمة فى فلسفة الإسـلام شأن لا تقل خطراً عن الفعل نفسه، يقول النبى صلى الله عليه وسلم: «إن أحدكم ليتكلم بالكلمة، من رضوان الله، ما يظن أن تبلغ ما بلغت، فيكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه؛ وإن أحدكم ليتكلم بالكلمة، من سخط الله، ما يظن أن تبلغ ما بلغت، فيكتب الله عليه بها سخطه إلى يوم يلقاه».
وأضاف الإمام «وأنا لا أقصد من كلماتى هذه تخويفكم أيها السادة والسيدات!- ولاصدّكم عن مهنتكم الشريفة، ولكن أردت فقط أن أشير إلى خطر الكلمة وأثرها الكبير على واقع الناس، وواصل شيخ الازهر مواجهته الاعلاميين بسلبيات الإعلام مغردا خارج السرب مركزا على فضائيات الفتنة وجهلاء مدعين للعلم يطلقون فتاويهم وتطرق لايران بشكل غير صريح خاصة البرامج التى تثير الشقاق وتطاول على آل البيت فقال والأمر الأخير والذى يقلقنا جميعًا فى إعلامنا المعاصر هو برامج فوضى الفتاوى الشاذة والجدال فى الدين بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير.. وهذه آفة كبرى، لبست ثوب الدين ونزلت إلى الناس وحسبوها العلم الذى لا علم غيره، وصادفت منهم قلبًا خاليًا فتمكنت منهم، وبسبب هذه البرامج انتقلت الخلافات التى كانت هى من سفساف الأمور وتوافها، انتقلت إلى حياة الناس بتأثير الإعلام وانقلبت إلى دين وشريعةٍ وإسلامٍ، بل شكَّلت حدودًا وحواجز بين من يطبقها فيكون مسلمًا ومن يعرض عنها فيكون خارجًا أو على الأقل فاسقًا وعاصيًا ومبتدعًا.. هذه التفاهات من القضايا الفارغة تخصص لها برامج إعلامية قد لا تكون الأكثر مشاهدة، لكنها بكل تأكيد الأكثر تأثيرًا، لأنها ترتدى عباءة الدين وتتحدث باسمه.. ناهيك عن عشرات القنوات التى تخصصت فى زرع الفتنة بين المسلمين أنفسهم، وبذر بذور الشقاق والصراع بين أبناء الدين الواحد، واستخدمت فيها أساطير قديمة عفى عليها الزمن وأصبحت فى ذمة التاريخ، ووظِّفت للمساس بأصول الأمة والإساءة إلى رموزها من أزواج النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه الأطهار الأبرار .. وكلها تعمل من أجل حسابات لا تصب أبدًا فى مصلحة الأمة العربية والإسلامية».