الإثنين 23 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«مصريات» تجمع ثلاثة فنانين فى دار الأوبرا




تحت عنوان «مصريات» افتتح مؤخرا بقاعة «صلاح طاهر» بدار الأوبرا المصرية معرض فنى يجمع ثلاثة من الفنانين التشكيليين، اختلفت فيها موضوعاتهم وأسلوبهم الفنى.

قدم الفنان محمود عبد الموجود فى لوحاته مجموعة من الموضوعات بداية بالحارة المصرية خاصة فى منطقة الأزهر والحسين، وهى المنطقة الأثيرة إلى قلبه يميل فيها إلى الأسلوب الواقعى فى تصوير المبانى الأثرية والمساجد فهو يتنقل بعدسته هنا وهناك ملتقطا مواطن الجمال فى الشوارع، كما تناول فى لوحاته البائعين المتجولين فى غدوهم ورواحهم مقتنصا إيماءاتهم وحركاتهم، كما قام بتصوير الشواطئ المصرية خاصة مطروح، جاعلا من حركة الأمواج البطل فى لوحاته مستغلا تدرج الألوان ما بين اللونين الأزرق والأبيض، كما يميل الفنان فى لوحاته إلى الأسلوب التأثيرى من خلال اللعب على الضوء وتأثيراته على انكسارات الأسطح والملامس المختلفة خاصة فى تناوله لمبانى منطقة سيوة وقرى الوادى الجديد، كما يميل الفنان فى بعض أعماله إلى الأسلوب الزخرفى خاصة فى حلوله لبعض الخلفيات، تتراص خلالها الألوان وتتدرج فى تشكيلات خطية.
ينتقل «عبد الموجود» فى عدد من أعماله إلى تصوير بائعة «الكرنب» فى أوضاع غير تقليدية، اقترابا وابتعادا، جاعلا من وريقات الوحدة النباتية مقدمة لوحاته بألوانها الساخنة، فى حين جعل من اللون الرمادى المصمت مكملا فى خلفياته.
وبأسلوب تأثيرى تناول الفنان محمد الدسوقى الطبيعة المصرية بمنظور مختلف، مختارا قرية القرنة بالأقصر كموضع للوحاته الفنية، وقد قام الفنان بتوظيف الملمس فى لوحاته كعامل مساعد على التعبير عن خشونة جدران المبانى الطينية المنتشرة فى تلك البيئة الريفية، فاستخدم طبقات متفاوتة البروز من عجائن الألوان فى إضفاء ثراء فنى للوحاته، كما تتفاوت أعماله من حيث التجسيم والتسطيح، فتميل مقدمات لوحاته تجاه التجسيم، وتميل الخلفية إلى التسطيح واستعمال كتل لونية بسيطة، كما تميل الألوان فى معظم اللوحات إلى الألوان الساخنة خاصة فى مقدمة اللوحات، وقد جعل «دسوقى» المكان بطلا فى أعماله الفنية من مبان وطبيعة محيطة بها، لتظهر شخوصه على استحياء فى  أوضاع حركية شكلها بضربات فرشاة سريعة مبتعدا عن تناول تفاصيلها.
أما الفنان ممدوح القصيفى فقد قدم مجموعة من أعماله تنوعت أسلوبيا وأيضا من حيث الخامة والتقنية المستخدمة، فجاء عدد من أعماله فى مجال الرسوم السريعة «الاسكتش» لمشاهدات الفنان من الحارة المصرية، من خلال رسمه لوحدات البيت المصرى البسيط، بخطوط موجزة وسريعة اهتم فيها برصد مواطن الجمال فى كل وحدة على حدة مستخدما الأحبار، وجسد بخطوط ريشته كتل الظلال وانكسار الضوء على مستوياتها المختلفة بأسلوب واقعي، وفى مجموعة أخرى من أعماله يميل «القصيفى» تجاه السيريالية والرمزية، فشخوصه آدمية التكوين، بسيطة فى مبناها، تحمل رءوسها ملامح الطير، تحوطها عوالم افتراضية، تتداخل فيها الرموز والعلامات، عالم من نسج خياله، ترتقى بصاحبها إلى متاهات زمنية بسيطة التكوين، كما قام الفنان بعرض عمله من «فن الكتاب» والذى حمل عنوان «تكلم الآن أو اصمت للأبد» والذى ضم عددا من لوحاته الحالمة التى نفذها بالألوان المائية إلى جوار خواطر شعرية قام الفنان بكتابتها، وقد غلب على تلك اللوحات اللون البنى «السبية» والتى تتناثر خلال أعماله على هيئة بقع لونية، تزداد كثافة حينا وتتباعد أحيانا أخرى، وقام بمزجها برسوم خطية مستخدما الأحبار على شكل خطوط راسما بها شخوصه وعوالمه الخيالية، محرضا فى لوحاته تلك على الثورة و البحث عن الحرية، وقام الفنان بتقديم عدد من أعماله الملونة، نفذها بطريقة الطباعة الحريرية «السلك سكرين» مستخدما طبقات لونية مجردة، تؤكدها خطوط بسيطة ترسم معالم شخوصه.