الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

هل يحتاج المواطن المصرى للمسرح؟




أرسلت إحدى شركات الأحذية مدير تسويقها لإحدى الدول الإفريقية لفتح سوق لها فى هذه الدولة، وحددت الشركة مدة الرحلة بشهرين، وبعد ثلاثة أيام عاد مدير التسويق بتقرير مختصر يقول إن هذه السوق لا يمكن استهدافها؛ لأن الناس هناك لا يرتدون الأحذية.وعندما سمعت شركة منافسة بهذا الأمر، أرسلت مدير تسويقها إلى تلك الدولة لقناعتهم بأن الناس لا يرتدون الأحذية لأنهم لا يعرفونها، وبعد سنة واحدة سيطرت هذه الشركة على السوق بأكملها، وارتبط المستهلكون نفسياً بها، فرفض معظمهم منتجات الشركات المتنافسة، ووصل الأمر إلى أن أصبح اسم الشركة مرادفاً للحذاء ذاته. 
ينطبق الأمر ذاته على المسرح بوصفه سلعة لا يحتاجها معظم الناس فى مصر، ذلك لأن بعضهم لا يعرفها، والبعض الآخر لا يعرفها المعرفة الصحيحة، وهذه هى المعلومة التى يؤدى الجهل بها إلى إجهاض الجهود التسويقية النادرة التى تتم فى هذا الشأن. فالمستهلك لا يمكن أن يحتاج سلعة لا يعرفها، ومن ثمَّ فلن يُقبل على شراء ما لا يحتاجه. لذا فإن الدراسات التى تستهدف خلق الاحتياج للمسرح لابد أن تأتى على رأس اهتمام القائمين على العملية التسويقية، تلك العملية التى لا تتطلب فنانين ممارسين للمسرح بقدر ما تتطلب خبراء فى العملية التسويقية ذاتها بغضِّ النظر عن معارفهم المسرحية، ذلك لأن الأسس العلمية لعملية التسويق لا يمكن اكتسابها بسهولة، فى حين أن هذا القدر من المعارف المسرحية اللازم للمسوِّق من أجل القيام بفعل التسويق يمكن اكتسابه فى زمن قصير.
وإذا ما قارنَّا عدد من يحتاجون المسرح فى مقابل من لا يحتاجونه سنكتشف أننا نوجه اهتمامنا إلى تلك الشريحة التى تعرف المسرح وتحتاجه وهى لا تتجاوز 5% من إجمالى الجمهور المتاح، وهو ما سيدعونا للتخلى عن آليات التسويق التقليدية التى لا تستهدف التسويق لفكرة المسرح بقدر ما تستهدف بيع التذاكر، والبدء فى البحث عن آليات جديدة من شأنها خلق الاحتياج للمسرح عند قطاع عريض من الجمهور، وهذا من شأنه أن يحدث نقلة كمية ونوعية فى جمهور العروض المسرحية.