الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

خجل القاهرة!






حماد عبدالله حماد روزاليوسف اليومية : 28 - 02 - 2010



نعم لقد خجلت عاصمة بلادي (القاهرة) مساء يوم الخميس الماضي، خجلت العاصمة أمام ملايين ممن يرتادونها وممن يعيشون فيها وممن يزورونها وخاصة هؤلاء الذين جاءوها أول مرة!! هذه الليلة.
لقد كانت القاهرة المسكينة، شبه معدومة القدرة علي مواجهة (موجة أمطار) تحدث مثلها عشرات بل مئات وآلاف المرات في جميع عواصم العالم من (واشنطن) حتي (دمشق) العاصمة السورية!!.
ولكن عاصمة بلادي لم تستطع مواجهة هذه الموجة من الأمطار، لقد شاهدت بعيني وعشت أكثر من خمس ساعات في أهم شوارع العاصمة مأساة لا يمكن تخيلها، حينما ارتفعت المياه في شارع العروبة، أهم شوارع العاصمة علي الإطلاق حيث تقع فيه كل المصالح الرئاسية، وأيضاً هو المدخل الرئيسي للقاهرة من مطارها الدولي، وأمام أهم فنادقها فيرمونت، (شيراتون هليوبوليس) سابقاً، وصلت المياه إلي متر ونصف المتر ارتفاعاً بجانب سور الكلية الحربية، وغرقت سيارات واصطدمت أخري بأعمدة الإضاءة.
وظلت السيارات القادمة إلي القاهرة أو الخارجة منها مكدسة ولا حل سوي الانتظار، انتظار ماذا؟ لا أحد يعلم، سوي سيارة أو اثنتين، تمتصان الماء الغزير وتذهبان ببطء للتفريغ، أين؟ الله أعلم!
وشيء من الخيال وكأننا في عصر من عصور الظلام، حيث انطفأت أكثر من 50 ٪ من الإضاءة الرئيسية في الشوارع، كأننا نعيش حالة حرب، مع من؟ لا أحد يعلم!
وبالقطع هذا الموضوع سيتعرض له كل الكتاب والصحفيون حيث فوق كوبري المطار وحيث اصطفت السيارات وخرج الناس منها، أخذوا في عملية التصوير بما لديهم من ماكينات أو تليفونات وكذلك أصبح المشهد يستحق التسجيل، ومع ذلك فإن تكرار هذا الموقف في عاصمة بلادي يتكرر بأشكال مختلفة ولكن دون "خِشَي" ودون "خجل" من المسئول الأول عن العاصمة (محافظها الذي كان!!) ولعل هذه المرة العاصمة لا تحتاج "خجل" أو "خشي" من المحافظ، بل تحتاج اعتذاراً من رئيس مجلس المحافظين والوزراء، تحتاج القاهرة بجانب الاعتذار قراراً سيادياً بأن هذا "الخجل" لا يجب أن يغشي وجه القاهرة الحزينة (هذه الليلة)! وهذا يتطلب بعد إتخاذ القرار، أن تتم المحاسبة، فقد كانت هناك في هذه الشوارع (بالوعات) ولم تختبر قبل فصل الشتاء، وهذا الشارع بالذات كان قد تم توجيهه منذ أكثر من عشر سنوات، حيث مر بأزمة مشابهة وفي شهر رمضان الكريم وقامت الأجهزة بحفر جوانب هذا الشارع لإعادة الحياة إلي شبكة الصرف الرئيسية للأمطار، ماذا حدث لهذه الشبكة؟
وأعلم أن هناك جهاز معلومات محافظة القاهرة، سجل به جميع شبكات الصرف الصحي وصرف الأمطار والكهرباء والغاز والاتصالات، كل البنية التحتية مسجلة في هذا المركز، ماذا حدث له في عهد عبد العظيم وزير؟ ربنا يستر!!
لم نسمع كلمة من رئيس مجلس الوزراء عن ليلة خجلت فيها القاهرة أمام الناس، كل الناس!! أغراباً ووطنيين، شعباً ومسئولين، حكاماً ومحكومين، خجلت القاهرة ولكننا نحن المصريين، غضبنا غضباً شديداً!! ولكن كالعادة غضبة تفوت ولا أحد يموت مثل مصري عقيم !!