الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

جاءني عن المشروع القومي!






حماد عبدالله حماد روزاليوسف اليومية : 01 - 03 - 2010



عقب نشر مقالي يوم الجمعة الماضي تحت عنوان بتروكيماويات بورسعيد جاءني تليفونيا حديث طويل مع الأخ محمد فريد خميس رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لهذا المصنع العملاق الذي بدأ يدب فيه النشاط الإنتاجي الافتتاحي هذا الشهر وسوف يبدأ العمل الفعلي آخر شهر مارس كما وعد بذلك أمام السيد الرئيس أثناء تفقده للمصنع.
جاء الحديث مشحونا بشجن حول حال الصناعة البتروكيماويات في مصر، حيث أشار إلي أن هذه الصناعة هي الأمل بالنسبة للمستقبل في مصر.
وأن ذلك يتوافق مع فكر القيادات العليا في وزارة البترول وعلي رأسهم المهندس الهمام سامح فهمي كما أنه قاد لي فكرة القيمة المضافة وتعظيمها حينما نقوم بتصنيع الغاز المستخرج من باطن أرضنا الحبيبة، وساق لي الفكرة التي قامت عليها صناعات الغزل والنسيج في عشرينيات القرن الماضي، حينما بادر الاقتصادي الوطني العظيم طلعت حرب باشا، بإنشاء مصانع المحلة الكبري، والبيضاء، ودمنهور، وحلوان، هادفا لتصنيع الذهب الأبيض المصري القطن المصري بديلا عن تصديره خاماً لمصانع أوروبا فقام علي تصنيعه فكانت النهضة الصناعية الكبري في صناعات الغزل والنسيج واحتلال مصر مركزا متقدما مساوياً تماما ليور كشير ومانشستر في بريطانيا والتي اشتهرت بصناعات غزل ونسيج الصوف.
لقد تطرق الحديث إلي المدينة المليونية التي أعلن عنها السيد الرئيس في زيارته الأخيرة لمدينة بورسعيد، وقدمها المحافظ كمخطط استراتيجي لأعضاء لجنة الصناعة والطاقة في رحلتهم التفقدية خلال الأسبوع الماضي لمدينة بورسعيد ودمياط والتصور الذي اتفق عليه ومعه أن نتوسع في المنطقة الصناعية المصاحبة لهذه المدينة بور مبارك في الصناعات الذكية وهي صناعة البتروكيماويات كصناعات وسيطة، ثم إنشاء عشرات بل مئات المصانع علي الخامات الوسيطة لتقديم منتجات نهائية تستطيع جذب عشرات بل مئات الآلاف من الأيادي العاملة المدربة، كان الحديث شيقا، ولعلي قد بدأت من خلال مقالاتي في جريدة روزاليوسف اليومية بتقديم فكرة لمشروع قومي في مصر تعمل عليه كل القوي الوطنية وتأخذ المبادرة بالإدارة السياسية، وتصورت أن ننشئ هيئة أو وزارة تقوم علي هذا المشروع تحت عنوان مصر 2050.
وتخيلنا بأن نستقطع ثلاثين ألف كيلو متر مربع من شبه جزيرة سيناء مائه وخمسين ألف كيلو متر مربع، بواقع سدس مساحة سيناء والتخطيط لإنشاء أقليم عظيم متكامل البنية الأساسية من مطار ضخم كأكبر مطار في الشرق الأوسط، ومناطق إسكان متعددة المستويات وكذلك خطوط سكك حديدية تربط عاصمة الاقليم بأطراف شبه الجزيرة مثل مدينة شرم الشيخ وطابا والطور والعريش، وكذلك امتداد إلي الوادي وطرق عصرية، ومناطق إدارية ومناطق ترفيهية.
نحلم بأن يكون هذا الاقليم مخصصاً به صناعات ذكية مثل صناعات البتروكيماويات والصناعات المشتقة منها، عشرات الصناعات التي يمكن أن تنشأ علي هذه الصناعة.
هذا المسطح المستقطع من سيناء يمكن الثلاثين مليون أسرة مصرية المشاركة في ملكيته كل بقطعة أرض في المناطق السكنية فيه بمبلغ ألفي جنيه قسطا من عشرة آلاف جنيه تسدد علي خمس سنوات. نستطيع أن نبدأ بما نجمعه من المصريين حوالي ثلاثمائة مليار جنيه مصري، لكي ننشئ أعظم اقليم في مصر أسوة بالمشروعات الكبري التي أقمناها وعلي رأسها مشروع السد العالي.
هكذا بدأ الحديث والتعليق وكثير من التعليقات العلمية الوطنية والأحلام وصلتني من عديد من المصريين الذين تابعوا ما كتبت!!