الأربعاء 8 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

واحة الشعر




يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع ... يشق مجراه عبر السنين والأجيال داخل نفوس المصريين ... فى سلسلة لم تنقطع ... وكأن كل جيل يودع سره بالآخر ... ناشرين السحر الحلال ... والحكمة فى أجمل أثوابها ... فى هذه الصفحة نجمع شذرات من هذا السحر ... للشعر ... سيد فنون القول ... الذى يجرى على ألسنة شابة موهوبة ... شاركت مع فريق «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة بمشاركاتها على     [email protected]
 
على مذبح الخلود
 
«مات المحارب النبيل أنكيدو، وحفظ التاريخ كالعادة رسائل الملك جلجامش الباحث عن الخلود وانتصاراته، ولم يذكر مما قال أنكيدو إلا ما أراد الملك»
 
(1)
 
يا قاتلي
 
لا تَبكِنى
 
وَلا تُعِد قارورةً
 
شربتُ مِنهَا مرةً ومرةً ومرة
 
دمعًا على موتٍ دفعتنى بحبِّي
 
كى تنالَ خلدَكَ المزعوم
 
يا قاتلى
 
لا تنسنى
 
فلن ترى
 
بيتى الذى قضى الإلهُ
 
للجنودْ
 
(2)
 
جَلجَامش الغريرُ قفْ:
 
ليسَ الخلودُ ممكنًا بالسُّمِّ
 
فى أقوالِكَ البلجَاء
 
جَلجامشُ المخدوعُ قفْ
 
وامنحْ لوجهِى حقَّه
 
موتًا يليق بفارسٍ
 
وجهًا لوجه قاتلي
 
لا تُعطنِى خطبَ الوداعْ
 
لا تعطنى مِلحَ السلام المستعار
 
لا تُعطنى خيباتِنا الأولى
 
لتلهو فى بقاءٍ لا يكون
 
(3)
 
جلجامشُ العظيمُ لا
 
تخدع أخاكَ مرَّة ألفًا وقل:
 
لماذا أسلِّم الذى يموت
 
كى أحيَا مليكًا قادرًا؟
 
وكيفَ أُقعِى تحت قاتلى أخي؟
 
قل لى أنا:
 
أأنت ظلٌّ للأفاعى والضباع؟
(4)
 
كم مرَّةٍ
 
قتلتني!
 
كم مرةٍ
 
أفديك!
 
(5)
 
جلجامشُ العظيمُ لن تموتَ
 
مرآةٌ رأتنى نازفًا
 
سيفِى يدى
 
فلا تُردِّد خُطبَةً عصماءَ
 
دون أن ترى دمِى حصانًا
 
جانحًا
 
كذِبتَ لم تكُن معِى
 
حين ارتفاع صرختى إلى الخلودْ
 
(6)
 
الآن يا جلجامش العظيم
 
سيفى لسيفك الصقيل
 
دمى لأرضى كلها
 
أرضى لأبنائى الجنود
 
(7)
 
هل الخلود ممكنٌ؟
 
لا
 
هل الخلود ممكن؟
 
نعم
 
(8)
 
متاهةٌ جديدةٌ
 
ترمى بنا
 
لذئبة تراك صيدَها الثمين
 
بلا هُدىً تسيرُ- لا
 
دمى إمامٌ لا ذِراعى
 
حارسٌ -
 
إلى طريقٍ مِن فناء
 
(9)
 
كم خدعةٍ
 
لكى تظل خالدًا؟
 
كم إخوة
 
تلقى للذئاب؟
 
(10)
 
ماذا عليكَ الآن
 
لو أوقفتَ رحلتى المريرة؟
 
لى طفلة ترجو أباها،
 
سيعود، لا، سيعود، لا
 
لى دمعة على جبين أمِّنا
 
لى قبلة لزوجتى لم تكتمل
 
لك الخلود
 
(11)
 
من أين تأتيك الدموع؟!
 
لم تبك أمى هكذا
 
من أين تأتيك الدموع؟!
 
وأنت درعُ قاتلى
 
من أين تأتيك الدموع؟
 
دع جثتى للخالدين
 
(12)
 
تقول سيدورى لك الكئوسُ
 
حتى تخلط الضدين قل:
 
أنا الخليط
 
(13)
 
على خُطا قلبى أسير
 
إن شاء طرت
 
إن ناء عدت
 
(14)
 
جلجامش العظيم قِف خاطبًا
 
يدَ الحقيقة
 
وأسمع
شعر: أحمد سراج
 
 
 
 
فاضلك إيه..
 
عشان لوحتك تكون كاملة..؟
 
فاضلك دمعة من عينى عشان تمشى
 
عشان مقدرش أدوس قلبك....
 
ولا حتى اجرّح فيه
 
فاضلك إيه..
 
من الصورة اللى كنتى انتى عليها زمان...؟
 
فاضلك ضحكه مش موجودة بالمرّة..
 
ولو وجدت تكون مصنوعة من برّه
 
لكن جواها حمل كبير
 
فاضلك إيه من القصة؟؟
 
بدايتها ولد خايب وفكر إنه آل جنى
 
وبين إيده خاتم سليمان
 
وهيحقق أمانيكى
 
_ بتطلبى إيه؟ _
 
ده كان أحلام
 
وف الواقع أنا خيبان
 
وكان صعبان عليا بجد
 
أشوف الدمعة ف عنيكى
 
فاضلك دبلة من بره عليها اسمى ومن جوه اتغرقت دمى
 
فاضلك ضلمة السينما
 
وهمسك ليا ف المترو
 
وتخبيطنا اللى ع الكورنيش
 
وآل يعنى ما نقصدشى
 
نحيد عن خط فاصل بين عوالم واقعى المؤلم
 
وعالم حلمك المبهر
 
فاضلك إيه؟
 
فاضلك توب من الحرفة وم الخفة
 
لتمثيل الضحية تمام
 
فاضلك إيه غير القهوة اللى مش سادة
 
برغم مرارة الفنجان وتشريخه
 
فاضلك إيه؟
 
فاضلى كتير
 
عشان حتى أبطّل ما اتنديش باسمى...
 
أنا فاضل..
 
وانتى كمان.... ياريتك تفضلى باقية
 
ولكن عمرنا الفاضل حقيقى ما عدش بالإمكان
 
أنا مش باقى ع التفاصيل
 
- أكيد بكدب -
 
لأنى بعشق التفاصيل
 
فاضلك إيه...
 
فاضلك إيه غير الذكرى وقصة تنتشى بيها
 
فاضلك لفة الطرحة وصورة ليكى مش واضحة
 
وكام غنوة سمعناها فاضلك إيه؟؟
 
فاضلك نظرة مش سهلة لعينى وهى غضبانة...
 
فاضلك ايه؟؟؟
 
قصيدة وصورة ع الحيطة بخط إيديا... مش أكتر... وبين الحرف جوّه الخط... بين اللون... سما وسكون....
 
وكنتى ساكنة دنيايا...
 
شعر: سيد بشير
 

 
لما النور بيقطع
 
بفرح أوى
 
لما النور بيقطع
 
بعمل نفسى خايف
 
واجرى استخبى فيكى
 
ارمى همومى فـ حضنك
 
واضمك
 
واحكيلك كل حاجة
 
أكنى حافظ بسمع
 
ولما يخونى الكلام
 
وصوتى يبدأ يقطع
 
وتسألينى مالك
 
أسكت معرفش أرد
 
وأقولك حبة زكام
 
واعمل نفسى نايم
 
واخاف ساعتها بجد
 
لحسن تحسى بضعفى
 
وانا نايم بدمع
 
فادعى من جوه قلبى
 
يارب النور ما يرجع
 
شعر: أحمد عبده
 

 
شمعدان قلبى
 
قلبى اتكسر شمعدان
 
 وبشمعته نور لغيره سكته
 
وأضاء طريق المحرومين
 
 وادى شعلته واقفة بتبكى
 
 والدموع عمالة تاكل عمرها
 
 والليل يخيم عالمكان
 
 والشمعدان واقف بسيفه النور
 
مانع جيوش الليل تفوز المعركة
 
 مع ان جنده بتتحرق وسط الظلام
 
لكنهم ثابتين
 
رغم انهم ببصيص امل عايشين
 
واحنا اللى قرص الشمس فى ايدينا
 
لسانا بنخاف م الطريق
 
لسانا بنشوف فى الضلمه
 
امان ازاى هتعزف فى العتمة الكمان
 
مين اللى قال الكهربا ممكن تنور فى البيوت
 
 واللا الشموع هى رومانتيكت الشعوب
 
كل الحكاية بتختصر فى فكرتين
 
 يا نعيش وجوانا الحياة
 
يا نعيش كراما فى التابوت
 
شعر: كريم علي
 
 

 
ريحة
 
الرمل شادد مـ العرق ريحته
 
والأرض بايشة.. تحت ورقة مـ الشجر
 
وبواقى مأوى منطوَرة حوالين جثث
 
والنمل فارض.. سطوته وهيبته
 
خطوات لجندى كان هنا وحده..
 
ماسك دراعه وكان بيضحك دم !!
 
وما بين عروقه دم فايت مطرحه..
 
وخنجر.. بيتحرك فى قلبه وكان بيشلب هم !!
 
ماسك فى إيدى خطوتى الخايفة
 
وكأنى بتهجى المسير
 
ما أقبح المنظر
 
...
 
مبقيتش ماشية لوحدها فى الطل
 
ماشية ومعاها الغربة والكورنيش
 
وورود بلاستيك من بتاع الفل
 
واشارة سايبة للزمن.. زمن بقشيش
 
مبقيتش قادرة لخطوها تلحق..
 
والسرعة راسمة فـ جلدها خرابيش
 
بتتنفس حرارة وشمس حامية فـ ضهرها بتسرى..
 
وكأنها بتمشى ومابتمشيش
 
ما أقبح المنظر
 
الرمل داخل بشرتى بشويش
 
وصوابعى فاردة عضمها قدام عنيا
 
وكأنى خارج جتتى وسايب ملامحي
 
والحزن بيشكل فى كثبانه.. سايب إيديا
 
فاكر حبيبتى وكحل نازل من شفايفى
 
وبستهجى طعمها
 
وبقولها !!
 
يمكن ماسمعتنيش
 
معرفش دى جثة.. فى الغالب بتشبه لها
 
لسه فـ إيديها ضحكة ما بتبكيش
 
ما أقبح المنظر
 
...
 
مبقيتش خايف مـ الحرايق وانتظار الموت
 
مع إنى وأنا بخرج فى نفسى.. خايف أموت
 
ببحث عن السكة وفـى جيوبى قلق
 
والجدب ناشع والرمال بتزيد
 
معرفتش أتهجى أنا نفسى الأخير
 
ما أقبح المنظر
شعر: عمار محمود