الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

إهانة أتاتورك تشعل الثورة العثمانية





دخلت الاحتجاجات التركية يومها الرابع وسط هتافات المتظاهرين بشعارات بينها «على الحكومة الاستقالة» و«كتفا بكتف ضد الفاشية»، بينما انتشرت بكثافة وحدات من الشرطة وقوات مكافحة الشغب فى وسط اسطنبول.
 سارع آلاف المتظاهرين الأتراك إلى احتلال ميدان تقسيم بعد أن سحبت شرطة مكافحة الشغب شاحناتها المدرعة منه مساء السبت واحتفلوا بما أسموه انتصارهم على أردوغان.
وضم تجمع المتظاهرين فى الميدان ممثلين عن اغلب التيارات السياسية، وقامت مجموعة منهم بتغطية النصب التذكارى لمصطفى أتاتورك بالأعلام الملونة.
 
 
 
وذكرت وسائل الإعلام  أن عددًا كبيرا من الناس ضاقوا ذرعا من الحكومة التركية التى يعتقدون أنها تريد أن تحدد بعض حرياتهم الشخصية. وحقهم فى شرب الخمور وتبادل القبلات فى الأماكن العامة.
وكانت تصريحات رئيس الوزراء التركى أمام البرلمان والتى قال فيها: «تحترمون قوانين سنها سكيران، وترفضون قوانين أمر بها الدين» فجرت جدلا واسعا، وذكرت صحيفة حرييت اليومية أن كلمات أردوغان قد تستهدف مؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك ورفيقه عصمت اينونو، مشيرة إلى أن أتاتورك عقب توليه رئاسة البلاد عام 1926، قام برفع حظر تم فرضه على الكحوليات فى عام 1920.
إذ دافع أردوغان مؤخرا عن مشروع قانون تقدمت به حكومته للبرلمان بتشديد القيود على بيع المشروبات الكحولية والإعلان عنها، قائلا: إن المشروع كان جزءا من المسئولية الدستورية للحكومة للحفاظ على الشباب التركي.
وقال رجب: «إننا لم نحظر الخمور فى تركيا»، مشيرا إلى المادة 58 من الدستور التى تعطى الحكومة الحق فى حماية الشباب.
ونقلت صحيفة حرييت ديلى نيوز عن أردوغان قوله: إن الدولة تقوم بطبيعة الحال بحماية الشباب والشعب من العادات السيئة، متسائلا: «هل علينا أن نروج لمثل هذه العادات؟» وأضاف أن مثل هذه اللوائح لم يتم إغفالها أيضا فى الدول الغربية.
وذكرت صحيفة ميلليت أن الحظر سيدخل حيز التنفيذ وسيطبق فى المناطق السياحية أيضا، كما يتضمن مقترح حزب العدالة والتنمية حظر الإعلان عن المشروبات الروحية.
واعتبر العلمانيون أن الأمر يقع فى إطار القيود المتزايدة على الحريات فى ظل حكم العدالة والتنمية الإسلامى.
ومع تبنى البرلمان هذا القانون، فإن بيع الكحول سيتوقف قرب المساجد والمراكز التربوية وسيلغى المئات من رخص بيع الكحول.
ونقلت وسائل الإعلام عن مسئولين فى السياحة قلقهم الشديد من أن يؤثر هذا القانون الجديد على فقدان شريحة كبيرة من السائحين الأجانب، خصوصًا الروس.
وفى المقابل، تعهد أردوغان بالمضى قدما فى تنفيذ خطط تطوير ميدان تقسيم بوسط إسطنبول رغم الاحتجاجات التى خلفت مئات الجرحى. وقال إن خطط حكومته بشأن تطوير وسط إسطنبول تستغل ذريعة لإذكاء التوترات فى البلد، مضيفا أنه لن يرضخ “لمتطرفين مستهترين”.مشيرا إلى أن الثكنات العسكرية التاريخية التى تعود للعهد العثمانى ستبنى فى الموقع المثير للجدل مثلما هو مخطط لها لكنه أضاف فى إشارة إلى مخاوف المحتجين من بناء مركز تجارى فى الموقع.
ومن جانبها رأت صحيفة الجارديان البريطانية أن المظاهرات فى تركيا بدأت احتجاجًا على قرار تحويل الحديقة الكبيرة فى ميدان تقسيم فى إسطنبول إلى مركز تجارى ولكن تزايد السياسات الحكومية الاستبدادية عمل على زيادة وتيرة المظاهرات وحدتها.
ورأت الصحيفة أن السبب المعلن للمظاهرات العارمة التى اجتاحت تركيا على مدار الأيام الأربعة الماضية هو  مشروع إزالة حديقة جيزى الواقعة فى أحد أطراف ساحة تقسيم وسط إسطنبول ليقام محلها مبنى على شكل ثكنة عسكرية قديمة على الطراز العثماني، يضم مركزا ثقافيا وربما أيضا مركزا تجاريًا لكن السبب الحقيقى حسبما أفادت الصحيفة أنه موضح فى بيان صادر من نقابة الأطباء «إن حماية أرباح المستثمرين الذين سيقومون ببناء المركز التجارى ليست من مهام المسئولين أو الشرطة».
 وفى تصريحات مثيرة للسخرية فإن  وزير الاعلام السوري، عمران الزعبى انتقد تعامل السلطات التركية مع حركة الاحتجاجات التى سادت البلاد.قائلا: «إن رئيس الوزراء التركي، رجب طيب اردوغان، يقود بلاده «بأسلوب ارهابى «مضيفًا» قمع أردوغان والتنمية التركى للمظاهرات السلمية أمر غير واقعى ويكشف انفصاله عن الواقع».
وأضاف: الشعب التركى لا يستحق هذه الهمجية ولا مبرر أن يتحدى أردوغان شعبه ونتمنى للشعب التركى الاستقرار والهدوء وندعو «طيب» الى التعقل.
وتباينت آراء الصحف التركية بشأن الاحتجاجات الشعبية، واعتبرت الصحف العلمانية أن هذه التظاهرات هى بمثابة شرارة نار وعامل غضب واستياء من سياسة حكومة أردوغان سواء على الصعيد الداخلى او الخارجى وهى السبب فى الانقسامات داخل المجتمع التركى إلى سنة وعلويين واتراك واكراد.
وأشارت الصحف العلمانية إلى أن أنقرة تخشى من ربيع تركى من خلال تجمع الشباب لإشعال شرارة انطلاق ثورة شعبية تطالب بإسقاط حكومة اردوغان.
وعلى الجانب الآخر  زعمت الصحف الموالية  لأردوغان وعلى رأسها صباح، وزمان، وينى شفق، وبوغون، وستار أن مجاميع ارهابية وتحريضية من حزب الشعب الجمهورى هى المسئولة عن إثارة أعمال الشغب والفوضى بالبلاد مستغلة موضوع اقتلاع الاشجار من ميدان تقسيم.