السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

توجيهات الرئيس للصناعة!






حماد عبدالله حماد روزاليوسف اليومية : 08 - 03 - 2010



في زيارة السيد الرئيس لمحافظة بني سويف ومتابعته لثمار برنامجه الانتخابي خاصة في تنمية صعيد مصر، وأداء الحكومة في شتي مجالات التنمية إسكان، صناعة، خدمات فقد لاحظت وغيري، تركيز السيد الرئيس في كلماته بإعطاء أولوية واهتمام أكبر لتصحيح عدة مسارات حكومية وتوجيهها إلي الاهتمام بالصناعة - حيث أعطي سيادته لها أولوية أكبر، فمن المتابعة اللصيقة للنمو الصناعي، من خلال المعلن (هزيل) ولا تتناسب مع طموحات الرئيس مبارك وكذلك المصريين!!
فالمقياس الحقيقي للنجاح، هو تلك المشروعات الجديدة التي تدخل سوق الإنتاج الصناعي - لذلك يتطلب الأمر أن يعاد النظر في دراسة المناخ بالمتاح أمام الصناعة!! فالصناعة تمثل استثمارا مستمرا وهو ما يعرف بالزواج بين المستثمر والدولة، أما تلك الاستثمارات الأخري مثل الأوراق المالية والبورصة تمثل (علاقات عاطفية) يمكن إنهاؤها في أي لحظة وفي أي وقت، كأن يبيع المستثمر أوراقه المالية أو يفوض سمسارًا ليلعب له في البورصة!!
ولعل ما نراقبه من النشاط الاقتصادي في مصر الآن هو انصراف بعض المستثمرين عن الصناعة وتوجههم إلي أسواق البورصة، وتجارة الأراضي، وذلك لسهولة الحصول علي عوائد مجزية، ولعل ما يقَرِبْ الفهم حول وجهة النظر تلك، هو نشاط (القري الذكية) فهي أماكن للاستثمار الجديد الذي انصرف عن الصناعة واتجه إلي التجارة والخدمات وأنا لا أُنْقِصْ من أهمية ذلك - ولكنها لا تشبع المجتمع نحو تحقيق فرص تشغيل مستمرة، ولعل توجيهات السيد الرئيس بأهمية إعطاء أولوية للصناعة في أجندة الحكومة، وما ترتب علي هذه التوجيهات، من قرارات، حيث صدر قرارًا وزاريًا علي لسان الدكتور محمود محيي الدين، بإعادة صناعة تكرير البترول إلي المناطق الحرة بعد إلغائها وذلك يعتبر توجه جديدا لتحقيق فرص تشغيل أكثر، فالبترول نستقدمه من الخارج ونصنعه (تكريره) في المناطق الحرة، ونحصل علي ثمن الخدمات عن هذه الصناعة، بالسعر العالمي ويوفر فرص للعمالة المدربة، والكثيفة أيضًا في بعض المواقع، ولعل الاستثمارات التي ينتظر أن تضخ في السوق المصرية بعد اتخاذ هذا القرار كما جاء علي لسان الوزير محيي الدين هو ثمانية عشر مليار دولار، وهذا شيء يحمد للحكومة بعد أن اتخذت قرارًا سابقًا علي أثره - هو إنقاص نسب الفرص المتوفرة في سوق العمل المصري.
إن الاهتمام بالصناعة، لابد أن تحفز الدولة حكومة وشعبًا ومؤسسات علي أن تضع في حساباتها وأجندة اهتماماتها أسلوبا يؤهل للنمو الصناعي، سواء علي شكل تسهيل بعض البيروقراطيات في الجهات ذات الصلة، وكذلك تشجيع شعبي علي مساندة الاستثمار والمستثمرين في مجالات الصناعة، وأن تعمل المؤسسات وعلي رأسها التعليمية والبحثية علي أن يعيد صياغة السياسة المنهجية لمخرجاتها من القوي البشرية، بحيث تؤهل وتواكب الأسواق خاصة في مجال الصناعة!
أن توجيه السيد الرئيس في بني سويف وأثناء تفقده لبعض الصناعات كثيفة العمالة، والتي انتقلت جزئيًا من مدن مثل العاشر من رمضان إلي بني سويف حيث الكثافة العمالية، دليل علي أن هناك قلقا علي أداء الحكومة في تنشيط الصناعة طبقًا لبرنامج الرئيس مبارك في ديسمبر 2005!!