الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

"هوجة" البرادعي !






حماد عبدالله حماد روزاليوسف اليومية : 09 - 03 - 2010



تباينت الآراء حول "الهوجة" كما أطلقت عليها التحقيقات بجريدة نهضة مصر الغراء يوم الخميس الماضي، وهي في حقيقة الأمر، هوجة سياسية صاحبت عودة الرجل بعد انقضاء نصابه في إدارة هيئة الطاقة الذرية الدولية، واحاديثه حول بعض الطموحات التي تعمل عليها القوي الوطنية المصرية في الداخل سواء في حزب الأغلبية أو تلك الأحزاب الواهية التي تحتل جانب المعارضة في مصر وكانت التعليقات في ثلاث صفحات متباينة رغم أن تحليلها يقودنا إلي شيء واحد وهو أن ما يحلم به "البرادعي" هو ما يحلم به كل ناشط في الهم العام في مصر، وما أكثرهم في الحزب الوطني الديمقراطي وكذلك في بعض أروقة الأحزاب الأخري بل وأيضا في الشارع المصري المستقل عن الأحزاب والأغلب الأعم فهم وما يعرف عنهم بأنهم "الصامتون" أو غير المشاركين في العمل السياسي والذي نسعي وتسعي قوي وطنية متعددة لدفعهم للمشاركة حتي نستطيع أن نتبين علي الأقل مدي ما نحققه من سياسات وانجازات لتنشيط الحياة السياسية المصرية!
ولعل المتابع لأحاديث الدكتور محمد البرادعي، سواء في فضائيات مصرية أو في تعليقات صحفية تمت مع سيادته، نجد أن الرجل يتحدث فيما نتحدث نحن عنه تماما، هناك احتياج شديد لممارسة الديمقراطية كاملة ، هناك احتياج شديد لعدم الخلط بين مهام بعض المؤسسات في الدولة ورفع شبه تضارب المصالح منها، هناك احتياج شديد للنهوض بالعملية التعليمية، هناك احتياج شديد لتوجية الدعم لمستحقيه، وهناك احتياج شديد لإدارة محترفة لأصول الدولة، وهناك مطالبات بإهمية تداول السلطة، كل هذه العناوين التي عنونت الأحاديث التي أدلي بها الدكتور البرادعي، هي محور اهتمام الشارع السياسي المصري، قبل مجيء الدكتور من النمسا بسنوات طويلة، ولعل الاصلاحات السياسية التي اتخذناها كحزب أغلبية حاكم بما فيها المادة "76" وأربعة وثلاثون مادة أخري، ثم الاستفتاء الشعبي عليها، ومع تواضع الرأي حول تلك التعديلات الدستورية إلا أن مجرد ذكراها قبل "فبراير 2005" حينما أطلق الرئيس مبارك "وعده" لتعديل المادة 76 وإجراء انتخابات مباشرة لاختيار رئيس الجمهورية كان يعتبر ذلك من أضغاث الأحلام السياسية!! ومع ذلك فإن الدستور ليس بكتاب الله العزيز فهو قابل للتغيير وللتعديل، ويتطلب جهدا شعبيا ووطنيا ولكن منظما طبقا للقواعد المعمول بها في البلاد، وليس كما يشير البعض أو ينادي آخرون بطلب، "عصيان مدني" لتحقيق تعديل دستوري، فنحن لا نرزح تحت قوي الاحتلال ولسنا تحت سيطرة قصر عابدين، بل ما نشاهده وما نتابعه وحتي تلك التصريحات الأخيرة التي أدلي بها الرئيس مبارك حين وصوله "برلين" يوم الخميس الماضي بأن مصر، ليست في احتياج لبطل قومي فالمصريون بكل طوائفهم وما يتحملونه وما يشيدونه من أصول للمستقبل هم الأبطال القوميون، وإلا كان كل من يتحدث في الفضائيات أو يكتب مقالا، وهم كثيرون يستحقون البطولة القومية بل يستحقون وظيفة رئيس الجمهورية!!