الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

اختفاء النخب السياسية!






حماد عبدالله حماد روزاليوسف اليومية : 10 - 03 - 2010



المتابع للحياة السياسية في مصر، وكذلك الانتقادات الشديدة التي توجهها قوي المعارضة، وحركات سلالم نقابة الصحفيين، يجد أن النخب السياسية المصرية تقلصت للغاية!! وأصبحت تلك الوجوه التي نراها ونشاهدها في حوارات في برامج مسائية علي (التوك شو) وفي مداخلات علي الهواء أو كتابات ضئيلة العدد للغاية علي صفحات الجرائد الخاصة، نجد أنها ضعيفة المنطق، وهزيلة المعرفة، وقليلة العدد، وهي تسكن أبراجًا (غامقة غير معلومة العنوان) أو الوجهة!!
ومع ذلك فنحن في أشد الاحتياج لزيادة أعداد هذه النخب ونحن في أشد الاحتياج لانتظامها في مؤسسات سياسية في الجهة اليسري أو اليمني من العمل السياسي المصري، ونريد أن تكون هذه النخب امتدادًا لنخب سياسية سابقة - زاولت عملها في البرلمان المصري أعوام 1984، 1987 بل قبل ذلك وفي فترات ما قبل الاتحاد الاشتراكي، والتوجه السياسي الواحد المغلق!!
وحركة الأحزاب السياسية المصرية منذ عام 1907 وحتي عام 1953 بصدور قرار إنهاء نشاط الأحزاب في البلاد، هذه الفترة الغنية سياسيًا يجب أن يعاد دراستها ويجب أن تعود النخب السياسية (متجردة) من عنصر (الدين) الذي يجب ألا يمس ولا يختلط بالسياسة، (فالدين لله والوطن للجميع)!!
يجب أن تعود تلك النخب بتوجهاتها المختلفة يمينًا ويسارًا وكذلك الوسط، أن يعودوا إلي الشعب وأن يخرجوا من رحم الأمة، وليس بقرارات حكومية مثلما حدث، وولدت ضعيفة ناقصة البنيان غير القادر اليوم علي أن ينمو نموًا طبيعيًا، رغم توافر المناخ أمام الجميع للمنافسة.
ولعل من الواجب في هذه المرحلة أن يعمل حزب الأغلبية والذي أشرف بالانتماء إليه منذ تأسيسه، يعمل علي ضخ الحياة والروح إلي تلك الأحزاب والمساعدة في تقوية دورها في الشارع المصري. وهذا واجب وطني قبل أن يكون منافسة حزبية، واجب حزبي (فهذا عكس الاتجاه)، ولكن للظروف التي يعيشها الوطن، نحن في أشد الاحتياج لتقوية الشارع السياسي المصري.
وذلك للمصلحة المشتركة بين الأحزاب والشعب فلعل وجود حزب أو اثنين قويين ينافسان الحزب الوطني، فإن هذا يدعو الجميع للمنافسة في خدمة شعب مصر، ويدعو الجميع إلي أن ينبذ الفساد وأن نكشفه سواء كان قائمًا علي السلطة أو قابعًا في كراسي المعارضة.
فيجب أن نزيح عن أكتافنا أعباء نحن في حل من حملها، والإساءة بها لأنفسنا كما حدث في قضايا فساد أمام النائب العام الآن لمسئولين ادَّعُوا بأنهم ملتحفون بالنظام وبالحزب الوطني، ونحن منهم براء حتي تجلوا ساحتهم قضائيًا!!