الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

منظومة الحب في مصر!






حماد عبدالله حماد روزاليوسف اليومية : 12 - 03 - 2010



نحن في مصر نعاني من منظومة الحب، الحب بين الناس والحب بين الوطن والناس، والحب بين الناس والرب!! الحب في مصر له أوجه متعددة فنحن نحب بعضنا البعض حينما نواجه ( حزناً كبيراً) أو نواجه مصيبة كبري أو نواجه في الزمن القديم فيضان النيل نهب جميعاً مصريين نساعد بعضنا البعض ونشد من أزر القائمين علي أمورنا، سواء كان القائم علي الأمر (شيخ البلد) أو شيخ الحارة أو المديرية أو المحافظ أو الحكومة ( إن وجدت) نقوم جميعاً أمام المصائب لدرئها عن بيوتنا وعن أولادنا وعن جيراننا!! هكذا حاله الحب الجماعي في مصر أما في الحرب فنحن من الشعوب التي تنسي كل شيء تنسي الطعام وتنسي أن تسأل عن حقوقها بل تصل الأمور إلي أن يقف الجميع بسيطاً وقادراً وغير قادر الجميع يصطف لكي يبذل أي جهد مع قواتنا المسلحة لدرء الخطر عن البلاد وشهدنا ذلك في الحروب التي عاصرناها في عمرنا أيام 1967 ( السوداء) وفي أيام حرب الاستنزاف علي جبهة قناة السويس ومدنها الثلاث.
وكذلك في الحرب العظيمة التي خاضها شعب مصر وقواته المسلحة في 6 أكتوبر 1973 ومنذ ذلك الحين ونحن لم نر مظاهر حب شعب مصر، حيث افتقدنا للحروب ضد العدو ولم نعد نعلم هل هناك عدو أم هناك حالة سكون ربما يفيق العدو ويصبح صديقاً ويترك لشعب فلسطين أرضه ويعيد الحقوق دون حروب مستقبلية، لم نجرب هذه الخاصية المصرية الأصيلة حتي الآن منذ 1973 ولكن كما يدعوني إحساسي بأننا في مرحلة ( كمون) وليس في مرحلة ( استسلام) للواقع حيث ما نشاهده علي الساحة بوسائط إعلامية، تدعونا دائماً في حالة استنفار وحالة من التأهب النفسي لاتخاذ موقف.
لعل ما تغنت به ( أم كلثوم عن حالة حب)، (للصبر حدود) تأتي دائماً علي خاطر المصريين حينما يزداد القلق علي جيراننا في فلسطين!! أما عن الحب فيما بيننا والحب لله العلي القدير ورسوله (محمد) سيد الخلق أجمعين، وكذلك الحب بين الناس(والعذراء) و(سيدنا عيسي) عليه أفضل السلام هذه العلاقات الروحية الدينية بين المصريين باختلاف مشاربهم أقباطاً مسلمين ومسيحيين فهي لا تنتهي ولا تنقطع نراها كل يوم ونراها في كل مناسباتنا الدينية سواء كنا منفردين أو مشتركين، وهذه العلاقة الطيبة بين الناس والرب تترجم في التكافل الاجتماعي الرائع الذي هو أهم عناصر اقتصاد الأمة ودون هذا التكافل؟ لا أعلم كيف كانت أو كيف ستكون الحياة في مصر فنحن أمام السيول شاهدنا التراحم بين المصريين وفي أيام الزلازل وفي أيام دخول المدارس وأيام هلال الأعياد وأيام شهر رمضان الكريم وتلك الموائد الرحمانية التي تفترشها شوارع وحواري وأزقة مصر نحن شعب محب وشعب لا يمكن أن يطلق علينا أحد أننا لا نعيش في حالة حب منظومة الحب في مصر أصيلة ومتأصلة في جينات هذا الشعب العظيم ولا نحتاج لماتش كرة قدم دولية حتي نشهر حبنا لمصر، فنحن المصريين لدينا معاناة مع منظومة الحب