الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

وزير داخلية تركيا الأسبق : اقتصاد أنقرة سيتعرض لأزمة خطيرة





 
 
 
فى الوقت الذى تدخل فيه المظاهرات يومها الخامس ساد الهدوء شوارع تركيا صباح أمس بعد ليلة من الاحتجاجات الصاخبة فى المدن الرئيسية، إذ اشتبك محتجون مع شرطة مكافحة الشغب، وأشعل بعضهم النار فى مكاتب حزب العدالة والتنمية الحاكم فى مدينة إزمير الساحلية.
  وكانت الحكومة التركية قامت باستيراد 62 طنا من الغازات المسيلة للدموع منذ بداية عام 2000 وحتى نهاية عام 2012 مقابل 21.269 مليون دولار، حيث ذكرت صحيفة سوزجو التركية أمس أن قيمة استيراد الكيلوجرام الواحد من الغازات المسيلة للدموع يبلغ 62 دولارا.
واستوردت تركيا 42 طنا عام 2000 مقابل 1.2 مليون دولار، و13 طنا 2001، و75 طنا عام 2007 مقابل 2.9 مليون دولار و21 طنا العام الماضى مقابل 1.3 مليون دولار.
من جانبه اتهم رجب طيب أردوغان شبكات التواصل الاجتماعى، حزب الشعب الديمقراطى بتأجيج الاحتجاجات فى المدن التركية، مؤكدا عدم تراجعه عن تطوير ساحة تقسيم.
وقال رئيس الوزراء التركى: «عندما يجمعون 20 شخصا سأجمع 200 ألف وعندما يجمعون 100 ألف شخص سأجمع مليون شخص من انصار حزبى».
وناشد أردوغان، الاتراك عدم الانجرار الى الشارع، مخاطبا مواطنيه: «اذا كنتم تحبون تركيا فلا تنجروا وراء هذه الألاعيب»، فيما حذر وزير الخارجية التركى احمد داود اوغلو من تداعيات دولية للتظاهرات.
فى الوقت نفسه انتقدت الطبقة السياسية المعارضة لحكومة أردوغان الطريقة التى تعاملت بها قوات الأمن لتفريق المتظاهرين من الساحات العامة فى أنقرة واسطنبول.
ورغم الاحتجاجات رفض رئيس الحكومة تأجيل الزيارة التى يقوم بها إلى دول المغرب العربى «المغرب،الجزائر،تونس» التى تختتم الخميس المقبل على رأس وفد يضم 10 أشخاص من رجال الأعمال والاقتصاد.
رئيس حزب الوطن التركى وزير الداخلية الاسبق سعد الدين طنطان قال من جانبه: إن تظاهرات ميدان تقسيم هى افضل مؤشر على الانفجار الاجتماعى فى بلاده، مشددا على معاقبة حكومة العدالة والتنمية لاحتقارها كتلة كبيرة من الشعب تناهض سياستهم، مشيرا إلى انه لا يمكن أن تقف أى قوة أمام قوة الشعب.
وأكد طنطان ان اقتصاد بلاده معرض لأزمة خطيرة خلال الأعوام القليلة المقبلة مما قد يتسبب فى ان تواجه بلاده موجة كبيرة من الفوضى.
وكانت الاشتباكات قد تجددت بين آلاف المتظاهرين وعناصر الأمن، مساء امس الأول، بعد محاولات المتظاهرين شق طريقهم إلى مكتب اردوغان بإسطنبول.
وذكر شاهد عيان انه تم نقل اربعة أشخاص على الأقل بسيارات الإسعاف بعد اطلاق عناصر الأمن القنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين، مضيفا ان المتظاهرين أقاموا متاريس بمداخل ساحة تقسيم للحيلولة دون دخول الشرطة.
إلى ذلك أثرت التظاهرات المناهضة لحكومة أردوغان على تنفيذ المشروع المعد من قبل حكومة العدالة والتنمية فى ميدان تقسيم، سلبا على المؤشرات بالأسواق المالية التركية وزيادة القلق بين المستثمرين الأجانب فى انقرة.
 وذكرت شبكة (إن.تى.فى) التركية أمس أن سعر الدولار واليورو ارتفع بشكل كبير مقابل الليرة التركية للمرة الأولى منذ يناير 2012، ووصل سعر الدولار إلى 90ر1 ليرة مع انخفاض ملحوظ بمؤشر بورصة اسطنبول فى تعاملاتها المالية صباح امس.
من ناحية أخرى قالت صحيفة الاندبندنت البريطانية: إن المظاهرات العارمة التى تجتاح تركيا بمثابة علامة صحية على  أن الأتراك لم يعد ينتابهم الخوف من رد فعل الشرطة، مشيرة إلى انه ليس هناك أى وجه للمقارنة بين المظاهرات التى اجتاحت «تونس ومصر» فى بداية الربيع العربى حيث إن انقرة لديها حكومة ديمقراطية منتخبة  نجحت بشكل ملحوظ فى وضع نهاية لدوامة الانقلابات العسكرية وعملت على خلق مناخ جيد للرخاء الاقتصادى.