الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا
مسك الختام في الكلية الحربية
كتب

مسك الختام في الكلية الحربية




 


 

كرم جبر روزاليوسف اليومية : 22 - 07 - 2010



«القوي الواثقة» هي التي تحمي مصر وترفع رايتها
1
إذا كان الرئيس طوال الأيام الأخيرة حاضرًا بشخصه لحفلات التخرج في الكليات العسكرية، بينما صحيفة أمريكية موتورة تختلق تقارير مفبركة عن حالته الصحية، فما بالنا في الأيام القادمة إذا حصل الرئيس علي إجازته القصيرة المعتادة؟
أمس مكث الرئيس ثلاث ساعات كاملة وبرفقته الرئيس التركي عبدالله جول في الكلية الحربية، وصافح جميع الحضور، وقام بتكريم أوائل الطلاب وحضر معهم طعام الإفطار ومع عائلاتهم.
بروحه المرحة وبتلقائيته المعروفة تبادل عبارات الترحيب والود مع كل من صافحه، بما فيهم من رؤساء أحزاب المعارضة، وتجاذب معهم أطراف الحديث، وعبروا عن سعادتهم البالغة بلقائه.
2
الرئيس بشر مثلنا، ويمكن أن يمرض مثل أقوي الأصحاء، متعه الله بالصحة والعافية، لكنه في الأيام الأخيرة كان دائم الحضور، واطمئن الجميع عليه وعلي صحته، وجها لوجه.
لماذا- إذن- إثارة مثل هذه الشائعات المغرضة في هذا الوقت بالذات، ولماذا تعمد بعض الصحف علي تسريب أخبار كاذبة، ينفيها الواقع، والحضور اليومي للرئيس؟
أريد أن أقول إن الفترة القادمة إذا حصل الرئيس علي إجازته الصيفية القصيرة قد تشهد عودة لمثل هذا الكلام المغرض، الذي لا يستهدف سوي إشاعة حالة من «القلق»، فارموه وراء ظهوركم.
3
«القلق» من ماذا؟، بينما شهدت الأيام الأخيرة، مثل هذا الوقت من كل عام بيانات عملية لقوة هذا الوطن، وأبنائه المخلصين الذين يشكلون دروعا فولاذية للدفاع عنه.
مسك الختام كان في الكلية الحربية أمس، وتعجز الكلمات مهما كانت بلاغتها عن وصف استعراضات القوة الواثقة للدماء الجديدة التي يتم ضخها في شرايين القوات المسلحة المصرية.
جيش مصر العظيم الذي يجدد دماءه وشبابه بهؤلاء الشبان الأبطال، الذين انتزعوا من القلوب والأفواه مشاعر الاعتزاز والاعجاب، فبهم ستظل راية الوطن مرفوعة في السماء.
4
أجيال تتواصل مع أجيال، وبالأمس تسلمت الدفعة 105 الراية من الدفعة 104 وتاريخ مجيد من البطولات، منذ أن أنشأ محمد علي أول مدرسة حربية لتخريج ضباط الجيش.
لم يتخلف هذا الجيش العظيم يومًا عن اللحاق بأحدث ما في العصر من أسلحة وتكنولوجيا، من الدفعة رقم واحد سنة 1931 حتي الدفعة 104 سنة 2010 .
هل يمكن أن يشعر وطن بالقلق، وفيه كل هذه الأجيال الفتية من شباب مصر، الذين شربوا التضحية والفداء وحب الوطن من نهر الوطنية المصرية الضاربة في أعماق التاريخ؟
5
الفوضي التي يحذرون منها، ما هي إلا مجرد خيال في عقول أصحابها، خيال يتحطم علي صخرة دروع الوطن، الذين قدموا بالأمس عروضًا خلعت الآهات من القلوب، وأثارت فينا الخوف من شدة الإثارة.
عروض السلاح الصامت التي قدمها الخريجون.. السلاح الذي يحملونه في أيديهم هو قطعة من جسدهم، يحركونه مثل أذرعهم وأيديهم، في مهارة بالغة، وكأن السلاح والمقاتل لا ينفصلان.
لم تنفع نداءات المذيع الداخلي وهو يناشد أهالي الخريجين الهدوء، لأن عروض السلاح تحتاج إلي التركيز الكامل.. فكانت الزغاريد تنطلق من الأعماق، إعجابًا بالمهارات الفنية الرائعة.
6
عروض دراجات الشرطة العسكرية تشبه ألعاب الكمبيوتر، وانخلعت القلوب مرة ثانية والطلبة يقفزون فوق الموانع السريعة والسيارات الطائشة، بينما رجال المظلات يهبطون في أرض العرض في رشاقة بالغة.
قوات الصاعقة المصرية العظيمة التي قامت بخمسين مهمة قتالية ناجحة في حرب أكتوبر، تضيف لسجلها الرائع كوكبة جديدة من أبطال العسكرية المصرية، وقدموا بياناً عملياً لعمليات جريئة وباسلة.
«أموت أعيش ميهمنيش وكفاية أشوف علم العروبة باقي» هكذا شق صوت عبدالحليم حافظ الفضاء، ليلهب المشاعر الوطنية، بينما الأبطال الشباب يواصلون عروض التفوق والمهارة.
7
الرئيس وحوله المشير طنطاوي وبقية قادة القوات المسلحة وكبار رجال الدولة والضيوف.. هذه هي مصر وهذا هو زعيمها، وهذا هو جيشها.
يا أيها الذين تمسكون «فزاعة الخوف» علي البلد، اهدءوا.. الله هو الذي يحفظ مصر وشعبها وجيشها العظيم هو الذي يخلق الطمأنينة والثقة في القلوب وليس عبارات التشكيك وشعارات المزايدة.
هؤلاء الأبطال هم أبناء الوطن، أبناء العمال والفلاحين والدكاترة والمهندسين والمثقفين وغيرهم، ومن بينهم سيولد ألف بطل وبطل يرفعون علم الوطن خفاقاً في السماء.


E-Mail : [email protected]