الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
موقف محترم لمؤسسة الرئاسة
كتب

موقف محترم لمؤسسة الرئاسة




 


كرم جبر روزاليوسف اليومية : 23 - 07 - 2010


هل من الضروري الرد علي الأخبار الكاذبة؟


1


مخاطر الجري وراء الأخبار الكاذبة: أصاب السفير سليمان عواد المتحدث باسم الرئاسة حين قال: إن مؤسسة الرئاسة لا تعتزم ولا يجب أن تتصدي لهذا الخبر أو ذاك حول صحة الرئيس.


أولاً: لأن الكلام الذي نشر مؤخراً كان منسوبًا لمصادر مجهولة.. تارة ينسب إلي «مصادر مخابراتية» وأخري «مصادر قريبة» وثالثة «معلومات متداولة».
ثانياً: لأن المصادر المجهولة إما هي فبركة صحفية وإعلامية، أو أخبار مدسوسة الغرض منها الحصول علي إجابات معينة، أي أنها مثل «بالون اختبار» لا ينبغي التعامل معه.
2
ثالثاً: لأن النشر هذه المرة اعتمد علي صحيفة أمريكية وأخري إسرائيلية، وتعمدت الصحيفتان في الفترة الأخيرة نشر موضوعات مختلقة وكاذبة عن مصر، منسوبة لمصادرها المجهولة.
رابعاً: لأن الإسراف في الرد هو الذي يثير البلبلة، ومثل هذه الأخبار يجب أن يكون مصيرها سلة المهملات، فلا أساس لها ولا علاقة لها بما يحدث في الواقع.
خامساً: لأن النشاط المكثف للرئيس، والذي يحدث في هذا الوقت من كل عام بمناسبة حفلات التخرج، كان خير دليل علي الافتراء والكذب وعدم المصداقية.
3
سادساً: لأن مؤسسة الرئاسة تتعامل مع الموضوع بمنتهي الشفافية، سواء عندما أجري الرئيس جراحة العمود الفقري منذ عامين أو المرارة منذ عدة شهور.
سابعاً: لأن القلق علي الرئيس وعلي صحته هو شأن المصريين الذين يعرفون قدره ومكانته وأعماله الجليلة لهذا البلد، ولا يعتقد أحد أن صحفاً أمريكية - إسرائيلية سيكون قلبها علي مصر.
ثامناً: لأن ترويج مثل هذه الشائعات الإسرائيلية تستهدف التشويش علي القضية الرئيسية لصالح مسارات أخري، وتشييع قضية السلام المسجاة في ثلاجة التجميد، ولا أحد يحركها سوي مصر.
4
الصحيفة الإسرائيلية - مثلاً - ربطت حكاية صحة الرئيس بتأجيل زيارة نتانياهو لمصر، مع أن التأجيل يمكن أن يحدث لعشرات الأسباب الموضوعية المتعلقة بجوهر السلام:
1- وضع نتانياهو أمام التزاماته باستئناف المفاوضات بشكل صحيح، وتضييق الخناق حول مناوراته وألاعيبه وعدم التزامه بأي اتفاقات أو تعهدات.
2- عدم وجود جديد يمكن أن يدور حوله النقاش، فليس الهدف من هذه اللقاءات المصافحة وتبادل الصور التذكارية ولكن دفع عملية السلام قدماً إلي الأمام.
5
3 - يمكن أن يكون سبب تأجيل زيارة نتانياهو للقاهرة هو ما تردد حول نية إسرائيل ضرب سفينة الإغاثة الليبية، ليعيد إلي الأذهان مواجع التصرفات الإسرائيلية المشابهة.
سبق أن ضربت إسرائيل المفاعل النووي العراقي بعد لقاء السادات - بيجين، وقامت باجتياح غزة بعد زيارة ليفني للقاهرة وغيرها من المواقف الإسرائيلية غير المسئولة.
معروف - أيضاً - عن نتانياهو أنه يقول شيئاً في الغرف المغلقة ونقيضه تماماً أمام الكاميرات ووكالات الأنباء، فما الجديد الذي يجئ من أجله، غير التسويف والمماطلة؟
6
سؤال افتراضي: هل يمكن أن يؤجل نتانياهو زيارته بسبب «صحة الرئيس»، بينما يأتي الرئيس التركي إلي مصر .. وهل ستتأثر صحة الرئيس بزيارة نتانياهو ولا تتأثر بزيارة «جول»؟!
الأمر الغريب أن تلك الصحف تعمدت نشر شائعاتها، بينما فرضت الظروف العادية أن يكون جدول الرئيس مزدحمًا باللقاءات والمناسبات، مما يدحض الفبركة من أساسها.
ماذا هو الموقف، لو كان جدول الرئيس خالياً أو كان يتمتع بإجازة قصيرة، وهل من الضروري الجري وراء هذه الشائعات والتعامل معها بجدية؟
7
في مصر صحف خاصة تتلقف هذه الأخبار وتنشرها وتضيف إليها من عندياتها، وتحملها بالغمز واللمز وسوء القصد المغلف بعبارات الخوف والقلق.
الأيام القادمة تحتاج إلي اليقظة والانتباه، لأنها موسم انتخابات برلمانية ورئاسية، وسوف تستخدم فنون مختلفة من الشائعات، لبلبلة الرأي العام وتشتيت انتباهه.
إنه دور الإعلام المصري أن يترفع عن التورط في مثل هذه الأخبار الكاذبة، فلا الصحف الأمريكية ولا الإسرائيلية يهمها شأن مصر ولا مستقبل الحكم فيها.. إنه الصيد في ماء عكر.


E-Mail : [email protected]