السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الوفد والإخوان!
كتب

الوفد والإخوان!




 


كرم جبر روزاليوسف اليومية : 01 - 08 - 2010



«سراج الدين» تحالف مع الإخوان علي مبادئ الوفد
(1)
- عندما دخل الإخوان حزب الوفد في انتخابات سنة 1984 لم يعترض أحد، لأنهم دخلوا كأفراد وعلي مبادئ حزب الوفد، وحقق الائتلاف في ذلك الوقت 34 نائبا.
- عندما رفع الإخوان شعار «الإسلام هو الحل» وغيره داخل الوفد، تصدي لهم فؤاد سراج الدين وتغدي بهم قبل أن يتعشوا به، كان قوياً ومحنكا ولا يستطيع أحد أن يلعب به.
- هجر الإخوان الوفد إلي حزب العمل، فتحول من «الاشتراكي» حسب برنامجه إلي «إسلامي» وبدأ الصدام الرهيب الذي انتهي بحل حزب العمل منذ ذلك الوقت حتي الآن.
(2)
- أعتقد أن السيد البدوي رئيس حزب الوفد مدرك لخطورة اللعب مع الإخوان ليس كراهية فيهم أو رغبة في اقصائهم من الحياة السياسية ولكن لأنهم لا يعترفون بقواعد اللعبة السياسية حتي الآن.
- هناك أكثر من دليل علي ذلك أهمها أنه عندما طرح الإخوان برنامجهم منذ عامين، وضعوا نصاً بأن تدير البلاد في حالة وصولهم للحكم هيئة من كبار الفقهاء، تكون لها المرجعية في كل ما يتعلق بأمور الدولة.
- هذه الهيئة مأخوذة من نظام آيات الله في إيران، وعندما تعرضوا لانتقادات شديدة حتي من أقرب حلفائهم تخلوا عن هذا الاقتراح مؤقتاً ولكن النوايا والتصرفات لا تدعو للطمأنينة.
(3)
- المفترض أن النظام السياسي المصري يتقدم للأمام في اتجاه ترسيخ معالم الدولة المدنية، ثم يفاجئنا الإخوان بهذا الاقتراح الشاذ الذي يثبت أنهم لم يستوعبوا أبداً أي دروس سياسية. - الإخوان - أيضا - وضعوا في برنامجهم نصوصا تنتقص من حقوق المرأة والأقباط ورغم الاستنكار الشديد لهذا التمييز إلا أنهم لم يتراجعوا عنه ومازالوا مصرين عليه.
- المفترض أن جميع المصريين متساوون في الحقوق والواجبات بمقتضي الدستور وليس بمنحه من برامج وسياسات الأحزاب والقوي السياسية، ومن يقترب من هذه المساواة يكون قد اعتدي بشكل صارخ علي السلام الاجتماعي.
(4)
- احتد النقاش بين مجموعة وفدية رفيعة المستوي وبين قيادات الإخوان حول حق الأقباط في الترشح لمنصب الرئيس، وعندها اقترح الإخوان أن تنتخب كل فئة مرشحها.
- بالطبع اعترض علي ذلك بعض المستنيرين الوفديين باعتبار هذا الاقتراح يشق مصر نصفين لأنه يعني أن المسلمين يختارون مرشحهم والأقباط يختارون مرشحهم تبعا لديانته.
- يمثل هذا الاقتراح الغريب اعتداء سافراً علي ثوابت الوفد التي أتخذت رمز الهلال والصليب، وكان شعارهم السائد قبل الثورة «لو اختار الوفد حجرا سوف ننتخبه».
(5)
- الإخوان حتي الآن لايريدون الافصاح عن هويتهم المدنية، أو الإعلان بصراحة أنهم يعملون علي تأسيس حزب مدني علي قدم المساواة مع الأحزاب المصرية الأخري.
- هم يقولون «نريد حزبا مدنيا علي خلفية إسلامية» وهو تلاعب بالألفاظ والتفاف حول الدستور والقانون ويعيد إحياء فكرة الأحزاب الدينية التي تهدد أي مجتمع بالفناء.
- تعبير «علي خلفية دينية» ليس مفهوماً، وقد يغري - أيضا - الإخوة الأقباط للمطالبة بحزب مدني «علي خلفية مسيحية»، اشمعني المسلمين.
(6)
- أعتقد أن السيد البدوي يدرك كل هذه المحظورات وهو يقوم بزيارته للإخوان وأنها مجرد «رد الزيارة بمثلها أو بأحسن منها» ولا يتعدي الأمر ذلك إلي التنسيق وعقد الصفقات.
- الإخوان مواطنون مصريون لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات ومن حقهم الترشح للانتخابات كأفراد وليس كجماعة دينية أو ترفع شعارات دينية، وهذا ما فعله سراج الدين سنة 84 .
- الإخوان يغازلون هذا وذاك يؤيدون البرادعي ويلاعبون الوفد ويتصالحون مع الناصريين ويعانقون الجبهة.. وأخشي أن يكونوا يخترقون الجميع لصالحهم وليس لصالح الآخرين.
(7)
- الوفد حزب ليبرالي عريق وقديم وله مع الإخوان صراعات وثأر تاريخي، وليس مطلوباً منه إلا أن يحافظ علي ثوابته وكذلك نصوص الدستور المصري المتعلقة بفصل الدين عن الدولة.
- هذا النص لايختلف عليه أحد من أقصي اليمين إلي أقصي اليسار، لأنهم يعلمون جميعا أن مخاطر الأحزاب الدينية في أبسط صورها هي الفناء الدموي لكل الأحزاب السياسية.
- اذكروا لي دولة واحدة سيطرت فيها الجماعات الدينية علي الحكم بالديمقراطية ثم تركته بالديمقراطية دون أن نخدع الناس بالتجربة التركية، لأن لها ظروفاً معقدة وجيشاً قوياً سوف يبطش بمن يقترب من هوية الدولة.
(8)
- مخطئ من يتصور أن الدولة المصرية تعادي الإخوان خوفا منهم أو نفوذهم أو شعبيتهم ولكنهم إذا انصاعوا للنظام القائم فسوف يكونون كغيرهم من سائر المصريين.
- الإخوان - بالفعل - هم الهاجس الذي يعرقل التطور السياسي والإصلاحات الديمقراطية الكثيرة التي يستحقها هذا الوطن لأنهم يتربصون بمصيره ومستقبله.
- ليس تجنياً عليهم إذا قلنا إنهم يسعون إلي الوصول إلي الحكم بالديمقراطية، ثم سيحرقون الديمقراطية ومن يعتنقها هكذا تقول تجارب الدول التي وقعت في هذا المأزق.
(9)
- نعم لحزب الوفد كشريك مع بقية الأحزاب السياسية الأخري في الإصلاح والتقدم وترسيخ الحرية والديمقراطية ولا أحد يغضب ابداً بمطالبه الشرعية لضمان نزاهة الانتخابات وحيدتها.
- نعم للوفد حارساً أميناً علي الدستور والقانون ولاعباً قوياً في الانتخابات البرلمانية والرئاسية فبدون متنافسين أقوياء تكون الحياة السياسية مثل الدوري الذي يفوز به الأهلي قبل أن يبدأ.
- في كل بلاد الدنيا تسعي الأحزاب للعمل من خلال النظام القائم، إلا الإخوان يريدون نظاماً علي مقاسهم وقانوناً من أجلهم ودستوراً لايعترف إلا بهم.. إنها مشكلتهم وليست مشكلة الآخرين.


E-Mail : [email protected]