السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فى ذكرى وفاته 18 عاشق الشيخ إمام «سيد عنبه»: الشيخ إمام ظلم حيا وميتا وأعتبره رمزا لكل الثورات




«متى يفرج عن الشيخ إمام؟!» هكذا يتساءل شاعر العامية سيد مهدى عنبه أحد أصدقاء وعشاق الشيخ إمام ، والذى يكرس ما تبقى من عمره حاليا فى جمع أعماله الكاملة والحفاظ عليها من الضياع والتلف، لكن عنبه بدا من حديثه معنا أنه يشعر بحالة من الحزن والأسى للإهمال الذى يتعرض له تراث الشيخ إمام من قبل الدولة وقال :
 
منذ عام 1997 وكنت أطرح نفس السؤال «متى يفرج عن الشيخ إمام ؟» هذا الرجل ظلم حيا وميتا وإن كنت أرى أنه عندما كانت تمنع الدولة أعماله وهوعلى قيد الحياة كان هذا الموقف له ما يبرره وقتها لكن حاليا وبعد هذه السنوات الطويلة لماذا لم يوضع إمام على خريطة الغناء فى أجهزة الإعلام الرسمية، لماذا يتم تجاهل تراثه الفنى العظيم ؟!، فهذا الرجل يمتلك 300 لحن ما بين أغان سياسية ووصفية وعاطفية، أين هذه الأعمال ولماذا لم تعرض على الجمهور؟!
 
ويقول: بالطبع قمت بتجميع أعماله كاملة وتنقية النسخ من التلف حتى أننى عالجت نسخًا عديدة كانت ستتعرض للتلف وتنهار تماما، فهذا الرجل قدم 150 عملا من تأليف أحمد فؤاد نجم و80 لشعراء آخرين إلى جانب أنه لحن 3 موشحات ولا يقدم على تلحين الموشحات إلا الفنان الأكاديمى المتمكن من أدواته، لذلك أعتبر إمام وأحمد فؤاد نجم ليسوا أشخاصًا عاديين بل هم رموز وطنية يجب الإهتمام بهما والحفاظ عليهما والحمد لله تمكنت من تجميع 95% من الأغانى والتواشيح.
 
ويضيف عنبه: يجب عندما أتحدث عن إمام أن أذكر «منهو الشيخ إمام؟ ، الذى لم يعرفه عنه الكثيرون هو قارئ للقرآن الكريم بقراءاته السبع ومنشد دينى رفيع المستوى جلس وتعلم على أيدى فطاحل الانشاد الدينى أمثال الشيخ على محمود والشيخ محمود صبحى وغيرهم ، وهو موسيقى تعلم أصول النغم على يد أستاذه الشيخ درويش الحريرى ، ثم تعلم وأجاد عزف العود وأبدع من الألحان عدداً وقيمةً ما يضعه فى مصاف كبار الملحنين ، بالإضافة إلى أنه يتميز بقدرة هائلة على مسرحة الكلمات وأدائها بشكل يجعلها مجسدة المعنى تماما أثناء غنائه لها ، كما أنه أحد مكونىّ «الكيان الفنى «إمام ونجم»، هذا الكيان الذى ساهم بقدر كبير فى إنقـاذ الوجـدان المصـرى والعربى من هزيمة تفـوق الهزيمة العسكرية عام 67 عندما أحيوا الوجدان المصرى والعربى بأعمالهم الفنية الخالدة، حيث بدأ الاثنان مشوارهما الفنى فى صيف عام 1962 وقدما معا أغانى مثل «أنا أتوب عن حبك» ، «أنا وعشق الصبايا»و«ساعة العصارى» وفى إطار هذا المشوار الفنى أضيف لهذه النوعية من الأغانى نوعًا آخر له بعد اجتماعى مثل على «حسب وداد قلبى»، و«شعبان البقال» و«أبوك السقا مات» وغيره .
 

 
وعن الاحتفال بذكراه هذا العام يقول عاشق إمام :
 
نحن نحتفل بالشيخ إمام بمجهوداتنا الشخصية وبشكل فردى بينما تتجاهل الدولة الاحتفال بذكراه رغم أنه رمز كبير وإذا كان لكل ثورة رمز فالشيخ إمام رمز لكل الثورات ويكفى أن نذكر أنه فى ميدان التحرير يوم 25 يناير علت الأصوات بأغانى إمام وسيد درويش لذلك نحن نفكر حاليا فى عمل محاولة لاسترداد منزله بحوش آدم حتى نحوله إلى جمعية محبى الشيخ إمام تضم مكتبة تحوى أعماله الكاملة وعوده ونظارته وقبعته والبالطو الخاص به، لكن بالطبع تحويل هذا المكان يحتاج لمبلغ كبير لكننا سنحاول تدبيره حاليا، إلى جانب أننى بصدد إصدار كتابين عن إمام الأول بعنوان «الشيخ إمام ونجم عشاق بهية» والكتاب الثانى عن قصة كفاح إمام الذى أراه يمثل بقصة كفاحه صلابة وعناد الشعب المصرى لأن هذا الرجل نموذج ثرى للرجل المكافح والمقاوم.
 
لم يكن الشيخ إمام أحد رموز ثورة يناير فقط بل خرجت بعد الثورة فرق موسيقية عديدة لتقدم أعماله التراثية وعلى رأس هذه الفرق فرقة «الأولة بلدى» التى تخصصت فقط فى تقديم أعمال إمام وحده بينما تقدم فرق أخرى أعماله مثل «إسكندريللا»، «بهية»، «حبايبنا» أما من المطربين الذين يحرصون على غناء أعماله دائما عزة بلبع، أحمد اسماعيل، سامح بدوى، وشعبان عيسى ابن شقيقه.
 

 
كما امتد عشق الشيخ إمام إلى خارج حدود الوطن العربى، وبدافع هذا الحب والعشق تغاضى الباحث الأمريكى كريستوفر ستون عن الظروف السياسية القاسية التى تمر بها مصر حاليا وانعدام الأمن بشوارعها، وقرر أن يأتى إلى مصر ليعيش بها ستة أشهر كاملة يزور فيها الشاعر أحمد فؤاد نجم ومنزل الشيخ إمام ويتجولمع الشاعر سيد مهدى عنبه ليحدثه عن إمام وذكرياته معه حتى يبلور ستون موضوع بحثه الذى شغله منذ إندلاع ثورة 25 يناير بعد أن رأى شعبى مصر وتونس يرددان أغانى إمام الثورية فى الميادين والشوارع، ويؤكد ستون دائما أنه شعر بحالة من الحنين إلى الماضى مع إمام أثناء ترديد أعماله بميدان التحرير وأن هذا الرجل له تأثير ساحر، فرغم وفاته إلا أن أعماله الثورية ما زالت خالدة وحاضرة بأى ثورة عربية.