الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا
رمضان والانتخابات (1)
كتب

رمضان والانتخابات (1)




 


كرم جبر روزاليوسف اليومية : 04 - 08 - 2010



الشهر الكريم هذا العام غير الأعوام السابقة
(1)
- كل عام وأنتم بخير، رمضان علي الأبواب، لكنه هذا العام يختلف عن كل السنوات السابقة، نظراً لحلول انتخابات مجلس الشعب بعده بأسابيع.. وماعلاقة رمضان بالانتخابات؟
- أولاً: أتوقع أن يحدث تزاوج بين مظاهر الاحتفال برمضان وبين الدعاية الانتخابية، ابتداءً من الفانوس حتي موائد الرحمن والشنطة الرمضانية والإمساكية والمسحراتي.
- موائد الرحمن ستكون هذا العام الأضخم والأكبر والأكثر تنوعاً في تاريخها، وسيتباري المرشحون لمد الموائد في كل شارع وحارة وقرية ومدينة، وعلي رأس كل مائدة سيجلس المرشح.
(2)
- موائد الرحمن ستكون هذا العام زاخرة باللحوم والدواجن والحلويات والفواكه، وستكون المنافسة شديدة بين موائد المرشحين، لكسب ثقة الناخبين، والطريق إلي صوت الناخب يمر عبر معدته.
- موائد الرحمن سوف تنزل إلي الأحياء الشعبية والمناطق العشوائية والتكتلات التي فيها أصوات انتخابية، وستشهد ألواناً وأشكالاً من التبذير غير المسبوق في الشهر الكريم.
- ما العيب في ذلك، وما الضرر في أن يأكل الفقراء اللحوم والخضروات والفواكه؟ ولماذا نعكنن عليهم ونزعم أنها رشاوي انتخابية؟.. وغير ذلك من الأسئلة الوجيهة التي تحتاج لإجابات منطقية.
(3)
- ثانياً: وجبات جاهزة في إشارات المرور بدلا من البلح.. وعلي كل وجبة آية قرآنية وحديث شريف ودعاء مأثور، واسم السيد المرشح، ودعوة لأن تختار الأصلح.
- شيء جميل، ولكن هذا السلوك لا ينم عن التدين أو الرغبة في زيادة حصيلة ميزان الحسنات، ولكنه يستهدف «صوت الناخب» وبعدها لن يجد الوجبات ولا حتي التمر.
- أما «الشنطة الرمضانية» فتعيش عصرها الذهبي وستخلق رواجاً هائلاً لمحلات الجملة والتجزئة، وسوف تغرق الأحياء الشعبية والفقيرة، وسيحصل كل مواطن علي أكثر من شنطة.
(4)
- ثالثاً: المساجد سيتم فرشها بالسجاد والأنوار.. كل مرشح سينزل علي قلبه فيض من الإيمان، فيحاول أن يعمر بيوت الله بما وهبه الله من رزق حلال طيب.
- وماله.. كله في سبيل الله، والحسنة بعشرة أمثالها، ولكن السؤال: هل كان الإيمان سينزل في قلوبهم إذا لم يكن رمضان هذا العام هو شهر الانتخابات؟
- المدارس.. لها من الحظ جانب.. تجديد التُخت والكراسي وزجاج الشبابيك المكسور، ودفع المصاريف للتلاميذ الغلابة، وتوزيع أحذية و«تي شيرتات».
(5)
- أصحاب المقاهي في الأحياء الشعبية لهم من الحب جانب، لكل صاحب مقهي 2جهاز تليفزيون أو ثلاثة أو خمسة هدية، بشرط أن يضع عليه اسم وصورة المرشح.
- إنه أيضاً موسم ذبح العجول وتوزيع لحومها علي الفقراء وغيرها، وربما يتم استهلاكها قبل قدوم عيد الأضحي، فترتفع الأسعار أضعافاً مضاعفة.
- البلح و السبح و المصاحف والإمساكيات و الياميش و الزينات والأنوار، بالفعل سوف يكون رمضان مختلفاً في كل شيء لأنه شهر الانتخابات.
(6)
- لن يستطيع أحد أن يمنع المرشحين من أن ينفقوا أموالهم في عمل الخير، ولن يستطيع أحد أن يثبت أن موائد الرحمن وغيرها هي نوع من الدعاية الانتخابية، لأن القانون لا يحظر ذلك.
- السؤال: أيهما أفضل، تبذير هذه الأموال بهذا الشكل، أم عمل مشروعات حقيقية لخدمة أهل المنطقة، مثل المستشفيات، والمدارس وأكشاك بيع الخبز، والمشروعات الصغيرة ومساعدة المرأة المُعيلة؟
- هل هذا السباق المحموم لزيادة الاستهلاك يقدم حلولاً حقيقية للمشاكل، هل يوفر للعاطلين فرص عمل في كشك سجائر وحلويات، أو بشراء ماكينة خياطة للأرملة التي تربي أولادها؟
(7)
- نعم.. الخير كثير في رمضان، ولكن يجب استثماره بالشكل الذي يفيد الناس، وألا يكون سباقاً علي بطونهم، ولكن لتقديم أشياء تنفعهم وتعينهم علي الحياة.
- الحكمة الصينية تقول: «علمني الصيد أفضل من أن تعطيني سمكة»، ولكن المسألة عندنا مقلوبة، ومهما بلغ الكرم الرمضاني ذروته فسوف ينتهي بنهاية الشهر الكريم.
- إنها دعوه لنقدم للناس ما ينفعهم، وأن تكون المنافسة بين السادة المرشحين لتقديم خدمات ومشروعات يحتاجها الناس في دوائرهم.. ورمضان كريم.


غداً: نكمل المناقشة


E-Mail : [email protected]