الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
ديمقراطية الذئاب!
كتب

ديمقراطية الذئاب!




 


كرم جبر روزاليوسف اليومية : 08 - 08 - 2010



ما أحلي البكاء علي مالطة بعد خرابها
(1)
- ما أتعس أن «يخربوها ويجلسوا علي تلها» مثلما يفعل طارق عزيز نائب صدام حسين الآن، عندما يتهم أمريكا بأنها تترك العراق الآن للذئاب إذا انسحبت في الوقت الراهن.
- بعد خراب مالطة يقول طارق عزيز إنه طلب من صدام عدم غزو الكويت، لكنه دعمه بعد أن اتخذ القرار.. وهل ينفع الندم بعد تدمير البلد وقتل الشعب؟!
- صدام وبوش، كلاهما مجرم حرب وقاتل محترف، وما الفرق بين أن يكون الدمار علي يد رئيس العراق أو الرئيس الأمريكي؟ فالنتيجة واحدة.
(2)
- من هم الذئاب الذين يقصدهم طارق عزيز؟.. أولهم جيوش التحالف خصوصا أمريكا وبريطانيا أصحاب أكبر جريمة في العصر الحديث، لكنهم الذئاب الذين يرتدون ثياب ملائكة الديمقراطية.
- كل دروس التاريخ منذ بدء الخليقة تقول إن الغزو لا يبني دولا ولا يمنح الحرية للشعوب، مهما كانت الشعارات التي يرفعها والأكاذيب التي يأتي بها.
- هل تذكرون كلمات بوش عن أن العراق سيصبح جنة الديمقراطية التي تهب رياحها علي دول وشعوب المنطقة.. أين هي الجنة، وأين هي الديمقراطية؟ نحن لا نري إلا جهنم.
(3)
- الديمقراطية لا تأتي أبداً بالطائرات والدبابات، فهذه أدوات لصناعة الموت والدمار والدماء، وعلي كل شبر من أرض العراق تلعن شواهد القبور هذه الديمقراطية القاتلة.
- لا فرق بين بوش وصدام، لأن كليهما حوَّل العراق إلي سجن كبير وثكنة عسكرية، وإذا ظهر العسكر اختفت الحرية وظهر الرعب والهلع.
- صدام ترك العراق بالحرب، وبوش يترك العراق في حالة حرب، حرب بين شعبها وطوائفها وصراعاتها القديمة التي تهدد الحاضر وتغتال المستقبل.
(4)
- الذئاب الذين يقصدهم طارق عزيز هم الغزو الشيعي الإيراني، الذي تسلل من تحت عباءة الحرب ليحتل العراق ويتحكم في مصير شعبها، والغزو الديني يصبغ بشعائره الأرض والسماء.
- إذا كانت الجيوش الأمريكية سوف ترحل يوما ما، فإن الغزو الشيعي لن يرحل إلي الأبد، بعد أن أطبق مخالبه علي رقبة العراق وشعبها.
- أمريكا جاءت لتحرير العراق من صدام، فأوقعته في أنياب من هو أشد خطرا وشراسة من صدام، صدام جاءه يوم ليرحل، ولكن هؤلاء لن يرحلوا.
(5)
- العراق.. فارس العروبة الذي كان يحرس بوابتها الشرقية لم يعد قادرا علي حماية أرضه وشعبه وثرواته التي يتم نهبها، فهل يعقل أن تكون أغني دولة في العالم هي الأفقر؟!
- العراق هو الدولة الوحيدة التي منحها الله البترول والأنهار.. ثروة تتدفق بطول أرضها وعرضها، ولكن أين ذهبت تلك الكنوز، ومن الذي بددها؟
- العراق الذي تتعدد فيه الثروات الطبيعية، ويتنوع فيه الخير بين حاصلات المناطق الثلجية، ومزروعات المناطق الحارة.. هذا البلد العظيم ينزف في صمت وكبرياء.
(6)
- أبشروا، أمريكا سوف تترك العراق ولكن بعد أن خربته ودمرته وتركت شعبه يتقاتل حول ديمقراطية زائفة لا تصلح لدول المنطقة ولا لشعوبها.
- ديمقراطية مثل وجبات «التيك أواي» التي تصيب الجسد بالسمنة، وتسد الشرايين وتسبب كل أمراض القلب، لأنها ديمقراطية مجمدة لاتصلح إلا لشعوبها.
- أين كولن باول وكونداليزا والصحاف وغيرهم من القتلة الكذابين الذين دخلوا مزبلة التاريخ من أوسع أبوابها؟ أسماء كثيرة جداً، تمضي كالشريط الأسود في الذاكرة.
(7)
- العراق بين أنياب الذئاب، وللأسف الشديد هناك من يعيش بيننا ويحلم بديمقراطية الذئاب، ويردد نفس الشعارات الزائفة التي حرقت العراق واغتالت شعبه.
- يعيش بيننا أشخاص هم صورة طبق الأصل من طارق عزيز الذي عاد من القبر يعوي مثل الذئاب ليس وقوفا في وجههم ولكن خوفا ورعبا منهم.
- أخطر من الذئاب.. الرقص مع الذئاب، فالذئب لا يرتدي ثياب الملائكة، ولكن الراقصين يرتدون ثياب الرحمة ويظهرون بألف وجه.. ألا لعنة الله عليهم وعلي طارق عزيز.


E-Mail : [email protected]