الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

المثقفون لا يقبلون الوقوف فى المنطقة الرمادية




ردا على عدد من الأصوات التى تطالب بوقف اعتصام الرموز الثقافية بمكتب وزير الثقافة، ووصفهم لما يحدث بأنه نوع من البلطجة الثقافية، بالإضافة إلى الموقف الرمادى من عدد من المثقفين الذين لهم مواقف ثورية واضحة وسابقة فإنهم اختاروا الظل ليقفوا فيه دون تحديد اتجاه لهم، يطالب المثقفون المعتصمون بالتوقف عن مثل هذه الاتهامات وأخذ خطوة نحو الاعتصام لأنه موقف مصيرى للثقافة ولابد من مواجهة حاسمة.
 
يقول الشاعر والناقد شعبان يوسف أحد المعتصمين بالوزارة: أقول لكل مثقفى مصر قفوا فنحن فى منعطف خطير، أيها المتعالمون والمتثاقفون والمتعاقلون والمتفلسفون الذين يلمحون بأطراف صريحة وأخرى خفية عن عدم شرعية اعتصام المثقفين السلمى أمام وبداخل مقر وزارة الثقافة، لا بد أن يعلموا أن وزيرهم «علاء عبد العزيز» كان معتصما من قبل هناك، ولكنه كان معتصما لحساب صديقنا الدكتور شاكر عبد الحميد «الوزير آنذاك» فى مواجهة الدكتور سامح مهران «خصمه اللدود» الفارق بين اعتصام المثقفين الحالى، واعتصام الأخ علاء أن الاعتصام الحالى هو ضد السلطة، واعتصام علاء كان مع السلطة من أجل مكاسب ما، يعنى اعتصامه كان انتهازيا وينتظر المكافأة التى حصل عليها فعلا مع مقاله الوحيد بجريدة الحرية والعدالة، الذى يهاجم فيه الثوار لحساب «الرئيس المنتخب» الذين ذهبوا لقصر الاتحادية متظاهرون ضد سياسة محمد مرسى ومكتب الإرشاد، ثم إن الذين يدينون اعتصامنا بأشكال خفية وعلنية ورمادية، يعملون على تصوير هذا الاعتصام بأنه اقتحام ودياولو، وهذا غير حقيقى، وهل الأستاذ بهاء طاهر وهو على وشك إكمال الثمانين من عمره سيقتحم مقراً حكومياً بالعافية ؟ وهل صنع الله ومحمد العدل ومنال محيى الدين وغيرهم كانوا يحملون قنابل مولوتوف وخرطوش وسيوفا مثل التى كانت فى حوزة فرقة «حازمون» أمام المحكمة الدستورية أو مدينة الانتاج الإعلامى؟، فالعقلية التى تريد أن تصور للناس الأمر بهذا الشكل، عقلية المبرراتية والمؤيدة لسياسات هذا الوزير، ولسياسة من أتوا به، لكن بشكل أنيق، عقلية فاقدة للضمير بشكل لولبى وحربائى، يترفع عن الخوض فى ماء الاعتصامات والاضرابات العكر وغير النظيف وربما يكون ضارا بالمصالح، الثورة وتجلياتها ومفرداتها ياسادة لا تعرف هذا الانضباط الحكومى والرسمى، ولا بد أن يعلن المثقفون موقفهم مما يحدث بعيدا عن اعتصام قطاع من الجماعة الثقافية.
 
كما أكد يوسف أن الاعتصام لا يتمحك فى الأسماء الكبيرة مثل صنع الله ابراهيم وبهاء طاهر، مشيرا إلى أن غالبية من شاركوا فى الاعتصام شرفاء ووطنيون، وأردف يوسف: هناك نغمة حقيرة تتردد وتقول بأن كل هؤلاء كانوا منتفعين من القيادات التى أقيلت، أولا فكرة الانتفاع من وزارة الثقافة فكرة قائمة وشرعية وإيجابية، ولكن دون مبالغات وسرقات، وهكذا، ثانيا ما الانتفاعات التى حصل عليها هؤلاء؟، ثالثا: ليس كل هؤلاء خرجوا من أجل الدفاع عن هذه القيادات التى أقيلت، فالاعتصام تجاوز ذلك بكثير، واتسع للدرجة التى أصبح الاعتصام ضد السلطة كلها، وحتى هذه القيادات المقالة ذابت وسط هذا الاعتصام وأصبحوا أفرادا مثلهم مثل أى فرد فى الاعتصام.
اختتم يوسف تعليقه على الهجوم قائلا: طبعا أناشد الأصدقاء الذين مازالوا يقفون فى الطرف الآخر دون أن يدروا، عليهم أن يدركوا جسامة ما يراد بنا وبثقافتنا وبمستقبلنا، وما علاء عبد العزيز، سوى جرافة صغيرة يريدون بها كنس الإرث الثقافى المصرى الأصيل، لإحلال وتكريس مضمون آخر رجعى سلفى وهابى استعمارى، سوف تشارك كل الشياطين الحمر والسود والزرق فى صناعته، وبعيدا سنندب حظنا لو مر هذا المخطط، ونقول ليتنا كنا قاومنا ودافعنا عن ثقافتنا وهويتنا وتاريخنا، ياسادة نحن فى منعطف فعلا « رغم أن مفردة منعطف فقدت معناها وأصبحت سيئة السمعة لكثرة استخدامها»، ولا بد أن نشارك ونبدع تحت كل أقواس الوطن المشرعة والمفتوحة فوق رءوسنا وهاماتنا الشامخة.
 
أما الروائى صبحى موسى فيعلق على المواقف الصامتة قائلا: أصدقائى من الكتاب والمبدعين الذين يسعون لتبرير موقفهم الرمادى فى ظل لحظة فارقة فى تاريخنا، أرجو أن تتذكروا أن الاعتصام بمقر وزارة الثقافة استطاع لأول مرة أن يمنح المثقفين المصريين موقفاً مشرفاً، فقد قامت الموجة الأولى من الثورة المصرية وهم فى غياب عنها، وكان نزولهم كنزول غيرهم، وما أكثرهم، أما هذه المرة، فى هذه الموجة، فإن هذا الاعتصام يعيد للمثقفين مكانتهم ودورهم كنخبة تقود الجميع نحو الحق والجمال والفضيلة حتى لو جلب ذلك ضرائب جديدة على أهله، ولو أن هذا الاعتصام نجح، وفى ظنى أنه حقق أغلب ما هو منتظر منه، فإن المثقف المصرى سيكون فى طليعة مثقفى العالم الذين قادوا شعوبهم نحو التغيير، سيكون المثقف المصرى مثالاً يحتذى فى رفض سلطة الجهل والرجعية وهدم المؤسسات والعمالة لمشروع أممى لا علاقة له بالوطن ولا الجماعة المصرية، فرجاءً تخلوا عن مواقفكم الرمادية وانزلوا كى تغييروا بأيديكم وزيراً لم تختاروه ولم ترضوا عنه ولا تعتبروه ابناً لفكرتكم، رجاءً سنوا سنة حسنة بدلاً من أن تحنوا رقابكم من تحت السيف قائلين «أما أنا فمخلوق».
 
واختتم حديثه بالمطالبة بالتضامن مع الموظفين العاملين بمكتب الوزير قائلا: وزير الثقافة الإخوانى مطرود هو ورئيس قطاع شئون مكتب الوزير، الإخوانى أيضاً، من قبل الموظفين العاملين بمقر مكتبه، وهم الآن معتصمون فى مقر مكتبه مع المثقفين بشارع شجرة الدر، وذلك لأنه مارس الكذب عليهم، فقد وعدهم بالعدالة وزيادة المكافآت، ثم فاجأهم بأنه ألغى مكافآتهم التى تمثل ثلثى دخلهم الشهري.