السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

انقطاع الكهرباء وتلف قاعات السينما




واجهت الدورة الـ16 لمهرجان الإسماعيلية للسينما التسجيلية مشاكل عديدة خارجة عن إرادة إدارتها ولكن بالرغم من كل المعوقات التى أحاطت بها إلا أن إدارة المهرجان استطاعت إنجاح هذه الدورة التى بدأت فعالياتها فى الفترة من 4 يونيو وحتى 9 من نفس الشهر، حيث أقيم مساء أمس الأحد بقصر ثقافة الإسماعيلية حفل ختام المهرجان.
 
واجه المهرجان تحديات عديدة بسبب انقطاع التيار الكهربائى الذى أثار استياء الضيوف الأجانب فعلى الرغم من تمكن الفندق من توفير مولد كهربائى خاص به لحالات الطوارئ إلا أن انقطاع الكهرباء عن السينمات وقصر ثقافة الإسماعيلية أثار غضب صناع الأفلام.. من بين العروض التى اعترض أصحابها بشدة بعد انقطاع الكهرباء عن سينما رينسانس الفيلم الإيطالى «مدينة الفضاء» وهو ما تسبب فى تأخير عرضه لمدة تزيد على ساعة ونصفالساعة. وفى نفس اليوم تم قطع التيار عن قصر الثقافة قبل بدء عرض فيلم «18 يوم» مباشرة وأثناء تقديم المخرج شريف البندارى له وتسببت العطلة فى تأجيل عرض الفيلم لـ45 دقيقة مما تسبب فى إلغاء الندوة التى كان من المقرر إقامتها بعد عرضه مباشرة رغم حضور أغلب المخرجين المشاركين بهذا العمل. كما انقطعت الكهرباء مرتين أثناء عروض أخرى ولكن كانت لمدة قصيرة.
 
لم تقتصر أزمة الأفلام المشاركة على كارثة انقطاع الكهرباء فقط فقد واجهت هذه الأفلام أزمة كبيرة مع إمكانيات السينمات المعروضة بها فلم تكن قاعات السينما على أكمل وجه، وكان هناك بعض الأفلام التى لم يتم اختبار شرائطها أو لم تكن ملائمة لتتناسب مع الماكينات الخاصة بالعرض بالسينمات وتسبب ذلك فى غضب صناع بعض الأعمال مثلما حدث مع فيلم «ماتيلدا» الإيطالى والذى تم عرض نصفه للجمهور بدون صوت.. وكذلك فيلم «فلسطين 36 مللى» الذى تلف نصفهالأخير وأصبح يعيد نفسه ويقف عند نقطة محددة قبل التيتر بدقيقة وأعيد لمدة 3 مرات متتالية حتى أدرك العامل وجود عطل واستدرك الأمر.. وفيلم «الحارة» اللبنانى كانت شاشة عرضه غير مناسبة فى الألوان وكذلك تم عرض جزء كبير منه بدون صوت حتى تم إصلاح العطل مرة أخرى، إلى جانب ذلك، لم يكن هناك أماكن مخصصة لإقامة الندوات الصغيرة التى تلت هذه العروض حتى أن المخرجين كانوا يجلسون على السلم أسفل شاشة العرض أثناء الندوة أو يختارون الوقوف أثناء تلقى أسئلة الندوة.
 

 
شهدت دورة المهرجان هذا العام أيضًا اعتذارات عن المشاركة والحضور حيث لم يتمكن بعض الضيوف المشاركين بأعمالهم من الحضور لمصر لمشاهدة أفلامهم مع الجمهور واستلام الجوائز، وعلى رأسهم الوفد الإيرانى الذى تعذر عليه الحصول على التأشيرة المصرية لذلك تم إرسال الأفلام المشاركة وانتظار النتيجة هناك، وقد شاركت إيران بثلاثة أعمال هى «وميض» و«ماشتى إسماعيل» و«لماذا لا تقتل الذبابة». كما اعتذر ضيوف الندوة الأولى التى كانت من المقرر إقامتها يوم الخميس الماضى حول تأثير الجهات غير التجارية على إنتاج وتوزيع الفيلم التسجيلى والتى كان من المفترض أن يحضرها نادين صليب ومحمد رشاد ومى شهاب ولم يتمكن أحدهم من المجىء بسبب تضارب المواعيد.
 
غلب على عروض الأفلام العربية بالمهرجان هذه الدورة الأعمال التى تناولت موضوعات التميز الدينى والتفرقة العنصرية والتى من دوافعها مزج السياسة بالدين فى الحكومات الإسلامية التى تدعو لهذه الفتنة.. وكان من أبرزها الفيلم الفلسطينى «فلسطين 36 ميللى» والذى فاجأ جمهور العرض بابتعاده عن القضية الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلى ليذهب بنا لما فعله الإسلاميون بقطاع غزة من اعدام لثقافتهم.. وتدور فكرة الفيلم الأساسية حول اضطهاد الحكم الإسلامى الذى جاء لغزة منذ منتصف الخمسينيات وحتى الوقت الحالى، وقد حاول مثقفو البلدة مواجهة هذا الاتجاه الذى يحرم المسارح والسينما بشتى الطرق ولكنهم لم يستطيعوا النجاة منه حيث قام عدد من الجماعات التابعة للنظام بحرق كل دور العرض السينمائية الموجودة بقطاع غزة وحتى الآن لم يتمكن أهل هذه المنطقة من مشاهدة الأعمال السينمائية إلا عن طريق التليفزيون.
 

 
كذلك تعرض الفيلم التونسى «واقع مواطن عادى» للمخرج وليد طابع لحال تونس قبل وأثناء وبعد ثورة الياسمين.. حيث تدور فكرة الفيلم منذ طفولة المخرج والمشاكل التى كان يقابلها فى دراسته ويقابلها أبواه وكلما كبر عام تزداد الأمور سوءا بالنسبة لاحوال البلاد، حتى بعدما شارك شعبه الثورة واستطاع أن يسقط نظامًا فاشيًا متسلطًا أتت الظروف بالنظام الإسلامى الذى وصفه المخرج خلال الفيلم بأنه يقتل الناس ويسرق ويكذب باسم الدين وينشر الجهل ويحارب التحضر، وذلك فى رأيه «قمة الالحاد».
 
فى الوقت نفسه، اهتمت ادارة المهرجان الجديدة بإقامة عروض لأفلام الموسيقى والتى لاقت اعجاب الجمهور بالعرض، وأعلى نسبة مشاهدة سجلها فيلم «الكترو شعبى» لمخرجة فرنسية من أصل تونسى مغربى هند مضب والذى تدور أحداثه حول «المهرجانات الشعبية» التى انتشرت مؤخرا كلون من الفن الشعبى المصرى.