الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الأعلام الحمراء تحيط حملة ترشح أبو الفتوح




التطورات الأخيرة التي شهدتها الساحة السياسية في مصر تفرض علي الليبراليين سؤالاً حول تأييدهم للمرشح الرئاسي عبدالمنعم أبو الفتوح.
هذه التطورات تركز علي تحول موقف أبوالفتوح فيما يخص السلطة بين الرئيس والجيش والبرلمان، وكذلك تركز علي تصريحاته المتناقضة بشأن أهمية اختيار «مرشح توافقي ثوري». هذا بالإضافة إلي تحالفه الذي اعلن عنه مؤخرا مع الحركات السلفية السياسية ومواقفه المتغيرة علي تسييس جماعة الإخوان المسلمين.
 
 
تصريحات أبوالفتوح، علي الرغم من غموضها، إلا أنها تظهر تحولا دقيقا ومهما في تأكيده علي أن السلطة يجب أن يتم تقاسمها بين الرئيس والبرلمان.
في مقابلة له في ديسمبر 2011 قال أبو الفتوح إن مصر ليست مستعدة لأن يكون نظامها السياسي نظامًا برلمانيًا يسيطر علي معظم الشئون الداخلية.وكان رفضه للنظام البرلماني يستند إلي ان مصر لا تزال تفتقر إلي العديد من الأحزاب السياسية القوية التي من شأنها حماية عملية التصويت.. وتوقع أنه ربما في المستقبل قد تتحرك مصر إلي النظام البرلماني.
 
 
وأضاف أبوالفتوح في حواره انه سينسحب من السباق الرئاسي إذا تحول النظام السياسي إلي نظام برلماني لانه لا يريد أن يتقلد مجرد منصب شرفي، وفي تصريحات أخري في وقت لاحق، تغيرت لهجة أبوالفتوح حيث قال إنه يرغب في نظام سياسي مختلط رئاسي برلماني وتحديد سلطات الرئيس والبرلمان.
وفي مقابلة اجريت مع قناة العربية، قال أبو الفتوح إن مسئولية الرئيس الوحيدة هي الدفاع عن الأمن القومي والسياسة الخارجية وترك كل شيء آخر للبرلمان الذي يهيمن عليه الاسلاميون الان.هذا بالطبع لا يشكل تحولا حقيقيا في رؤيته السياسية، فبعدما كان يري ضرورة وجود أحزاب قوية اولا من اجل تطبيق النظام البرلماني، ويري الآن أن وجود هذه الاحزاب ليس ضروري من اجل هذا الغرض.
 
 
وإذا أصبح الدور الرئاسي محدود بهذه الطريقة، فكيف سيتم زيادة الانفاق علي الرعاية الصحية والتعليم والبحث العلمي؟ تلك الوعود الذي وعدها لن تتحقق إذا تحول النظام السياسي في مصر إلي نظام برلماني، كما أنه بهذه الرؤية عليه أن يعرض برنامجه الانتخابي علي البرلمان وليس الشعب لأن البرلمان هو الوحيد القادر علي تحقيق هذه البرامج.
يري الليبراليون أن قبول أبو الفتوح بأن يسيطر البرلمان علي الشئون الداخلية للبلاد لا يجعله يحقق قوة سياسية كبيرة وبالتالي أعاد أبوالفتوح إشعال مخاوف الليبراليين من حيث إذا شعر البعض منهم بالتواطؤ الخفي بينه وبين جماعة الاخوان، وهذا الشك ظهر مؤخرا عندما أراد البعض تشويه سمعة أبوالفتوح والكشف عن مصادر تمويل حملته الانتخابية حيث قال البعض: إن أبوالفتوح وحسن مالك هما اللذان يصرفان عليها.
 
 
ازدادت المخاوف اكثر واكثر عندما قال المرشح الرئاسي أبو العز الحريري أن أبوالفتوح مازال مواليًا لجماعة الاخوان المسلمين خاصة وانه تعهد بالوفاء والولاء للمرشد الأعلي للجماعة.
 
 
في حال عدم وجود تفسيرات من أبوالفتوح أو حملته، وقد يؤدي ذلك إلي تكهنات خاصة أن حزب النور السلفي والدعوة السلفية والجماعة الاسلامية قرروا دعمه.
 
 
كما صرح أبوالفتوح نفسه قبل عام تقريبا بأنه يتوقع دعم الكتلة السلفية له وهذا بالطبع يجعل الليبراليين يتساءلون بما وعد أبوالفتوح تلك الكتلة وما دورها المستقبلي في المجتمع.
 
 
الانطباع بأنه يتم حاليا اتخاذ القرارات التي تؤثر علي مستقبل مصر في غرف خلفية علي شكل صفقات يلقي ظلالا من الشك حول الجهات السياسية الفاعلي في البلاد وتحول موقف أبوالفتوح في الأونة الاخيرة فيما يخص شكل النظام السياسي وهذا بالطبع يثير العديد من الأعلام الحمراء.
 
 
أبوالفتوح مستعد بالمجازفة بخسارة أصوات الليبراليين مقابل دعم السلفيين له.ماذا نفهم منها؟ كل من أبوالفتوح والسلفيين خطر لان السلفيين يريدون تطبيق الشريعة الاسلامية وهذا يتناقض مع فكرة التسامح والتنوع التي تحدث عنها أبوالفتوح سابقًا.
 
 
قال أبوالفتوح في إحدي التصريحات إنه يعارض التداخل الواضح بين جماعة الإخوان المسلمين وحزب العدالة والحرية وطالب بأن تكون انشطة الجماعة منفصلة تماما عن الحزب.. وقد ايد هذا الأمر في بيان كتب في عام 2006 حينما اصدرت مؤسسة كارنيجي تقريرًا بعنوان «المستقبل السياسي لجماعة الاخوان المسلمين» .كتب أبوالفتوح وقتها: «هناك نقاش داخل الجماعة حول امكانية التحول إلي حزب سياسي ينفذ جدول أعمال الجماعة الاصلاحية والاحتمال الآخر هو تأسيس حزب سياسي مستقل مع تحديد مسئوليات واضحة تفرق بين الحزب والجماعة.. ونحن نفرق بوضوح بين الأنشطة الدينية والسياسية».
 
 
علي الرغم من غموض موقفه في البيان السابق، جدير بالذكر أن منذ عام 2007، كانت هناك ضغوط لأن يشكل أبوالفتوح الحزب في 2007 كما جاء في صحيفة الجارديان البريطانية.
 
 
حتي لو قام أبوالفتوح – كما وعد – بمراجعة وضع الجماعة قانونيا وماليا، سيكون فات الاوان لانه تم انشاء حزب سياسي يقوم بأعمال خيرية ويلجأ إلي الوعظ في المساجد واستخدامها للدعاية الانتخابية.. والحزب هو الجماعة ووجود كليهما كاف.
 
 
أنا أريد أن أصدق أبوالفتوح، ولكن لا يمكن للمرء أن يقول إنه متسامح ويريد تعمير مصر في الوقت الذي هو فيه ذئب في ثياب حمل، المسئولية تقع علي عاتق أبوالفتوح ليوضح مواقفه السياسية.إذا كان يريد أن يكسب قاعدة انتخابية متنوعة عليه أن يترك الكلام المزدوج ويترك التأرجح لعمرو موسي.
 
 
                                         ايجيبت اندبيندنت اترجمة ـــ داليا طه