الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

خبراء وأساتذة جامعات: إقحام الصراع الحزبى بالمؤسسات التعليمية يهدد بانهيارها




كتبت - أمانى حسين وشيماء عيسي

 

تشهد الساحة المصرية تكرار حالات إقحام الصراعات السياسية فى المؤسسات التعليمية لعرض آراء واضعى الامتحانات من أنصار النظام الحالى ومعارضيه على الطلاب، ففى حين فوجئ الطلاب بجامعة جنوب الوادى بأستاذ جامعى يضع سؤالاً لطلبة كلية الحقوق وجه فيه اتهامات لرموز المعارضة مستخدماً إيحاءات وألقاباً يستخدمها معارضوهم.أبرز تلك الحالات على ذلك ما حدث فى كلية الحقوق بجامعة جنوب الوادى التى يرأسها عباس منصور فى امتحان مادة قانون العقوبات، حيث مثل بعض قيادات جبهة الإنقاذ بمصطلحات خارجة منها حمدى أبوسملى، بورعى أبو جوزة، بكرى أبوجريدة وتهانى أم جبل بجانب تشبيهات لأبو سحر وأبوخرطوش وأبوحمالات فى إشارة لإعلامى شهير.
المعارضة أيضاً لم تسلم من التجاوزات واستغلال المؤسسات  التعليمية حيث جاء بامتحان مادة اللغة الإنجليزية للصف الأول الثانوى الذى قام بوضعه إيهاد السادماوى موجه اللغة الإنجليزية التابع لإدارة شرق التعليمية فى سؤال الترجمة من اللغة العربية إلى الإنجليزية والذى جاءت الجملة «فى مملكة الحيوان لا يستطيع الخروف أن يصبح ملكاً».وبدأت احتجاجات الإخوان على ما قيل باعتباره إساءة لرئيس الجمهورية وسرعان ما طالبوا بتحويل الموجه للتحقيق على هذا الحدث مما ترتب عليه حرمان الموجه من وضع الامتحان.
خبراء التربية وأساتذة الجامعات شددوا على خطورة إقحام الصراعات الحزبية فى المنظومة التعليمية مشددين فى ذات الوقت على ضرورة تدريس السياسة فى المراحل التعليمية المختلفة لكن من خلال ثوابتها العامة والتوعية بأهمية المشاركة والمفاهيم الديمقراطية والقضايا والثوابت الوطنية وليس الصراع الحزبى الطبقي.
وقال الدكتور رأفت فودة أستاذ القانون العام بكلية الحقوق جامعة القاهرة: الجامعات والمؤسسات التعليمية هى مراكز فكرية لإعداد الأجيال القادمة وترتبط ارتباطاً وثيقاً بالسياسة ويجب أن تكون ساحة للحوار وإعداد الأجيال، مضيفاً: إقحام السياسة فى المؤسسات التعليمية أمرا محمودا وواجبا دون فرض الرأى لفصيل أو حزب ينتمى إليه الأستاذ الجامعى أو المعلم على الطالب كما حدث بجامعة جنوب الوادى فى أسئلة الامتحان التى تعكس وجهة نظر الأستاذ الجامعى فى الامتحان مع الاحتفاظ بحق أى أستاذ جامعى فى أن يبدى رأيه السياسى المرتبط بمجال تخصصه فى ساحات التدريس.
وشدد فودة على ضرورة أن تدرس السياسة بمبادئها العامة فى المنظومة العامة منذ المراحل الابتدائية وحتى الجامعة لتوعية الطلاب بأسس الممارسة السياسية والديمقراطية والمشاركة بالقضايا الوطنية والقومية كما يطبق جزاً منه فى كتاب التربية القومية دون التطرق إلى الصراعات الحزبية التى تنعكس سلباً على العملية التعليمية.وأضاف فودة: يجب التصدى لمن يسعى إلى فرض رأيه على الطلاب أو التلاميذ أياً كان هذا الرأى مؤيداً أو معارضاً واتخاذ إجراءات قانونية حياله لمنع تحول تلك الحالات الفردية إلى ظاهرة، مستطرداً: ودون ذلك يعم الجهل والمعبثة السياسية الأمر الذى يحدث مناخاً لهيمنة فريق معين على الشارع المصري.
وأكدت د.ماجدة باجنيد أستاذ مساعد بكلية الإعلام جامعة الأهرام الكندية على خطورة تلك الظاهرة والتى اتخذت منحنى شديد الخطورة فى معظم الامتحانات فى جميع المراحل التعليمية، خاصة أن مهمة الأستاذ الجامعى هي طرح وعرض جميع الآراء المختلفة، وليس قتل الإبداع والتفكير فى شخصية الطالب والتى تؤدى فى النهاية إلى خلق «قوالب» من الرأى المسيس للأستاذ الجامعي.وأضافت: إن على الأستاذ الجامعى أن ينحى خلفياته السياسية أثناء وضع الامتحان حتى لا يجبر الطالب على التأثر بفكره والانسياق وراءه خاصة مع تخوف الطلبة من إبداء الاعتراض أو الرفض على أسلوب الامتحان بسبب تعسف الأساتذة الجامعيين فى إعطاء الدرجات للطلبة.
وأوضح د.أيمن السيد شبابه مدرس العلوم السياسية بجامعة القاهرة خطورة هذا الأسلوب فى المناهج العلمية والتى نشاهدها فى جميع المراحل التعليمية خاصة أن العلم هو أمر قيادى بعيداً عن السياسة فلا يجب على الأستاذ الجامعى أن يفرض على الطالب رأيه الشخصى فى صورة سؤال إجباري.