السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

لعنة القذافى أطاحت بساركوزى




 يؤدى الرئيس الفرنسى المنتخب فرانسوا هولاند اليمين الدستورية فى 14 مايو الجارى قبل يوم من انتهاء فترة رئاسة الرئيس الحالى نيكولا ساركوزى رسميا.
 
وبذلك يكون هولاند أول اشتراكى يتولى رئاسة فرنسا منذ انتهاء فترة رئاسة الرئيس فرانسوا ميتران منذ 17 عاما.
 
فيما أظهرت النتائج النهائية التى أعلنتها وزارة الداخلية الفرنسية أن فرانسوا هولاند فاز فى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية بنسبة 51.62 % مقابل 38.38 % للرئيس الحالى نيكولا ساركوزى.
 
وبلغت نسبة المشاركة فى التصويت 80.34٪ مقابل 83.97 % فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة عام 2007.
 
وحظى هولاند بأصوات 18 مليون ناخب بالمقارنة بأصوات 16.87 مليون ناخب لصالح ساركوزى.
 
وقد ترك نحو مليونى ناخب بطاقة التصويت فارغة أو أفسدوا أصواتهم.
 
وعلى الصعيد نفسه، قال فرنسوا هولاند فى خطاب النصر الذى ألقاه فى ساعة متأخره أمام أنصاره أن انتصاره يمثل يومًا عظيمًا لفرنسا وانطلاقة جديدة لكل أوروبا.
 
وأكد هولاند أن أول زيارة خارجية له سوف تكون لبرلين لمناقشة أزمة الديون فى منطقة اليورو مع المستشارة الألمانية انجيلا ميركل.
 
وعلى الجانب الشخصى، فاز المرشح الاشتراكى فرانسوا هولاند بعد معركة انتخابية شرسة لتصبح شريكة حياته فاليرى تريرفيلر السيدة الأولى لفرنسا ولكن «بدون زواج رسمى».
 
فهولاند - البالغ من العمر 57 عاما - غير متزوج، لكنه يتخذ صديقته تريرفيلر الصحفية المتخصصة فى الشئون السياسية والتى قالت إنها ستحب القيام بدور السيدة الأولى لكنها تود البقاء كأم عاملة تعتنى بأبنائها المراهقين الثلاثة الذين أنجبتهم من زواج سابق قبل علاقتها بالرئيس الجديد.
 
وستلعب فاليرى تريرفيلر شريكة حياة الرئيس الجديد هولاند دور السيدة الفرنسية الأولى إلى جانبه، بعد أن عملت أثناء الحملة على تعزيز موقعه عبر المقابلات الصحفية وشبكات التواصل الاجتماعى إضافة إلى التجمعات الانتخابية.
 
وعلى خلاف كارلا برونى زوجة الرئيس السابق نيكولا ساركوزى والتى نشأت فى عائلة ثرية، تنحدر فاليرى تريرفيلر التى تبلغ من العمر 47 عاما من عائلة متواضعة وتفتخر دوما بأصولها.
 
يذكر أن سيدة فرنسا الأولى الجديدة تعرف فى الأوساط السياسية والإعلامية على أنها المرأة الكادحة التى وصلت إلى العاصمة باريس بينما كان يتجاوز عمرها الـ20 سنة حاملة لدرجة الماجستير فى العلوم السياسية.
 
ومن خلال متابعتها لصحيفة الحزب الاشتراكى تعرفت فاليرى على الرئيس الفرنسى المنتخب «هولاند» وربطتهما علاقة صداقة تحولت فى عام 2005 إلى «علاقة عاطفية».
 
وفى عام 2010، اتخذت العلاقة بين هولاند وفاليرى صفة رسمية (ولكن بدون زواج)، ولكن فاليرى ليست المرأة الاولى فى حياة الرئيس الفرنسى المنتخب والذى لم يسبق له الزواج قبل ذلك.
 
فقد قضى ما يقرب من ربع قرن مع سيجولين رويال المرشحة الاشتراكية للرئاسة التى خسرت أمام ساركوزى عام 2007 وأنجب منها أربعة أبناء قبل أن تعلن (رويال) انفصالها عن هولاند بعد أسابيع قليلة من خسارتها فى الانتخابات.
 
ولكن تردد الصحافة الفرنسية أن عدم زواج الرئيس المنتخب من تريرفيلر «رسميا» قد يسبب له ازعاجا بسيطا خاصة بالنسبة فى الزيارات الرسمية بسبب البروتوكولات.
 
وكانت نفس الأزمة قد تسببت فى مشكلات لساركوزى خلال زياراته الأولى عندما فاز بالرئاسة فى 2007، حيث رفضت المملكة العربية السعودية اصطحاب ساركوزى لصديقته كارلا برونى آنذاك قبل أن يتزوجها.
 
وعلى الرغم من المخاوف التى سيطرت على مؤيدى هولاند قبيل الانتخابات بسبب الفضيحة التى هزت الحزب الاشتراكى التابع له فى مايو عام 2011 عندما ألقى القبض على القيادى الواعد بالحزب دومنيك ستراوس-كان فى مدينة نيويورك ـ إثر اتهامات بمحاولة اغتصاب، وهى تهم أُسقطت فى وقت لاحق.
 
ويؤكد الخبراء والمراقبون السياسيون أن هولاند لابد أن يستفيد من أخطاء منافسه ساركوزى ومواقفه المعادية للمسلمين الذين حشدوا أصواتهم للاطاحة به لمعاقبته على لهجته المعادية للمهاجرين والإسلاميين عقب أحداث تولوز ومونتوبان.
 
وعلى الصعيد المتصل، دعم ساركوزى للديكتاتوريات السابقة فى العالم العربى ومواقفه من الثورة التونسية فى بدايتها والتى اطاحت بالرئيس زين العابدين بن على حيث كان يدعم نظام الاخير بخلاف علاقاته مع الرئيس السابق حسنى مبارك ودعوته للرئيس السورى بشار الأسد لحضور العرض العسكرى بمناسبة العيد الوطنى لفرنسا فى 2008.
 
اما العقيد الليبى السابق معمر القذافى فكان الشبح الذى طارد ساركوزى طوال حملته حيث نفى الرئيس الفرنسى المنتهية ولايته ما تردد مؤخرا حول محاولته بيع «مفاعل نووي» للعقيد الليبى الراحل معمر القذافى فى عام 2007.
 
وفى رصد لردود الأفعال الدولية، اتصل الرئيس الأمريكى بفرنسوا هولاند مهنئا بانتخابه رئيسا جديدا لفرنسا، غير أنه طرح فى اتصاله الأول «ملفات صعبة» بين البلدين فى إشارة واضحة إلى افغانستان وأزمة الديون الأوروبية. يذكر أن أوباما من أوائل القادة الأجانب الذين رحبوا بوصول هولاند للسلطة، فى اتصال هاتفى أعلن عنه بعد أربع ساعات من إغلاق آخر مكاتب التصويت فى فرنسا.
 
وأشار باراك أوباما إلى أنه سيستقبل الرئيس المنتخب فى كامب ديفيد لحضور قمة مجموعة الثمانى وفى شيكاغو لحضور قمة حلف شمال الأطلسى (الناتو) فى وقت لاحق من الشهر الجارى واقترح أن يجتمعا قبل ذلك فى البيت الأبيض.
 
فيما هنأ رئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نتانياهو فرنسوا هولاند معربا عن أمله باستمرار العلاقات الجيدة بين البلدين، فى حين أثار فوز هولاند مخاوف إسرائيل من مسألة تعامل الغرب مع الملف النووى الإيرانى فى مقابل ساركوزى الذى تحدث عن النووى الإيرانى كتهديد فعلى، حسبما ذكر موقع دبيكة الإسرائيلى.