الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

علم الاجتماع: الظاهرة سببها المغالاة فى المطالب المادية وفتور العلاقة الإنسانية






 
مع بداية عام 2001 تم العمل بنص المادة 20 من قانون الأحوال الشخصية رقم 1 لسنة 2000م هى الأساس القانونى لنظام الخلع، ويعنى طلب الزوجة إنهاء العلاقة الزوجية خلعاً بتطليقها من زوجها فتؤدى له ما دفعه من مقدم صداق وتتنازل عن حقوقها المالية الشرعية، وفى بداية تطبيقه كان يعتبر بمثابة العار الذى يتهرب منه الرجال، وهى الصورة التى نقلتها الأعمال الدرامية التى عرضت مسألة الخلع، ولكن هذه الرؤية اختلفت كثيرا وهو ما نرصده فى السطور التالية.
ووفقا لدراسة أجراها مركز قضايا المرأة المصرية فإن السيدات استخدمن قانون الخلع لأسباب عدة من بينها خشية الزوجة ألا تقيم حدود الله، وإساءة المعاملة، والضرب، والإهانة، والزواج بالأخرى، والغيبة، وسوء السلوك، والهجر.تشير الأرقام والإحصاءات الرسمية إلى أن عدد حالات الطلاق خلال عام 2010 بلغت 175 ألفا و283 حالة، من بينها 149 ألفا و376 حالة طلاق بالإرادة المنفردة للزوج بنسبة 85%.
يأتى هذا فى الوقت الذى بلغ فيه إجمالى عدد حالات الطلاق عن طريق الخلع 3 آلاف و335 حالة بنسبة 2 % فقط، وبلغ عدد حالات التطليق عن طريق المحاكم 22 ألفا و572 بنسبة 13%.ووفقا لإحصائيات الإدارة العامة لشئون مكاتب تسوية المنازعات بوزارة العدل، فإنه خلال عام 2009 بلغ إجمالى المقدم لمكاتب التسوية 284 ألفًا و793 طلبًا، وبلغت نسبة طلبات الحضانة والحفظ والضم منها 5 % فقط، وبلغ إجمالى طلبات الرؤية «4.7%» فقط، فيما بلغت النسبة المئوية لطلبات النفقات بأنواعها 82%.
الخلع وأقساط الزواج
«لو عايزة تطلقى منى يبقى تخلعينى»، هذه هى الجملة التى سمعتها نهال من زوجها السابق ووالد ابنتها الكبري، والذى يعمل زميلا لها فى السلك القضائى، ولكنه لم يبل بوضعهما الاجتماعى وتكررت خيانته لها مرارا، ورفض طلاقها وقال إن السبيل الوحيد أمامها هو الخلع، فاستجابت حتى ينتهى الكابوس على حد قولها.
لم يتوقع حازم المهندس الشاب بإحدى الشركات العقارية أن تلجأ زوجته إلى الخلع بالفعل، ويقول إنه أصر عليه حتى لا تحصل على أى أموال، ويوضح أنها قامت بالفعل تحريك دعوى طلاق ولكنها بعد عام رفعت دعوى خلع.وبعد عامان من التنقل بين المحاكم قررت السيدة الخمسينية ناهد الاستماع إلى رغبة زوجها ورفع دعوى خلع، وتقول إنها رغم ضغوط الحياة الصعبة فضلت الخلع على انتظار حكم الطلاق ولكن ما يؤلمها هو تنفيذ رغبة زوجها.

 

الاختيار الخاطئ للشريك

 

يقول دكتور على أبوليلة أستاذ علم الاجتماع فى جامعة عين شمس إن الخلع يفترض أن يتم بسهولة وبدون أى وصم كلما ارتقى المجتمع وأصبح متطورا لكى يتقبل هذه المسألة، وكلما كان المجتمع يتسم بالنزعة الشرقية والطبيعة الغيورة التى لا تقبل الخلع ويعتبرها الرجل عيبا فى حقه، يعتبر أمرا صعبا، ولكن ما يحدث الآن هو نتاج للمغالاة فى المطالب المادية والتركيز عليها بدلا من البحث عن التوافق الانسانى والروحى بين الطرفين.

 

ويضيف أبوليلة قائلا إن الماديات عندما تحل محل العاطفة تنهار العلاقات الانسانية، ولذلك يصبح الإنفصال صعبًا ويقرر كل طرف الانتقام من الآخر، ولنتناسى ما جاءت به الآية القرآنية: «و لا تنسوا الفضل بينكم»، لأن الزواج رباط مقدس وحتى انتهائه لابد وأن يظل كذلك، وبالأخص فى حالة وجود أبناء.