السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

درس الانتخابات الفرنسية




 الوضع السياسى يتميز هذه الأيام بأن جميع الأطراف سواء كانت أحزابًا أو جماعات دينية أو ائتلافات ثورية. أنهم يعملون بسياسة توصيل الرسائل فى كل الاتجاهات عوضًا عن التخاطب والتحاور بشكل مباشر.
 
الأحد الماضى جاءت الرسالة الأهم لكل الأطراف السياسية و جاءت هذه المرة من خارج حدود الوطن.. جاءت من الانتخابات الفرنسية وهى خروج ساركوزى من سباق الرئاسة وهذا الخروج يعد الأول من نوعه فى تاريخ فرنسا بعد أن قضى فترة رئاسة واحدة وفاز المرشح الاشتراكى «هولاند».
 
ليكون هذا الفوز رسالة إلى مرشحى انتخابات الرئاسة فى مصر بأن إرادة الشعب وإرادة الاختيار فوق كل إرادة.. الإشارة الملفتة من الانتخابات الفرنسية جاءت على لسان الرئيس المهزوم ساركوزى حينما قال بعد إعلان نتيجة هزيمته: إن هذا هو اختيار الشعب والديمقراطية الحقيقة هى النتيجة وطالب ساركوزى جميع الفرنسين بأن يمتثلوا لإرادة الأغلبية والالتفاف حول الرئيس «هولاند» والعمل الجاد للمستقبل المقبل.
 
السؤال الذي يطرح نفسه. هل يمكن أن يحدث فى مصر ما حدث فى فرنسا؟ بأن يطالب المرشح المهزوم مؤيديه بالأمتثال للمرشح الفائز والالتفاف حوله كما طالب ساركوزى مؤيديه. الإحابة أننا نشك، وهذا الشك سببه تصريحات تيار محدد عندما قال على لسان أحد زعمائه: إنه إذا لم يفوز مرشح إسلامى سننزل إلى الشارع للى ذراع الحقيقة لأنه إذا ما خالفت النتيجة ما يريده سيقهر إرادة الشعب أو إرادة الناخب بنزول مؤيديه إلى الشارع.
 
غريب أمر هؤلاء بأن يختزلوا الوطن فى مجموعة أو طائفة أو جماعة.
 
الناس بمنتهى الصراحة لم يعودوا يتحملون رسائل هذا التيار فالمشاكل وأعباء الحياة صارت ثقيلة إلى درجة أنهم لم يعدوا قادرين على تحملها. لقد وصل الوضع فى مصر إلى مرحلة أصبح فيها السياسيون فى مكان والناس فى مكان آخر. هذا الفارق بينهما لا يقتصر على مشكلة واحدة بل يتعداه إلى كثير من المشاكل، مطالب السياسيين هى المصالح الضيقة والشخصية أما مطالب الناس شىء آخر يتعلق بأنبوبة البوتاجاز ورغيف الخبز ومصاريف المدارس وكوب لبن ودروس خصوصية.
 
تشاء الظروف والأقدار أن يكون إعلان نتيجة الانتخابات الفرنسية مع إقتراب موعد انتخابات الرئاسة المصرية، ليكون هناك أوجه للمقارنة ورسالة مباشرة بأن صندوق الانتخابات هو أداة الاستقرار والآمان والمستقبل باعتبار أن اختيار الناس هو المحك الأخير لتحديد المستقبل بعد أن جاءت نتيجة الاختيار لصصانتخابات البرلمان صادمة لآمال الناس بفعل الممارسات التى تمت.
 
هناك رسالة جديدة مهمة وملهمة وهى ما قام به الرئيس الفرنسى الاشتراكى الجديد «هولاند» هى العمل والاجتهاد وشرح برنامجه الطموح والمطالبة بالتغيير تحقيقًا للمطالب المشروعة وأهمها العدالة الاجتماعية والمساواة بين أبناء الشعب الفرنسى وإعطاء حقوق المهاجرين.
 
وفى أجواء الانتخابات الفرنسية لم يترك الرئيس الاشتراكى مكانًا فى أرجاء الجمهورية الفرنسية وإلا وذهب إليه شارحًا برنامجه مؤكدًا على تحقيق العدالة الاجتماعية وإيجاد فرص عمل للشباب. فاقنع الشعب وتم الاختيار والنجاح لهولاند.
 
الرسالة الكاشفة. وهى بعد أن خرج حزب الوسط الفرنسى من الانتخابات الفرنسية لم يلطم خديه وينطوى داخل نفسه وينقسم أعضاءه بفعل الهزيمة لكنه ناقش وبحث على أقرب البرامج التى تحقق أهدافه.
 
ليجد برنامج الرئيس الاشتراكى «هولاند» الأقرب لبرنامجه فأعلن تأييده وطالب أعضاءه بالتصويت له.
 
أى أن الجميع ينظر إلى المستقبل والمصالح العامة ولا ينظر إلى المصالح الخاصة والضيقة لأن مصلحة فرنسا فوق الجميع وهو ما نتمناه أن يحذوا السياسيون والإخوان والسلفون حذو الفرنسيين العلمانيين وتكون المصلحة العامة المصرية فوق الجميع.
 
خبير الشئون السياسية