الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

قمح الفيوم لا يصلح خبزاً





 
لا يعرف الكثيرون أن الفيوم كانت سلة الغذاء التى تحقق الاكتفاء الذاتى لمصر بداية من عصر «سيدنا يوسف» مرورا «بالحقبة اليونانية» ثم عهد محمد على حتى «ثورة يوليو» وكانت الفيوم تنتج 25% من جملة إنتاج مصر من الغذاء مما جعلها قبلة للغزاة والمستعمرين خاصة أن مساحتها الزراعية تقارب النصف مليون فدان قبل الهجمة الشرسة على الأراضى الزراعية حيث تحويل جزء كبير منها إلى كتل خرسانية كرشاوى انتخابية، فى المقابل تم استصلاح 60 ألف فدان من الصحراء لتعويض الفاقد من الأراضى الزراعية .
 
 
الدكتور سمير سيف اليزل الأستاذ بكلية الزراعة بجامعة الفيوم يؤكد  أن الأرقام المعلنة والتى تصل إلى 9 ملايين أردب غير صحيحة ولا تتناسب مع الواقع الفعلى حيث إن متوسط إنتاج الفدان عالى الجودة لا يزيد على 18 أردبا وليس 30 إردبا .أما بكرى زيدان « مزارع» من قرية أبو كساة فيشير الى أنه قام بزراعة 12 فداناً أنتجت 30 إردبا من القمح مما تسبب فى خسائر فادحة خاصة وأن قيمة جوال السماد يصل إلى 300 جنيه  فى السوق السوداء بسبب عدم توافره فى السوق السوداء إلى جانب ضعف مياه الرى التى نشكو منها منذ سنوات ولم تفلح معها «مسكنات وكيل وزارة الرى».
ويقول عادل معوض «فلاح» من مركز إطسا إنه يملك 6 أفدنة من القمح للأسف الشديد كانت التقاوى التى حصلت عليها من نوعية «قمح النشا الذى ينتج المكرونة» مما يسبب له مشكلة حيث اعتمد فى منزلى على حجز جزء من المحصول «لخبزه» فى منزله إلا أنه مضطر لبيع هذا المحصول والتسكع على المخابز ومستودعات الدقيق لإطعام أسرتى ورغم ما قيل عن وصول إنتاج الفدان إلى 30 إردبا لم تنتج أرضى سوى 8 إرادب للفدان الواحد  ..
ويضيف حسين عبد الوهاب «مزراع» أنه قام بزراعة بـ 14 فدانا من أصناف سخا 94 وسدس 12 ومصر 1 هذه الأصناف أنتجت متوسط 15 أردب للفدان وهى نسبة ضعيفة لا تتناسب مع نفقات الزراعة من حرث ودراس ورى وحصد وأسمدة  وقيمة القضاء على الحشائش .
وأكد أن الحكومة خدعتهم عندما أشار مسئول الجمعية إلى أن نوعية التقاوى هذا العام ستصل الى 30 أردباً للفدان وهو ما لم يحدث حيث كان بعضا ينتج «المكرونة» من نوعية تقاوى أطلقوا عليها اسم «بنى سويف 1 و5».
ويلفت عبد العظيم على متولى «من قرية الضو» بمركز أطسا إلى أن الفدان لديه حقق نتائج جيدة وصلت إلى 20 إردباً بسبب وفرة مياه الرى حيث إن مزرعته تقع فى بداية البحر .
أحمد على خميسى مشرف قطاع بمديرية الزراعة يعترف بوجود مشكلات لمزارعى القمح عدم توفر الأسمدة ونقص كمية مياه الرى وغياب دور المشرف الزراعى بخلاف تنوع حبات التقاوى .
ويوضح إبراهيم مصطفى مزارع من قرية أبو جندير أن المزارعين تعرضوا لعملية غش وخداع من قبل مسئولى الجمعيات الزراعية عندما تم تسليم نوعيات من التقاوى تنتج دقيق المكرون غير المرغوب لفلاحى الفيوم وأن هذه النوع يصل الحد الأقصى لإنتاجية الفدان إلى 10 أرادب وهو ما يسبب خسائر كبيرة للمزارعين .
وكشف «مزارع» رفض زكر اسمه بسبب تعاقده مع إدارة التقاوى أن هناك حالات غش حدث للفلاحين هذا العام قام مسئولو التقاوى بتوزيع نوعيات من التقاوى المكدسة بالمخازن منذ عامين وتم إعادة تبخيرها أكثر من مرة مما أدى إلى ضعف إنتاجية القمح الى 12 أردباً على أقصى تقدير .
ولفت  الى أن تبخير القمح وغربلته أكثر من مرة لطرد السوس منه وفى حالة زراعة تلك التقاوى المبخرة يؤدى الى موت الجنين ويشير إلى حالة الطقس كانت تساعد على زيادة إنتاجية الفدان لكن حالات الغش تسببت فى تراجع الإنتاجية إلى النصف .