الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

مسرح الدولة.. الأزمة وطرق الخروج




الأزمة 
يمكن أن نصف المشهد المسرحى لفرق مسرح الدولة على النحو التالى: فرق مسرحية تمارس نشاطا مسرحيا على نحو عشوائى- فى معظمه- ودون توجه يحكم هذا النشاط، أو فلسفة تقف خلفه، وقد يصادف عمل مسرحى او أكثر داخل هذا النشاط نجاحا يعود فى الغالب لجهد أو إبداع فردى وليس مؤسسى.. وهذه الأعمال فى معظمها،  لا تجتذب جمهورا واسعا وذلك لغياب أى رؤية علمية تسويقية وأى دراسات جادة لطبيعة الشرائح المستهدفة من الجمهور ..والأعمال المسرحية يتم تقديمها داخل دور عرض متهالكة وقديمة.. شاخت وترهلت وعانت من تجاهل وإهمال بنيتها الأساسية وتطوير خشباتها بتقنيات حديثة،  فى ظل سيادة الثقافة الشكلية (ثقافة ال show والبروباجندا) التى تعتمد طلاء حوائط ودور العرض وتغيير ألوان مقاعد الصالة كأعمال تطوير وتجديد ! ويتحكم فى هذا النشاط منظومة مركزية تعمل وفق لوائح ونظم إنتاجية ودعائية قديمة وبالية،  ولكنها راسخة ومستقرة وتتقن مصادرة كل خيال جديد أو مبادرات تطوير محتمل ولا تعى أو تتفهم طبيعة الإبداع والمبدعين،  فى زمن تتجلى فيه طموحات وإرادة المصريين فى التغيير والعبور إلى أفق جديد و مستقبل مغاير يستلهم روح ثورة 25 يناير ..وهذه الازمة تتجاهل أنه لا يمكن تطوير المؤسسة المسرحية دون رصد علمى دقيق للمشكلات التى تراكمت عبر عقود من الفساد والإهمال والتقاعس،  وأنه لابد من توافر الإرادة لدى الدولة ( وتمثلها وزارة الثقافة).. إن نظرة متأنية للمشهد المسرحى تضعنا أمام عشر مشكلات أساسية:

 

أولا: غياب هيكلة إدارية حقيقية تعكس الأهداف والدور والاختصاصات بشكل يثرى العمل ويدفعه للأمام .
ثانيا: افتقاد مفهوم الفرقة المسرحية،  صاحبة الهوية المتميزة والتى تضم داخلها عناصر متناغمة ومتكاملة .
ثالثا: إنعدام ثقافة التدريب والتكوين والتطوير المستدام وتراجع مستوى الأداء المهنى والفنى للعاملين بالمؤسسة على اختلاف تخصصاتهم.
رابعا: تهالك البنى الأساسية لدور العرض. خامسا: غياب التسويق القائم على الأسس العلمية.
سادسا: نظام للدعاية ثابت ومستقر وعقيم منذ ما يزيد على الثلاثين عاماً، وكأنه ليس هناك تغيرات أو مستجدات تطرأ على الواقع
سابعاً: افتقاد آلية علمية للعملية الإنتاجية وفقاً لرؤية تجمع بين الرؤية الفنية والرؤية الاقتصادية، وتقوم على التوازن بين التكلفة الإنتاجية وكل من المردود الثقافى والمادى .
ثامناً: سيطرة لوائح مالية قديمة لا تتناسب مع الواقع الحالى بأى حال من الأحوال.
تاسعاً: غياب الدراسات والبحوث حول ضلع رئيسى من أضلاع العملية المسرحية وهو الجمهور.
عاشراً: عدم القدرة على الخروج لفضاءات مسرحية جديدة فى الشوارع والساحات، وخارج الأبنية التقليدية للمسرح.. أما الحديث عن خطوات الخروج من الأزمة،  فله بقية.