الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

نجارون هجروا الصنعة وتاجروا فى الحبوب الجنسية





تعد دمياط قلعة صناعة الأثاث فى مصر ومنطقة الشرق الأوسط، بلا منافس لما يتميز به المنتج الدمياطى من الجودة والمتانة والشكل الجمالى مما أدى الى اقبال تجار الموبيليا فى الأسواق العالمية هذه الصناعة التى يحترفها امهر صناع الموبيليا فى دمياط تتعرض حاليا لخطر الانهيار بسبب الأزمات التى تلاحقها يوميا من ارتفاع أسعارالخامات وانقطاع التيار الكهربى وتوقف حركة البيع والشراء ودخول صناعة الاثاث التركية والصينية لمنافستها فى السوق المحلى والدولى .الامر الذى تسبب فى هروب الحرفيين والصناع فى المحافظة الى تجارة الحبوب الجنسية وخطوط وكروت شحن الموبايلات.
محمد الجمال "نجار" من قرية "شط جريبة " يرى أن صناعة الاثاث الدمياطى تعيش فى الآونة الأخيرة فترة من أسوأ فتراتها بسبب ارتفاع أسعار المواد الخام بنسبة 30% وانقطاع التيار الكهربى باستمرار ادى الى كساد حركة البيع والشراء.
وقال محمد انه يفكر جديا فى ترك هذه الصنعة والعمل فى أى مجال آخر يوفر مصدر دخل أكبر يعيش منه بعيدا عن الاستدانة.
ويضيف أحمد ابوالخير سراج ويعمل «منجد» بالمنطقة الصناعية بدمياط ان الحالة المادية أصبحت متأزمة يضطرون إلى التنازل عن كثير من حقوقهم تحت ضغط التجار وأصحاب رؤوس الأموال . كل ذلك والدولة تقف موقف المتفرج الامر الذى يجعله يفكر فى عمل آخر يوفر دخلا مناسبا.
ويشير عادل شلبى" نجار" إلى أن المواد الخام تزيد أسعارها بصورة يومية والتجار لا يعترفون بتلك الزيادات ويصرون على التعامل بالأسعار القديمة، مما يمثل ضغطا على الحرفى الصغير الذى يضطر إلى الصبر على أمل أن تتحسن الاوضاع لكن لاجديد والامور تمر من سيئ لأسوأ . وقد اضطر بعض الصناع الى التخلى عن حرفتهم التى يجيدونها عن ظهر قلب للبحث عن فرصة عمل أخرى فمنهم من يتاجر فى الحبوب الجنسية وفتح محلات موبايلات ويقول الناشط السياسى أحمد العشماوى عضو التيار الشعبى ان بعض التجار يقومون بتخزين المواد الخام والمضاربة عليها من أجل الحصول على زيادة فى الأسعار ولا يضعون للدولة ثمة اعتبار أو مراعاة للصالح العام والاقتصاد المصرى ما يتطلب وجود رقابة حكومية لردع هؤلاء بعدم منحهم اى تسهيلات فى الاستيراد أو فى السداد خاصة لأن تلك الصناعة تمثل عصب الاقتصاد الدمياطى والمصرى على حد سواء.
ويكشف محمد مسلم رئيس نقابة صناع الأثاث بمحافظة دمياط، عن تعرض صانع الاثاث الدمياطى لكثير من الضغوط والمشاكل من ارتفاع الاسعار وانقطاع التيار الكهربى 3 مرات يوميا حيث لا يجد ثمة تقدير أو مراعاة من جانب الدولة، والتى لا توفر له ثمة عناية صحية أو تأمينات أو معاشات أو حتى ترفع أيدى التجار والمستوردين عنه.
وأضاف محمد أن العامل فى دمياط يشعر أنه لا ينتمى لدولة لافتا إلى انه فى دول العالم المتقدمة ترعى الحكومات العمالة وتعمل على توفير احتياجاتهم وتلبية مطالبهم كما أنها ترعى المناطق التى تشتهر بصناعات مختلفة و محافظة دمياط معروفة بصناعة الاثاث الحكومة المصرية تهملها على الرغم من أن المنتج الدمياطى يسوق نفسه بنفسه دون أى جهود أو مصاريف دعاية ورغم ذلك تتيح الدولة للتجار والمستوردين دخول السوق المصرية وإغراقه بمنتجات صينية رديئة الصنع والجودة ويتهافت عليها المستهلك لرخص أسعارها، مما ضاعف من هموم صناع الاثاث والحرفيين والبيع بالخسارة والتخفيض من قيمة صنعة المعلم.
ثورة صناع الأثاث
ويوضح محمد عبد المحسن - تاجر اخشاب-أنه سيشارك صناع الاثاث فى ثورة 30 يونيه للمطالبة بحقوقهم المهدرة والمسلوبة سواء من محتكرى ومستوردى الخامات وايضا من تجاهل اوضاع صناع الاثاث وتتمثل تلك المطالب فى وقف ارتفاع اسعار الخامات.
وتساءل محمود البرش اين تفعيل مركز تحديث صناعة الاثاث و حماية المنتج المحلى من الاغراق ومنع الاثاث المستورد من دخول البلاد، ‏ويطالب الرفاعى هلال – نجار نقابة صناعة الاثاث بمساعدة الصانع الصغير فى توفير الموارد الخام واسواق جديدة لمنتجات الدمياطية وكسر حلقات الاحتكار التى تقتل الصناعة فى دمياط لأنه من المعروف ان نقابه عمال صناعة الاثاث بدمياط هدفها الاول والاخير هو محاربة الاحتكار وجشع التاجر.
من جانبه يؤكد الدكتور نبيل الكفراوى عضو نقابة صناع الاثاث أنه تقدم بورقة عمل للدكتور احمد عمران مستشار رئيس الجمهورية للتنمية المحلية فى حضور اللجنة المشكلة من محافظة دمياط لبحث وحل مشكلات صناع الاثاث واصحاب الورش الصغيرة واهمها ارتفاع اسعار الخامات والكساد والركود الذى اثر بشكل سلبى على صناع الاثاث حيث شملت تلك الورقة بعض المشكلات ومقترحات النقابة لبعض الحلول، وأضاف محمد الزينى رئيس مجلس ادارة الغرفة التجارية بدمياط ان الغرفة تقدمت بورقة تتضمن نفس محتوى المشاكل.