الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

إيران تختار «روحانى» خلفاً لـ «نجاد»





بينما أنظار العالم تتجه نحو طهران  التى تتشكل فيها مرحلة جديدة فى انتظار ما ستسفر عنه نتائج الإنتخابات الرئاسية التى جرت أمس الأول، اعلن مسئول فى وزارة الداخلية الايرانية أمس ان المرشح المعتدل حسن روحانى يتصدر بفارق شاسع بحصوله على 52% من الاصوات فى الدورة الاولى من  الانتخابات بعد فرز الأصوات الصحيحة.
الوزارة أوضحت انه بعد فرز 27٫5 مليون بطاقة تصويت، حصل روحانى المدعوم من الاصلاحيين والمعتدلين على 14 مليون صوت، متقدما بفارق شاسع على رئيس بلدية طهران المرشح المحافظ محمد باقر قاليباف الذى حصل على 4 ملايين صوت فقط بنسبة  15٫8%
وقال وزير الداخلية مصطفى محمد نجار للتليفزيون الرسمى إن روحانى متقدم فى النتائج الأولية للسباق الرئاسى وأوضح أن روحانى حصل على 14 مليون صوت من إجمالى 27٫5 مليون صوت تم فرزها منهم 26 مليون صوت صحيح.
وحصل كبير المفاوضين فى الملف النووى سعيد جليلى  على 679 الف صوت (13%)، ومحسن رضائى على 536 الف صوت 10 %، اما المرشحان الاخران وهما وزير الخارجية الاسبق على اكبر ولايتى ومحمد غرضى فقد خرجا من دائرة المنافسة.
وكشفت قناة (برس تى في) الإيرانية أن نسبة اقبال الناخبين على صناديق الاقتراع اقتربت من 80%.
وأرسلت وزارة الداخلية الإيرانية لضمان سير عملية الانتخابات بشكل طبيعي، مراكز اقتراع متنقلة إلى الأماكن التى تشهد حشدا كبيرا من الناخبين.
وأظهرت تقارير رسمية كثافة المشاركة فى الانتخابات وسط دعوات من قادة إيرانيين -منهم المرشد الأعلى على خامنئي- إلى المشاركة بكثافة فى الانتخابات.
يأتى ذلك فى وقت دعا فيه المرشحون الستة للانتخابات فى بيان مشترك أنصارهم إلى الهدوء وتجنب النزول إلى الشارع فى انتظار إعلان النتائج الرسمية.
ودعا للمشاركة فى الانتخابات 50.5 مليون ناخب. وبحسب السلطات المحلية فان الاقبال على الاقتراع كان كثيفا جدا.
من جانبه، أعلن المرشد الأعلى الإيرانى على خامنئى أن الانتخابات الرئاسية تصويت على الثقة فى إيران بصرف النظر عن نتيجتها،
وأضاف خامنئى على حسابه الرسمى بتويتر «التصويت لأى من المرشحين تصويت للجمهورية الإسلامية وتصويت على الثقة فى النظام.»
واستقطب روحانى الكثيرين حيث تحدث علنا عن ضرورة العودة إلى الحوار مع الغرب وإصلاح الإعلام وإطلاق سراح المسجونين السياسيين.
ويرى المراقبون أن فوز روحانى لا يعنى انتصارًا للمواطن الإيرانى العادى ، مشيرين إلى أن القوى المحافظة تبدو عازمة على حرمان روحانى من أى فرصة لتحدى سطوتهم، كما ان خامنئى سعى منذ توليه منصب المرشد الأعلى فى العام 1989 إلى احكام قبضته على السلطة، بالابتعاد عن الملالى الذين عينوه. فخشية ألا ينال احترامهم بسبب مرتبته الدينية المتوسطة، عمل طيلة السنوات الماضية على نقل قاعدة سلطته من وسط الملالى إلى الحرس الثورى وميليشيا الباسيج التابعة له.
وتعد هذه أول انتخابات رئاسية بعد تلك التى أجريت فى 2009، وخرج بعدها المعارضون للاحتجاج على النتائج التى قالوا إنها زورت لصالح أحمدى نجاد.
وفى أول تعليق رسمى من  الاحتلال على الإنتخابات فى طهران، قال وزير الحرب موشيه يعالون إن انتخابات الرئاسة الإيرانية لن تجرى أى تغييرات على سياسات طهران نظرا لأن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية على خامنئى يتمتع بالسلطة النهائية رغم رحيل نجاد مصر القلق الإسرائيلي.
ونقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» عن يعالون قوله خلال اجتماعه مع نظيره الامريكى تشاك هاجل فى مقر وزارة الدفاع الامريكية فى واشنطن «نشعر بالقلق البالغ حيال التطورات فى المشروع النووى الايرانى والقلق حيال مالا نعرفه».
ورصدت شبكة «سى إن إن» الإخبارية الأمريكية انخفاض معدلات تصويت الشباب فى الانتخابات الرئاسية الحالية فى إيران عن نظيرتها فى انتخابات عام 2009 من خلال الصور التليفزيونية المتاحة.
ونقلت الشبكة الأمريكية عن فاراز صنعي، محلل الشئون الإيرانية فى منظمة «هيومان رايتس ووتش» المعنية بالدفاع عن حقوق الانسان قوله، إن الشباب دون الثلاثين عاما يمثلون 70% من إجمالى تعداد الشعب الإيرانى، وأن الكثيرين منهم ولدوا بعد قيام الثورة الايرانية، مشيرا إلى أن هذه الشريحة السكانية تمتعت بميزة التواصل مع العالم الخارجى عبر استخدام الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعى، وهى الوسائل التى تحظرها الحكومة الحالية ما يقيد بشكل كبير حرية التعبير عن الرأى.. وأشارت الشبكة إلى أن الأزمة الاقتصادية الإيرانية الحالية قد تدفع الشباب إلى الذهاب لصناديق الاقتراع لمحاولة إحداث تغيير لتحسين أوضاعهم المعيشية وإيجاد حلول لمشكلة البطالة، وهى الأشياء التى تثير قلق الكثيرين من الإيرانيين.
وسلطت الشبكة الضوء على روحانى (البالغ من العمر 65 عاما) الذى يحظى بدعم الرئيسين السابقين محمد خاتمى وهاشمى رفسنجانى، واصفة إياه بـ«الحصان الأسود» بين المرشحين، كما  ذكرت صحيفة الفاينانشال تايمز البريطانية أن الشعب الإيرانى يريد رئيسا قويا يستطيع التغلب على المشكلات الاقتصادية التى استفحلت نتيجة العقوبات الدولية المفروضة على طهران اثر برنامجها النووى المثير للجدل.
ونقلت الصحيفة عن مواطن إيرانى قوله «اشعر بالضيق عندما افكر فى حال الدولة سياسيا وأمنيا واقتصاديا». ونقلت عن آخر قوله «نريد رئيسا قادرا على التعامل مع العالم الخارجى بصورة دبلوماسية ويستطيع اصلاح الاقتصاد المتدهور».
وتابعت الصحيفة أنه منذ العام الماضى أى عندما قامت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى بتشديد العقوبات المالية على إيران، تدهور الاقتصاد الإيرانى بشكل سريع حيث يسجل التضخم الآن ما يزيد على 3% وانخفضت قيمة العملة الإيرانية «الريال» للغاية.