السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

واحة الشعر




يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع ... يشق مجراه عبر السنين والأجيال داخل نفوس المصريين ... فى سلسلة لم تنقطع ... وكأن كل جيل يودع سره بالآخر ... ناشرين السحر الحلال ... والحكمة فى أجمل أثوابها ... فى هذه الصفحة نجمع شذرات من هذا السحر ... للشعر ... سيد فنون القول ... الذى يجرى على ألسنة شابة موهوبة ... شاركت مع فريق «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة بمشاركاتها على     [email protected]
 
قصيدتان
شتات
 
سلاما على الراحلين
 
إذا النهر عاد
 
بوجه قديم
 
حميما يلوح
 
يلوح لى بالقصيد
 
سلاما إذا النهر شق الفؤاد
 
بحلم ذبيح
 
يصب بأوردتى
 
شهوة
 
البدء
 
والأغنيات
 
فيا وطن الذكريات
 
تطاولت ألف ذراع
 
وطوقت ذاك الشريد
 
ولكنه
 
فاض
 
روحا
 
تأجج
 
فيها الرماد !
 
نورس
 
وأتت تراود حزنها
 
سكبت مسافتها
 
وأفرغت الحقائب من سفر
 
كل النوارس
 
فى الرحيل تشابهت
 
إلا الذى
 
حط الجناح بقلبها
 
ثم انتحر !!
 
شعر: ايمان السباعي
 

 
هـــوَّة
 
باردة جدران البيت
 
وفضاء يتدثر خلف الباب
 
يحاول
 
أن يجتر رجوعك
 
يرتجل عبارات سقطت منك
 
وأنت تلوح لى سأعود
 
والقلب المورق بين يديك الراجفتين
 
على مضض
 
اغرورق شوقا
 
لهطولك
 
يخفق يتساءل
 
ما حال الغربة عندك
 
هل مرة ؟
 
ويحاول عبثا أن يلتمس
 
إليك سبيلا
 
ويبرر بعدك ذات مساء
 
فرحيلك والموت سواء
 
فلماذا حين تسافر عنى
 
ترحل معك الأشياء
 
كل الأشياء ؟!
 
شعر: إيهاب وفا
 

 
لا تؤوَّلُ فى عنابرها الرؤى
 
غجريةٌ
 
هِىَ حين أدركها المخاضُ
 
تعلقت بستائرِ الحبّ القديم ِ
 
وهزت القلبَ المُعَلَّقَ فوق أسوار البنفسجِ
 
ما تساقط منه رَطْبٌ
 
أو تفجر خمرُه الرقراقُ
 
تحت سنابكِ الخلخال
 
أو عزفا على قيثارةٍ من شَعْرِها
 
غجريةٌ
 
كانت تظن بأنَّها
 
ستحوز خائنة العيونِ
 
وما تقطَّر من قوافٍ
 
فى سُرادقِ شِعْرِها
 
غجريةٌ
 
دسَّت بخيمتها
 
المواجعَ
 
ثم ذابت فى رحيق التوتِ
 
طافت فى صباحاتِ السنونو
 
واستمالت ضحكةَ الطفلِ
 
المُعَفَّرِ بالبراءةِ
 
دَثَّرَتْهُ بكذبةٍ
 
قَدَّت قميصَ الماءِ
 
ضاجعت الهواءَ
 
وأقْسَمَتْ:
 
ما زال بِكْراً قلبُها
 
غجريةٌ
 
ما قبَّلتْ قَدَمَ الملوكِ
 
ليمنحوها صكَّ عِتْقٍ من سجونٍ
 
لا تُؤَوَّلُ فى عنابرها الرُّؤَى
 
أو يَشْتَهِى الطيرُ
 
التقاطَ عبيرها
 
غجريةٌ
 
للسنبلاتِ الخضرِ
 
فوق رمال قصتها
 
حَفيفُ الشوكِ
 
من ثأرٍ تأجَّجَ فى لياليها العجافِ
 
ومن ركوعِ النار ِ
 
بين دموعها
 
غجريةٌ
 
ألقت بسترتها المخضبةِ اشتهاءً
 
فوق أبصار الجماعةِ
 
أجمعوا أن يجعلوا من قلبِها
 
قربانَهم
 
والآن خرُّوا ساجدين .
 
شعر: سناء مصطفي
 

 
صـياغاتٌ أخرى
 
      أحتاجُ إلى امرأةٍ ..
 
      تتلبَّسنى كُلَّ مساءٍ ،
 
      أتلبَّسها ،
 
      تتجلَّى فى وهَجٍ يسكننى ،
 
      ويُحاصرنى ..
 
      حتَّى يلتئمَ الجرحُ ،
 
      ويسَّاقطَ هذيانُ الوحدةِ ..
 
      فى أغوارِ الجُبْ
 
      أحتاجُ إلى امرأةٍ ..
 
      لا تتحربأُ ،
 
      تخلعُ أقنعةَ الزَّيفِ ..
 
      فارسمُ فى خدَّيها ..
 
      خارطةً ..
 
      لا تُشبهنى /
 
      أقطفُ مِنْ بينِ ذراعيها ..
 
      أزهارَ النَّارنجْ
 
      أحتاجُ إلى امرأةٍ ..
 
      تُعلنُ سِرًّا ..
 
      أنِّى الأوحدُ ،
 
      تتحدَّى كُلَّ الظُّلمَاتِ ،
 
      وتُعيدُ إلىَّ طُموحـاتى ،
 
      أتشبَّثُ ..
 
      ببريقِ الأملِ اليافعِ ..
 
      فى حضرتها ،
 
      تُمطرنى برشاقتها ،
 
      تدعونى /
 
      ( بالحكمةِ ،
 
       والموعظةِ الحسَنةِ ) ..
 
      كى أكتبَها نصًّا ..
 
      ذاتَ صياغاتٍ ..
 
      أُخرى
.
شعر: أحمد اللاوندي
 

 
حبر باهت
 
للذئاب الآن وحدها
 
أن تسهب فى الحديث
 
فالقمر هذه الليلة
 
أغلق أبواب حانوته مبكرا ً
 
والشجر أرضع صغار العصافير
 
حليب مئات السنين المقفرة
 
وهذا الوادى الطيب المكدس بالبشر
 
ارتدى سفح خريطة
 
فى كتاب المدرسة
 
حبرها باهت كنهار وبَّخته الشمس
 
فأخذه الشرطى
 
ولنا أن نصغى جيداً
 
لهسيس كل الأفاعى النائمة
 
ولحفيف سعف النخيل
 
فى السحر
 
وهو يترقب إشارة نجمة
 
فاتنة
 
ليجلب لها كل ثماره
 
كل الأوجاع تصاحبها لغة
 
وكذا نزع الجرح
 
الذى يجر فى ذيله مبضعه
 
وهو يهجر الدماء من شريانها
 
لتفترس الذئاب صاحبها ذبيحا
 
على حدود المنفى طريدا
 
وبين أسنان العدم
 
ثمرة ناضجة .
 
شعر: رضا أحمد
 

 
مرآة
 
شىءٌ وهمىٌّ ..
 
يتماوجُ فى المرآةِ أمامى
 
بعضُ ملامحهِ هيروغليفيةُ
 
والبعضُ الآخرُ
 
زغبٌ فى العصر الإسلامىِّ
 
شىءٌ وهمىٌّ ..
 
يسقطُ فى المرآةِ أمامى
 
لا ثوبَ عليهِ
 
ولا رؤيا للآتى تحميهِ
 
يطأطئُ
 
يتكسَّرُ
 
أضحكُ
 
وجموعُ النَّاسِ ..
 
تدوسُ على وجهى
 
وتُمدُّ أيادٍ
 
أضحكُ
 
تضحكُ
 
تضحكُ
 
ووجوهُ النَّاسِ ..
 
تُكسَّر قدَّامى .
 
 
شعر: محمد عبدالستار الدش