أنفلونزا نظيف!

 
 روزاليوسف اليومية : 24 - 08 - 2009


ما دمنا نتحدث عن صاحبة الخطايا الصحافة، بعد أن فقدت لقب صاحبة الجلالة، أتوقف أيضا عند "صوت الأمة" ومانشيت في الصفحة الأولي عن إصابة الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء بأنفلونزا الخنازير..
وتشير الصحيفة إلي إصابة رئيس الوزراء بالفيروس وامتناعه عن العمل ودخوله مرحلة نقاهة وتنشر صورة ضوئية من شهادة صحية تثبت ذلك.
وفي آخر التقرير في الصفحة الداخلية تقول الصحيفة إنها فعلت ذلك لكي تثبت إمكانية عمل أي شيء في الدولة والحصول علي شهادات مضروبة عليها شعار الجمهورية.. لكن رئيس الحكومة بخير والحمد لله.
مثل هذا الكلام الذي نشرته الصحيفة لا يصنف في إطار الصحافة الصفراء أو السوداء، ولكن هذه النوعية من وجهة نظري أقرب إلي الهبلة ومسكوها طبلة.. وطبعا كلنا نعرف المجانين الذين يجوبون الشوارع وهم يصرخون تسقط أمريكا وكوستاريكا وشيكا بيكا وشيكولاتة إيكا! مثل هذه الصحف تستحق أكثر من هذا الوصف لأنها ليست تصرفات عاقلة بالمرة ولا تتبع الأخلاق والمواثيق الصحفية والقواعد المهنية المحترمة المعمول بها في أي مكان في العالم.
لكن هذا الاستخفاف الصحفي يكشف أيضا عن حالة من الاستخفاف من القراء الذين يكتفون في الغالب بقراءة عنوان أو سماع كلمة من نشرة او برنامج ثم يقيمون الدنيا ولا يقعدونها بناء علي ثقافتهم الشفوية المهلبية.. لذلك لم استغرب ان بعض من أعرفهم من المتعلمين والمثقفين حدثوني عن إصابة رئيس الوزراء بأنفلونزا الخنازير باعتبارها حقيقة!
الغريب ان وزير الصحة الدكتور حاتم الجبلي أعطي تصريحا صحفيا لصحيفة الأهرام ينفي فيه إصابة رئيس الوزراء بأنفلونزا الخنازير.. يعني بالبلدي يقول لمن لم يسمع او يعرف او يقرأ خلي بالك ما قيل عن إصابة رئيس الوزراء بأنفلونزا الخنازير غير صحيح.. ولأن الناس لا تصدق الحكومة ولا تثق فيها.. فتصريح الوزير سيترجم عندها بعكسه تماما وهنا يأتي النفي ليؤكد ما نشرته صوت الأمة وليس ما نفاه الوزير.
مثل هذه القصة تتردد بشكل شبه يومي، في موضوعات مختلفة، وصحف مختلفة.. لا الصحافة قررت أن تتبع الحقيقة.. ولا القراء أدركوا ما يحدث لهم وأخذوا موقفا ممن ينصب عليهم.. لذلك تبيع الصحف السوداء كثيرا.. ويدفع القارئ من جيبه لصحيفة تضحك علي عقله.