الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

التليفزيونوفوبيا






محمد حمدى روزاليوسف اليومية : 27 - 08 - 2009


قبل رمضان اتفقنا أنا وزوجتي علي الامتناع عن مشاهدة جميع المسلسلات والبرامج الرمضانية، ليس لأننا من المتزمتين المتشددين الذين يحرمون مشاهدة التليفزيون، ويقولون تلفاز والعياذ بالله!.. ولكن انطلاقا من أننا نرفض بشدة أن نكون أداة في أيدي شركات الإنتاج والتليفزيونات الخاصة والعامة تفعل فينا ما تشاء وتحدد توجهاتنا وتجبرنا علي مشاهدة ما تريد هي، وفي الأوقات التي تريدها هي أيضا.. لا ما نستمتع نحن به.
أعلنا التمرد علي البرامج الرمضانية، ولم نلتفت كثيرا لحرب الإعلانات عن المسلسلات، لأن الخبرة السابقة تقول إنه طوال السنوات الماضية لا يوجد سوي مسلسل واحد كل عام يستحق المشاهدة بينما أغلب الدراما المصرية مكانها هو سلة المهملات، أما البرامج الرمضانية فهي متشابهة ومملة ومستنسخة ومكررة، رغم ما يزعمه من يقدمونها بأنها فكرة مبتكرة وتقدم لأول مرة وهذا غير صحيح بالمرة!
أعيش حياتي بشكل عادي أتابع القنوات الإخبارية فقط، ولا أشاهد سوي الأفلام الأجنبية التي أختارها بعناية، وأقلب من الحين لآخر علي جميع التليفزيونات لأعرف أخبار الحالة التليفزيونية فقط دون أن اسمح لنفسي بالسقوط في دائرة المصابين بفوبيا التليفزيون.
التليفزيونوفوبيا حالة أشبه بالمرض النفسي، من يعاني منه يجلس منتفخ الأوداج أمام الشاشة يمسك بالريموت كنترول بقوة ويحركه بعصبية، ويتنقل من قناة إلي أخري، ومن أرضي إلي فضائي، ويكاد لا يستقر علي شيء، ثم تبدأ جفونه في التحرك بسرعة، ويزوغ بصره، ولا يفرق كثيرا بين ما يحدث علي الشاشة وما يعيشه في الحقيقة.
وحين يشتد المرض يعلو التليفزيون علي البيت والبشر، فتفضل الزوجة المسلسل علي زوجها، ويجلس الزوج أمام البطلات المصنوعات من السليكون فيزداد كرها لزوجته وأسفا علي حاله.. وبين الاثنين لا يجد الأولاد من يهتم بهم وتتفكك الأسر ويتحلل المجتمع.
تقريبا معظم من يجلسون أمام التليفزيون هم من حاملي التليفزيونوفوبيا، والمشكلة أن هذا المرض ليس له مصل واق مثل انفلونزا الخنازير، لكن الفرق بينه وبين الأنفلونزا أنها يمكن الشفاء منها “التامي فلو” أو بالراحة والمشروبات الدافئة وعصير الليمون والبرتقال.. لكن التليفزيونوفوبيا فلا شفاء منه وقد يتحول بعد ذلك من حالة نفسية إلي ما هو أكبر من ذلك، يعني مرض عقلي والعياذ بالله.. شفانا الله وإياكم ورمضان كريم.